مزامير الإله الضائع
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
-1- | هذا الجسدُ | سِحْرٌ أغوى الأرضا | ألا ترضى | ولهيبُ تَشّهٍّ لا يبْتَرِدُ ، - | من أطفال الجسدِ الأبدُ. | فيه نُغرسُ ، فيه نُقطَفْ | فيهِ ما لا يُعرفُ ، يُعرفْ. | معبدُ قلبي ، معبد شعري، معبد عمْري | أعصابي فيه تُوقَد مثل بخور الكاهنِ، مثل الجمرِ: | آه نداءُ الكاهنِ آهِ ندائي | يصعدُ يصعدُ حتى وجه القمر الآخر، حتى أبعَدْ. | -2- | فخذاكِ لذائذُ حُمّائِيّهْ | لم تُكشَفْ، لم تُعرَفْ بعدُ | فيها يسبحُ فيها يعدو | ويُقاسِمُها كلّ ثنيّهْ | ليلُ الغابات الوحشيّهْ | فخذاكِ وبينهام تنمو | أغراسُ الجنْس البحريّهْ | في كلِّ تُويجٍ سنفونيّهْ | فخذاكِ وبينهما القُبَلُ | والعشّاق السُّمر الأوَلُ | والأبطالُ | وفتوحاتٌ | فخذاكِ، وبينهما الأجيالُ | شيءٌ يُحضَنُ ، يُعشَقُ يُعبَدُ ، كيف يُقالُ؟ | ... | عَرّي فخذيكِ ، أزيحي التّينَ | يُسقسقْ نبعٌ ، يُفتَح أفُقُ | وتصرْ أقماراً حتى الخِرَقُ. | يا شهدي، يا شهد الشهوه | يا أرضاً تُجنى في خَلوه | يا قبّه | فيها كل نجيّ يَشْهدُ ربّه. | ... | يا قصراً يعلو تحت الزّغَب | في أحشائك تيهٌ يجرفُ رَمْلَ التّعَب | في أحشائِك أحيا موج النسِ، أكابدُ سورَة مَدّهْ | أردُ العالمَ في لا حدّه. | في أحشائك أعرف أوقن أنّ الآتي | سِرّ حياتي. | فيكِ أصوّر أبدع، أَعْلى آثاري | أوضح أعتم أسراري، | فيك أنشّئُ ، فيك أحقّق أنّ اللهَ | لا يتناهى. | -4- | حِقْْواك مرافئُ ، والنّهدان تخومٌ سُمرٌ فوق البصر | منحوتان بلفح الشرر، | وعلى السُّرةِ ،كلّ حدودِ الشّهوةِ | كلّ الشّهوةِ فِترُ | أكثر من أرقام الفكر | وأضيق منها الفكر. | هذا الجسدُ | فيه يحيا الميتُ | والثّورة تحيا والرّفضُ | ويقول الأبكمُ : غَنّيتُ | وله ينمو ، ينمو العدَدُ | وتدور الأرضُ . | نامي، زندي وُلِد الآنَ ، | وقلبي مثل الطفل يصيحُ | نامي تتلقّفْك الرّيحُ | تعصفُ ، تهدأُ ، تأتي تمضي | مثلَ الومض. | نامي في أحشائي نارٌ فيها وَخْزُ | أنت وجودي أنت الرّمزُ | يا كلّ حياتي يا إيذاناً | بوجودي أن يتعمّق غيبَهْ | يا شمساً تخنق تحرق ريبهْ | يا مجهولي ، نامي ، آن مسيري نحو اللهِ | الضائعِ ، آن وصولي. | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .