-1- |
هذا الجسدُ |
سِحْرٌ أغوى الأرضا |
ألا ترضى |
ولهيبُ تَشّهٍّ لا يبْتَرِدُ ، - |
من أطفال الجسدِ الأبدُ. |
فيه نُغرسُ ، فيه نُقطَفْ |
فيهِ ما لا يُعرفُ ، يُعرفْ. |
معبدُ قلبي ، معبد شعري، معبد عمْري |
أعصابي فيه تُوقَد مثل بخور الكاهنِ، مثل الجمرِ: |
آه نداءُ الكاهنِ آهِ ندائي |
يصعدُ يصعدُ حتى وجه القمر الآخر، حتى أبعَدْ. |
-2- |
فخذاكِ لذائذُ حُمّائِيّهْ |
لم تُكشَفْ، لم تُعرَفْ بعدُ |
فيها يسبحُ فيها يعدو |
ويُقاسِمُها كلّ ثنيّهْ |
ليلُ الغابات الوحشيّهْ |
فخذاكِ وبينهام تنمو |
أغراسُ الجنْس البحريّهْ |
في كلِّ تُويجٍ سنفونيّهْ |
فخذاكِ وبينهما القُبَلُ |
والعشّاق السُّمر الأوَلُ |
والأبطالُ |
وفتوحاتٌ |
فخذاكِ، وبينهما الأجيالُ |
شيءٌ يُحضَنُ ، يُعشَقُ يُعبَدُ ، كيف يُقالُ؟ |
... |
عَرّي فخذيكِ ، أزيحي التّينَ |
يُسقسقْ نبعٌ ، يُفتَح أفُقُ |
وتصرْ أقماراً حتى الخِرَقُ. |
يا شهدي، يا شهد الشهوه |
يا أرضاً تُجنى في خَلوه |
يا قبّه |
فيها كل نجيّ يَشْهدُ ربّه. |
... |
يا قصراً يعلو تحت الزّغَب |
في أحشائك تيهٌ يجرفُ رَمْلَ التّعَب |
في أحشائِك أحيا موج النسِ، أكابدُ سورَة مَدّهْ |
أردُ العالمَ في لا حدّه. |
في أحشائك أعرف أوقن أنّ الآتي |
سِرّ حياتي. |
فيكِ أصوّر أبدع، أَعْلى آثاري |
أوضح أعتم أسراري، |
فيك أنشّئُ ، فيك أحقّق أنّ اللهَ |
لا يتناهى. |
-4- |
حِقْْواك مرافئُ ، والنّهدان تخومٌ سُمرٌ فوق البصر |
منحوتان بلفح الشرر، |
وعلى السُّرةِ ،كلّ حدودِ الشّهوةِ |
كلّ الشّهوةِ فِترُ |
أكثر من أرقام الفكر |
وأضيق منها الفكر. |
هذا الجسدُ |
فيه يحيا الميتُ |
والثّورة تحيا والرّفضُ |
ويقول الأبكمُ : غَنّيتُ |
وله ينمو ، ينمو العدَدُ |
وتدور الأرضُ . |
نامي، زندي وُلِد الآنَ ، |
وقلبي مثل الطفل يصيحُ |
نامي تتلقّفْك الرّيحُ |
تعصفُ ، تهدأُ ، تأتي تمضي |
مثلَ الومض. |
نامي في أحشائي نارٌ فيها وَخْزُ |
أنت وجودي أنت الرّمزُ |
يا كلّ حياتي يا إيذاناً |
بوجودي أن يتعمّق غيبَهْ |
يا شمساً تخنق تحرق ريبهْ |
يا مجهولي ، نامي ، آن مسيري نحو اللهِ |
الضائعِ ، آن وصولي. |