-1- |
ألورقُ النائم تحت الريحْ |
سفينةٌ للجرحْ |
والزّمَنُ الهالك مجدُ الجرحْ |
والشّجر الطالع في أهدابنا |
بحيرةٌ للجْرح. |
والجرحُ في الجسورْ |
حين يطول القبْرْ |
حين يطول الصيّرْ |
بين ضِفافِ حبنا موتنا ، والجْرحْ |
إيماءةٌ والجرحُ في العبورْ. |
-2- |
للّغة المخنوقة الأجراسْ |
أمنح صوت الجُرحْ |
للحَجر المقبل من بعيدْ |
للعالم اليابسِ لليباسْ |
للزمن المحمول في نقّالة الجليدْ |
أشعل نار الجرح؛ |
وحينما يحترق التاريخ في ثيابي |
وتنبت الأظافر الزرقاء في كتابي |
وحينما أصيحُ بالنهارْ - |
من أنتَ ، من يرميك في دفاتري |
في أرضيَ البتولْ؟ |
ألمح في دفاتري في أرضيَ البتول |
عينين من غبارْ |
أسمع من يقولْ: |
"أنا هو الجرح الذي يَصيرْ |
يكبر في تاريخك الصغيرْ". |
-3- |
سمّيتكَ السحابْ |
يا جرحُ يا يمامَة الرحيلْ |
سميتُك الريشة والكتابْ |
وها أنا أبتدئُ الحوارْ |
بيني وبين اللغة العريقَهْ |
في جُزُر الأسفارْ |
في أرخبيل السّقْطةِ العريقه |
وها أنا أعلّم الحوارْ |
للريح والنخيلْ |
يا جرحُ يا يمامةَ الرحيلْ. |
-4- |
لو كان لي في وطن الأحلام والمرايا |
مرافئٌ، لو كان لي سفينهْ |
لو أنّ لي بقايا |
مدينةٍ لو أنّ لي مدينه |
في وطن الأطفال والبكاءْ ، |
لَصغْتُ هذا كله لِلجرحْ |
أغنيةً كالرمحْ |
تخترق الأشجارَ والحجار والسماءْ |
ليّنةٌ كالماءْ |
جامحةً مذهولةً كالفتحْ. |
-5- |
أمْطِرْ على صحرائِنا |
يا عالماً مزيّناً بالحُلم والحنينِ |
أمْطِر ، ولكن هُزّنا ، نحن ، نَخيل الجرحْ |
واكسرْ لنا غُصنينْ |
من شجَرٍ يعشق صمت الجرحْ |
مقوّس الأهداب واليدينْ. |
يا عالماً مزيناً بالحلْم والحنينِ |
يا عالماً يسقط في جبيني |
مرتسماً كالجرح |
لا تقتربْ، أقربُ منك الجرحْ |
لا تُغْرِني، أجملُ منك الجرحْ |
وذلك السحر الذي رمتْهُ |
عيناكَ في الممالك الأخيره |
مَرّ عليه الجرْح |
مَرّ فلم يترك له شراعاً |
يُغوي ، ولم يترك له جزيره. |