أرشيف الشعر العربي

الجرح

الجرح

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

-1-

ألورقُ النائم تحت الريحْ

سفينةٌ للجرحْ

والزّمَنُ الهالك مجدُ الجرحْ

والشّجر الطالع في أهدابنا

بحيرةٌ للجْرح.

والجرحُ في الجسورْ

حين يطول القبْرْ

حين يطول الصيّرْ

بين ضِفافِ حبنا موتنا ، والجْرحْ

إيماءةٌ والجرحُ في العبورْ.

-2-

للّغة المخنوقة الأجراسْ

أمنح صوت الجُرحْ

للحَجر المقبل من بعيدْ

للعالم اليابسِ لليباسْ

للزمن المحمول في نقّالة الجليدْ

أشعل نار الجرح؛

وحينما يحترق التاريخ في ثيابي

وتنبت الأظافر الزرقاء في كتابي

وحينما أصيحُ بالنهارْ -

من أنتَ ، من يرميك في دفاتري

في أرضيَ البتولْ؟

ألمح في دفاتري في أرضيَ البتول

عينين من غبارْ

أسمع من يقولْ:

"أنا هو الجرح الذي يَصيرْ

يكبر في تاريخك الصغيرْ".

-3-

سمّيتكَ السحابْ

يا جرحُ يا يمامَة الرحيلْ

سميتُك الريشة والكتابْ

وها أنا أبتدئُ الحوارْ

بيني وبين اللغة العريقَهْ

في جُزُر الأسفارْ

في أرخبيل السّقْطةِ العريقه

وها أنا أعلّم الحوارْ

للريح والنخيلْ

يا جرحُ يا يمامةَ الرحيلْ.

-4-

لو كان لي في وطن الأحلام والمرايا

مرافئٌ، لو كان لي سفينهْ

لو أنّ لي بقايا

مدينةٍ لو أنّ لي مدينه

في وطن الأطفال والبكاءْ ،

لَصغْتُ هذا كله لِلجرحْ

أغنيةً كالرمحْ

تخترق الأشجارَ والحجار والسماءْ

ليّنةٌ كالماءْ

جامحةً مذهولةً كالفتحْ.

-5-

أمْطِرْ على صحرائِنا

يا عالماً مزيّناً بالحُلم والحنينِ

أمْطِر ، ولكن هُزّنا ، نحن ، نَخيل الجرحْ

واكسرْ لنا غُصنينْ

من شجَرٍ يعشق صمت الجرحْ

مقوّس الأهداب واليدينْ.

يا عالماً مزيناً بالحلْم والحنينِ

يا عالماً يسقط في جبيني

مرتسماً كالجرح

لا تقتربْ، أقربُ منك الجرحْ

لا تُغْرِني، أجملُ منك الجرحْ

وذلك السحر الذي رمتْهُ

عيناكَ في الممالك الأخيره

مَرّ عليه الجرْح

مَرّ فلم يترك له شراعاً

يُغوي ، ولم يترك له جزيره.

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (أدونيس) .

هوى ريشتي

أول الحزن

الأيام

البرق

الثلج والدخان


فهرس موضوعات القرآن