قامَت بِعَذلي لَدى المَحبوبِ أَقوام
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قامَت بِعَذلي لَدى المَحبوبِ أَقوام | وَصَمَّموا عَذلتي عَنهُ وَقَد حاموا |
وَكُلَّما رُمت قُربا مِن شَمائِلِهِ | جاءَت تهددني لِلحَظ أَسهام |
كَأَنَّهُم بعنادى عصبة كَفَروا | ما حل في قَلبِهِم صدق وَاِسلام |
ضَلوا لِطُغيانِهِم جَهلا بحكمة مِن | بِأَمرِهِ كانَ اِيجادُ وَاِعدام |
وَأَبرَموا قَتلتي بِالبُعد عَن رَشَأ | لَولاهُ ما رَفَعتُ لِلحُبِّ أَعلام |
هُم اِستَجَدّوا ببحر الحُب ما وَهَنوا | وَما اِستَكانوا وَما خاضوا وما عاموا |
لَم يَعلَموا اِن قَضيت العُمر في الجج | وَلي بِبَحر الهَوى عوم وَأَعوام |
فَكَم رَبِحتَ عُقودا مِنهُ مثمنة | وَطالب الدر لا يُثنيه أَوهام |
وَكَم صدمت بِشَعب في مَسالِكِه | حَتّى اِستَوى فيهِ عِندي الزبد وَالخام |
وَكل ما نالَني في الوَجد يَعلَمُهُ | ذاكَ الغَزالُ كَما خصته أَقلام |
لكِنَّهُ سالِك أُسلوب عصبته | في كُل ما قَعَدوا عَنهُ وَما قالوا |
بِالحِقدِ هاموا وَحاشا اِن أَمثَلَهُم | بِآل يوسِف مذفى جهلَهُم هاموا |
وَاِن تَلوا في الهَوى آيات غرته | وَجودِها وَاِن صَلوا وَاِن صاموا |
اِني أَرى في مَجاري لَحظِهِم أَبَدا | مَناويا هي في الاِحشامِ اِسهام |
اِخشي عَلى الريم مِن نَجوى ضَغائِنِهم | لاِن اليَتهم في الغَدرِ ضَرغام |
يَدي عَلى الكَبدِ في صُبح بدا وَمَسى | عَلى شَقيق لَهُ في الحَي ما داموا |