يَهنيكَ يا عِصمَةَ الدُنيا مع الدينِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
يَهنيكَ يا عِصمَةَ الدُنيا مع الدينِ | قُدومُ أَبنائِكَ الغُرِّ المَيامينِ |
بُدورُ سَعدٍ تَعالَت في سَما شَرَفٍ | ذَلَّت لِعِزَّتِهِم شوسُ السَلاطين |
تُنافِسُ الأَرضُ فيِهم أَينَما نَزَلوا | وَتَحسُدُ الشُهبُ فيهم مَوطى الطينِ |
مَجدٌ تَأَطَّدَ مِن علياكَ نَحوهُمُ | فَطَرَّزوهُ بِمَوهوبٍ وَمَسنونِ |
فَيا سُعودَ بَني الدُنيا الذي شَرُفَت | به المَمالِكُ مِن زابٍ إِلى الصينِ |
شَمسُ الخِلافَةِ بَل نورُ البِلادِ وَمن | تَعنو لِعِزَّتهِ شُمُّ العَرانينِ |
طَمّاحُ عَزمٍ إِلى العَلياءِ لَو ذُكِرَت | في هامَةِ النَجمِ أَو في مَسرَحِ النونِ |
وَصنوهُ الشَهمُ مَن كانَت مَحامِدُهُ | بَينَ البَرِيَّةِ تُتلى في الدَواوين |
لَيثٌ تَصَوَّرَ مِن بَأسٍ وَمن كَرَمٍ | وَمِن مُلوكٍ مَطاعيمٍ مَطاعين |
مُحمدٌ حُمِدَت أَخلاقُهُ وَعَلَت | في المَجدِ هِمَّتهُ فَوقَ السِماكينِ |
لَمّا قَدِمتُم أَقامَ المَجدُ رايَتَهُ | وَالناسُ ما بَينَ تَحميدٍ وَتَأمينِ |
فَالحَمدُ لِلَّهِ هذا الشَملُ مُبلتئِمٌ | في دَوحَةِ المَجدِ في عِزٍّ وَتَمكينِ |
فَاِشرَب إِمامَ الهدى كَأسَ المُنى أَمناً | في خَفضِ عَيشٍ بِطولِ العُمر مَوضونِ |
مُمَتَّعاً بِبَنيكَ الشُمِّ مُبتَهِجاً | بِما أُتيتَ قَريرَ النَفسِ وَالعينِ |
فَأَنتُمُ زينَةُ الدُنيا وَبَهجَتُها | وَأَنتُمُ غَوثُ مَلهوفٍ وَمِسكينِ |
أَلبَستُمُ الناسَ نَعماءً مُضاعَفَةً | أَمناً وَفَضلاً جَزيلاً غَيرَ مَمنونِ |
أَحيَيتُمُ سُنَّةَ الهادي التي دَرَسَت | بِمُحكَمِ النَصِّ مِن آيٍ وَتَبيينِ |
وَمن أَبي فَبِحَدِّ المَشرَفِيِّ وَبِال | سُمرِ اللِدانِ وَجُردٍ كَالسَراحينِ |
حَتّى اِستَنار مِنَ الإِسلامِ كَوكَبهُ | وَأَصبَحَ الكُفرُ في أَطمارِ مَحزونِ |
لَئِن تَأَخَّرتُمُ وَقتاً لَقد سَبَقَت | عَلياكُمُ من مَضى مِن عَصرِ مَأمون |
فَلا بَرِحتُم لهذا الدينِ مُعتَصَماً | عَلى مَدى الدَهرِ مِن حينٍ إِلى حين |
يا أَيُّها المَلِكُ المَيمونُ طائِرُهُ | وَاِبنَ المُلوكِ الأَجِلّاءِ السَلاطينِ |
لِلَّهِ فيكَ عِناياتٌ سَيُظهِرُها | يَعلو بها لَكَ حَظٌّ غَيرُ مَغبونِ |
يَعيشُ فيها بَنو الإِسلامِ في رَغَدٍ | مِنَ الزَمانِ وَفي أَمنٍ وَفي لين |
وُفِّقتَ وُفِّقتَ إِذ وَلَّيتَ عَهدَهُمُ | سعودَ أَهلِ التُقى نَحسَ المُعادين |
فَكَم جَلا مِن خُطوبِ الدَهرِ مُعتَكِراً | بِالمَشرَفِيِّ وَرَأيٍ غَيرِ مَأفونِ |
مَكارِمٌ نَسَخَت ما حُكي عَن هَرِمٍ | وَعن بَرامِكَةٍ في عَهدِ هارونِ |
ياِبنَ الذي ملكَ الدُنيا بِعَزمَتِهِ | وَبِالمَواضي وَأَعطى كُلَّ مَخزونِ |
لا زِلتَ تَتلوهُ مُستَنّاً بِسُنَّتِهِ | بَأساً وَجوداً وَعزّاً غَيرَ مَخبونِ |
كَذاكَ لِلدّينِ وَالدُنيا غِنىً وَحمىً | تَرعى بكَ الأُسد فيها كُنَّسَ العينِ |
ثُمَّ الصَلاةُ عَلى الهادي وَشيعَتِهِ | محمَّدِ المُصطَفى مِن عُنصُرِ الكونِ |