العقلُ في الوابور حَارْ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
العقلُ في الوابور حَارْ | نبغي الجوابَ فلا يحيرْ |
فإذا أردتَ الاختبار | علماً به فاسألْ خبيرْ |
فُلكٌ بأرْج اللجِّ دار | ومن الحضيض له مدير |
يَجري على عَجل كبار | في رسم شكلٍ مستدير |
هو من عطارد لا يغار | فكأنه الفلك الأسير |
قد أورث الشمسَ اصفرار | لما عَلا منه الصفير |
قمرٌ منازلُه البحار | نجمُ السِّماك له سمير |
في كفهِّ الجوْزا سِوار | بهرَ الثريا إذْ تُشير |
والمشترى حَاز اليَسار | فغدا بزهزته أسير |
ملكٌ له الوحْيُ ائْتمار | أبداً بأجنحةٍ تَطير |
وبُراقٌ أسْرى في القِفار | يطوِي الفيافي إذ يسير |
ملكٌ على الأنهار سار | وعلى البحار له سَرير |
بالعز أكسَبها الصّغار | مع أنه جَرْمٌ صغير |
قد نال من كسرى اعتبار | لبخارِ عنبره عَبير |
خاقانُ هندٍ خوفِ عار | ما هاله لهبُ السعير |
برْكانُ نارٍ حيث ثار | فوراً وصار له هَدير |
أو سائحٌ يهوَى السفار | لمصالح الدنيا سَفير |
أو عاشقٌ سُلب القرار | أو يَحسدُ الطرف القرير |
في الحبِّ قد خَلع العِذار | ودموع مُقلته غدير |
صَبٌ وفي الأحشاء نار | شوقاً إلى القمر المنير |
أو شاطرٌ طَلب الفرار | للأمن من أمرٍ خطير |
أو بازُ صيدٍ قد أغار | مُغرىً على الظبي الغرير |
أو ظبيُ قاعٍ ذو نِفار | يعدو إذا عمّ النفير |
البرقُ سرعتَهُ استعار | والوُرق منه تستعير |
ويرى الرياح بالاحتقار | فهبوبُها معه حَقير |
طرفٌ تسايره الدرار | ليلاً فتخجل في المسير |
لليل يَطوِي والنهار | وبه ازدهى الزمنُ الأخير |
ما الفعل ينسبُ للنجار | بل صُنع خلاّقٍ قدير |
بقنال مصرَ له منار | يسمو بأنفاسِ الأمير |
وبصيتِ إسماعيل طار | في الكون بالجود المطير |
وبعدله لمَّا أنار | في الأفق كالعلم الشهير |
هذا عزيزٌ ذو وَقار | ولمظهر العَليا ظهير |
وطويلُ باعٍ في العَمار | يمتاز بالعمل الكثير |
للعدل قد شد الإزار | توفيقُه نعمَ الوزير |
عشْ يا عزيزُ أخا انتصار | ولمصر دُمْ أقوى نصير |
بالمجد كم شدتَ الجدار | ولأنتَ بالعليا جدير |
كاثْر فكأسُ الأنسِ دار | ربَّ الخورْنقِ والسَّديرْ |