أبادرُ أنثى .. |
أقصُّ لها سيرةَ الشعرِ |
حين تكلَّمتُ في المهدِ |
حين أعدتُ لهيأة وجهي الجهاتِ |
وطوَّقتُ ذاكرتي بالحنينْ.. |
على هامش الياسمين |
حمَلْتُ لعينيكِ . |
خوفَ المراكبِ من هدْأةِ البحرِ.. |
أحلامَ بحَّارةٍ منهكينَ |
وجئتُ على دفترٍ من بياضِ السنينْ ... |
لأنثى أبادرها .. فتفضُّ بكارةَ صوتي |
أواعدها ..فتقصُّ عليَّ حكايةَ موتي |
أودعها فتموء القصيدةُ في ركنِ قلبي |
تبلِّغني أنها أنجبت بعدها ورقًا أصفرًا وخريفًا حزينْ .! |
*** |
متى سوف تكتب بالحبرِ |
بالبحرِ |
بالحربِ |
ياوطنا عينه ندبةٌ في مؤخِّرةِ الأرض |
ياراؤه.. بصقةْ في فم الصمت |
ياباؤه صفعةٌ فوق خد التواريخ |
كلُّ النبوءؤات تحمله |
حينَ أرخي عجيزته واستراحْ |
متى سوف تحملها في بياضِ النوارسِ |
تخطو على رغواتِ الفراتِ |
تميد السنابل بالريح حين تقول : |
انتظرتكَ في ردْهةٍ من صباحْ |
أنا لم أنم .. مثل عينيكِ يسكننا دمعةٌ من عراقٍ |
وتسخر من يُتْمِنا نشوةٌ من كفاحْ ..! |
متى سوفَ تكتبُ |
با لـ ح ب ر |
بالــ ب ح ر |
بالــــ ح ر ب |
يا وطنًا حين لامستُ أطرافَهُ خزَّني البردُ |
ناديتُ من أين أبدأ ؟: |
لاشيء يُفضي لمعنى |
الحروف التي لاتلوِّنُ صدرَ الحقيقة تفنى |
النجومُ التي غادر الليل مجلسها في سرير الحكايات وسنى |
وأنتَ كما أنتَ تحملها مطرًا في صحاري الجزيرة |
تلقي بها في البثور التي تتعرَّى بوجه الرياحْ |
متى سوف تكتب ...؟ |
تبدو الصحاري ثكالى |
وتهوي الصواري احتمالا |
ونفطُ الجزيرةِ لاأحمرًا فنعدُّ لهم ما استطعنا من الخيلِ |
أو أسودًا فنمدُّ لهم ما اصطفينا من النُبْلِ |
أو أزرقا فنهدُّ لهم ما اصطنعنا من الذلِّ |
لا أحمرَ |
أسودَ |
أخضرَ |
حينما جاء ذنبًا مُباحْ ..! |
*** |
أبادر وقتي |
أحدِّثُ عينيكِ عن وعدِ موتي |
وأنتِ .. كأنتِ |
مسوَّمةً لامساسَ لقلبكِ |
إلا بكفِّ القصيدةْ |
لاحزنَ يؤيكِ إلا مواويل أهل العراقِ |
... أحقادُ أهل العراقِ |
استطالوا نخيلا من الحزنِ .. حين استفاؤوا لظلٍّ صبورْ .. |
أفي الشعرِ حين تئنُّ العروبةُ رجعَ الصدورْ ..؟ |
أبادر صمتي |
وأعبرُ خاصرتي خنجرًا من نداء الصبايا |
فأصغي لأطفالِ صوتكِ |
حين يجفُّ حليبُ السطورْ .. |
بكوا حين ناموا |
إذا استيقظوا واستباحوا دمي ليعيشوا حفاةً |
يعيدون طيش الرسائل عبر الهواتفِ بعد الكتاب |
ويعتسفون الغيابَ ابتذال الحضورْ ..! |
أبادرُ .. |
لاشيء .. لاشيءَ |
بين العراقِ وبينك مابين حقدكِ والخطوُ |
مابين أني أبادرُ أو أن تبادرَ أنثى |
مابين شعري ورمل القبورْ . |