خليلي قد اتسعت محنتي
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
خليلي قد اتسعت محنتي | على وضاقت بها حيلتي |
عذرت عذاري في شيبه | وما لمت أن شمطت لمتي |
إلى كم يخاسسني دائماً | زماني المقبح في عشرتي |
تحيفني ظالماً غاشماً | وكدر بعد الصفا عيشتي |
وكنتُ تماسكتُ فيما مضى | فقد خانني الدهر في مسكتي |
إلى منزلٍ لا يواري إذا | تحصلت فيه سوى سوأتي |
مقيماً أروح إلى منزلٍ | كقبري وما حضرت ميتتي |
* * * | |
فرشت له فيه بسط الحدي | ث من باب بيتي إلى صفتي |
ومعدته من خلال الكلا | م تشكو خواها إلى معدتي |
وقد فت في عضدي ما بهِ | ولكن عليه غلبت علتي |
وأغدو غدواً ملياً بأن | يزيد به الله في شقوتي |
فأيةُ دارٍ تيممتها | تتيم بوابها حجتي |
وإن أنا زاحمتُ حتى أموت | دخلتُ وقد خرجت مهجتي |
فيرفعني الناس عند الوصول | إليهم وقد سقطت عمتي |
وإن نهضوا بعد للأنصرا | ف أسرعت في إثرهم نهضتي |
وإن قدموا خيلهم للركوب | خرجت فقدمت لي ركبتي |
وفي جمل الناس غلمانهم | وليس سوائي في جملتي |
ولا لي غلامٌ فأدعوا به | سوى من أبوه أخو عمتي |
* * * | |
ركنت مليحاً أروق العيو | ن أيضاً فقد قبحت خلقتي |
يعرق خدي جفاف الهزال | وحاف الشناج على وجنتي |
وقوسني الهم حتى انطويت | فصرتُ كأني أبو جدتي |
وكان المزينُ فيما مضى | تكسرُ أمشاطه طرتي |
وكنت برأسٍ كلون الغداف | فقد صرت أصلع من فيشتي |
ويا رب بيضاء رود الشبا | ب كانت تحن إلى وصلتي |
فصارت تصد إذا أبصرت | مشيبي وتغضب من صلعتي |
* * * | |
على أنني قلت يوماً لها | وقد أمضت العزم في هجرتي |
دعي عنك ما فوقه عمتي | فإن جمالي ورا تكتي |
هنالك أيرٌ يسرُّ العيون | طويلٌ عريضٌ على دقتي |
سوى أنّ قلبي قد ضرفت | ه في شغله بالأسى عطلتي |
وكانت بتكريت لي غلةٌ | فغلت بأجمعها غلتي |
أغاروا على سمسمي غارةً | تعدت فأنضت إلى حنطتي |
فلا أزال في نقمةٍ كل من | أزال بحيلته نعمتي |