أرِقت لمكفهِر بات فيه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أَرِقتُ لِمُكفَهِرٍّ باتَ فيهِ | بَوارِقُ يَرتَقينَ رؤوسَ شيبِ |
تَلوحُ المَشرَفِيَّةُ في ذُراهُ | وَيَجلو صَفحَ دَخدارٍ قَشيبِ |
كَأَنَّ مَآتِماً باتَت عَلَيهِ | خَضَبنَ مَآلِياً بِدَمٍ خَصيبِ |
سَقى بَطنَ العَقيقِ إَلى أُفاقٍ | فَقاثورٍ إِلى لَبَبِ الكَثيبِ |
فَرَوّى قُلَّةَ الأَدخالِ وَبلاً | فَفَلجاً فَالنَبِيَّ فَذا كَريبِ |
سَعى الأَعداءُ لا يَألونَ شَرّاً | عَلَيكَ وَرَبِّ مَكَّةَ وَالصَليبِ |
أَرادوا كَي تُمَهِّلَ عَن عَدِيٍّ | لِيُسجَنَ أَو يُدَهدَهَ في القَليبِ |
وَكُنتُ لِزازَ خَصمِكَ لَم أُعَدِّد | وَقَد سَلَكوكَ في يَومٍ عَصيبِ |
أُعالِنُهُم وَأُبطِنُ كُلَّ سِرٍّ | كَما بَينَ المِحاءِ إِلى العَسيبِ |
قَفَزتُ عَلَيهِم لَمّا التَقَينا | بِتاجِكَ فَوزَةَ القِدحِ الأَريبِ |
وَما دَهري بِأَن كَدَّرتُ فَضلاً | وَلَكِن ما لَقيتُ مِنَ العَجيبِ |
أَلا مَن مُبلِغُ النُعمان عَنّي | وَقَد تُهوى النَصيحَةُ بِالمَغيبِ |
أَحَظّي كانَ سِلسِلَةً وَقَيداً | وَغُلّاً وَالبَيانُ لَدى الطَبيبِ |
أَتاكَ بِأَنَّني قَد طالَ حَبسي | وَلَم تَسأَم بِمَسجونٍ حَريبِ |
وَبَيتي مُقفِرُ الأَرجاءِ فيهِ | أَرامِلُ قَد هَلَكنَ مِنَ النَحيبِ |
يُبادِرنَ الدُموعَ عَلى عَدِيٍّ | كشنٍّ خانَهُ خَرزُ الرَبيبِ |
يُحاذِرنَ الوُشاةَ عَلى عَدِيٍّ | وَما اِقتَرفوا عَلَيهِ مِنَ الذُنوبِ |
فَإِن أَخطَأتُ أَو أَوهَمتُ أَمراً | فَقَد يَهِمُ المُصافي بِالحَبيبِ |
وَإِن أَظلِم فَقَد عاقَبتُموني | وَإِن أُظلَم فَذَلِكَ مِن نَصيبي |
وَإِن أَهلِكَ تَجِد فَقدي وَنَجدي | إِذا أَلتَقَتِ العَوالي في الحُروبِ |
وَما هَذا بِأَوِّلِ ما أُلاقي | مِنَ الحِدثانِ وَالعَرَضِ القَريبِ |
فَهَل لَكَ أَن تَدارَكَ ما لَدَينا | وَلا تُغلَب عَلى الرَأيِ المُصيبِ |
فَإِنّي قَد وَكَّلتُ اليَومَ أَمري | إِلى رَبٍّ قَريبٍ مُستَجيبِ |