إلى وجه قديم .. أعرفه
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
تمرغت يا وجه | بين التواريخ والقيظ | في ربقة الصمت | بين النهايات صرت المواخير | والناس كالوا عليك السباب | تجزأت حتى انتشيت | لعلك لا تملك – الآن – غير ارتدائي | فلا تمسك الطرف | فالطرف مني | وأنت الذي كان يهوي التبعثر | صرت المبعثر بين انكفائي | تجردت من سمتك المرموى | وأرسلت في إثري الماشطات | يمشطن ما يملك القلب | يثقبن ما أعتلي من جنون | لعلك لا تبخع – الآن – نفساً | توضأت في بيتها .. مرتين | تزييت بالسحر حين احتوتك | وما كنت تدرك | أن المواقيت سرب من الوهم | والشمس لون اشتعالك | والنار في الحلق | بلسم للرقاد | تساءلت – يا وجه – عن لحظة الدفء | تنديت بالطيب يوم اختتانك | وإذ كنت تحبو | تناومت كي يستقيم التلعثم | وكيما تذوب المسافات | للركض نحوى | وأنت المعانق من فجرك الغض حلمي | تعريت للوشم | وابتعت سيف التقهقر في لحظة من عناد | وأنت إذ تبحر الآن للغيب | تلقى على الرأس شيباً | وتنوي – كما كنت بالأمس | رتق انهزامك | تسائل عن لحظة الدفء | والدفء عبء | فهل يحضن المهد كهلاُ | يراود عن صبوة .. بالفرار؟! | وهل كنت تدرك سر الغيوم | وقد لونتك | ببعض التفرد | ثم استشاطت وقد رحت تبكي | وماست لدى حزنك المستثار | تقيأت – يا وجه – كل التعاويذ | فانبذ الآن طقس النبؤة | بدل ثياب المشيئة | وانثر على زينة القلب | بعض الغبار | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (حسين القباحي) .