أهبط إليك
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
إشارة | من صمت | لا | تدل | المسالك | عليه | اهبط يا محمّد اهبط | لا تفتّش عن قدميك أو عن صدرك | اهبط إليك | متّقداً بما أنت فيه | ممّا ليس لك | عشّق نفسك إلى نفسك | انفرد | بقوّة عينك | واحذر نظرة المقت | حيرتُك | قبل الهبوط هي حيرتُك | في الهبوط | ورأيتني أهبط منحدراً متوعّراً | كنت عثرت عليه في ليلٍ | مضاءٍ بمراكب الشّك | ثمّ في خلوةٍ | وأنا متوحّدٌ | من | غير | امتثال | حولي أصواتٌ تنادي | في كلّ نداء | يظهر النهر من وراء مسافة وأنا | لستُ عارفاً إن كان من خارجي يجري | أم | داخلي | إن كان أخضر | أم أبيض | أشبه بالشّعرة أم رعوداً | تتكاثر في أعضائي | أهبط | وأُبصّر جسدي هابطاً تحت إبطي فراغٌ هائلٌ ما يقرّبني من | عظامي كان البردُ | لم تسبقني حممٌ حتى التّراب ظلّ محافظاً على جفافه | شيءٌ منّي انفصل عنّي وفي الهبوط ألمٌ لكن اللّذة كانت | أشدّ | أهبطُ | للفضاء نداوةٌ هذا سحابٌ مائلٌ نحو البنفسجيّ ثمةَ إشارةٌ | تدلّني على الطّرق المؤدّية إليّ أقصد حيرةً هي ما | ملكتُ في لمحٍ من البصر | تذكّرتُ | الهابطين على زمن مقبل دائماً من الدّخان | فيه أظلّ واقفاً أترجّى جهةً لا تراني | مستنجداً | أحتمي بغبار أشرعة يشعُّ مع الهواء | فهل أنا متودّداً | أستميل شيئاً من حياةٍ في الحياة | أفتكُّ | مرافقاً | أشهدُ على جهةٍ لا تراني | إليك أهبط إليك | هي الجوزاء لي بُرجٌ | ولي كهفٌ | ستهبط منك أنفاسي | مقطّرةٌ | تفتّش عن قرارتها | فراغٌ | بألوان انعكاسٍ | هادئٍ | يضاعف برجُهُ | ينمو على حجرٍ وطين | شيئاً يبينُ ولا يبينْ | لم تُدرك الأنفاس فاتحة اليقين | نهرٌ | سماويٌّ | يضاعف برجُهُ | شيئاً يبينُ ولا يبينْ | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (محمد بنيس) .