1 |
أَعُدُّ فناجينَ قهوتِنَا الفارغاتِ، |
وأمضَغُ.. |
آخرَ كَسْرَةِ شِعْرٍ لديَّ |
وأضربُ جُمْجُمَتي بالجدارْ.. |
أعُدُّكِ.. جُزءاً فجزءاً.. |
قُبيلَ انسحابكِ منّي، وقَبْلَ رحيلِ القطارْ. |
أعُدُّ.. أناملكِ الناحلاتِ، |
أعدُّ الخواتمَ فيها.. |
أعدُّ شوارعَ نَهْدَيكِ بيتاً فبيتاً.. |
أعُدُّ الأرانبَ تحت غِطاءِ السريرِ.. |
أعدُّ ضلوعَكِ، قبلَ العِناقِ.. وبعدَ العناقِ.. |
أعُدُّ مسَاَمات جِلْدِكِ.. قبل دُخُولي، وبعد خُرُوجي |
وقبلَ انتحاري . |
وبَعدَ انتحاري . |
2 |
أعُدُّ أصابعَ رِجْلَيكِ.. |
كي أتأكَّدَ أن الحريرَ بخيرٍ.. |
وأنَّ الحليبَ بخيرٍ.. |
وأنَّ بيانُو (مُوزارْتٍ) بخيرٍ.. |
وأنَّ الحَمَام الدمشقيَّ.. |
مازالَ يلعبُ في صحن داري. |
أعُدُّ تفاصيلَ جِسمِكِ.. |
شِبراً.. فشِبرا.. |
وبَرَّاً.. وبَحْرا.. |
وساقاً.. وخَصْرا.. |
ووجهاً.. وظهرا.. |
أعُدُّ العصافيرَ.. |
تسرُقُ من بين نَهْدَيْكِ.. |
قمْحاً، وزهْرَا.. |
أعُدُّ القصيدةَ، بيتاً فبيْتاً |
قُبيْلَ انفجار اللُّغاتِ، |
وقبلَ انفجاري. |
أحاولُ أن أتعلَقَ في حَلْمَة الثدْيَ، |
قبل سُقوط السَمَاء عليَّ، |
وقبل سُقُوط السِتَارِ. |
أُحاولُ إنقاذَ آخرِ نهْدٍ جميلٍ |
وآخرِ أُنثى.. |
قُبيلَ وُصُولِ التَتَارِ.. |
4 |
أقيس مساحةَ خَصْركِ |
قبل سُقُوط القذيفةِ فوق زجاج حُرُوفي |
وقبلَ انْشِطاري. |
أقيسُ مساحةَ عِشقي، فأفشلُ |
كيفَ بوسع شراعٍ صغيرٍ |
كقلبي، |
اجتيازَ أعالي البِحَارِ؟ |
أقيسُ الذي لا يُقاسُ |
فيا امرأةً من فضاء النُبُوءَاتِ، |
هل تقبلينَ اعتذراي؟ |
5 |
أعُدُّ قناني عُطُوركِ فوق الرُفُوفِ |
فتجتاحُني نَوْْبةٌ من دُوارِ.. |
وأُحصِي فساتينكِ الرائعاتِ، |
فأدخُلُ في غابةٍ |
من نُحاسٍ ونارِ.. |
سَنَابلُ شَعرِكِ تُشْبِهُ أبعادَ حُريتي |
وألوانُ عَيْنَيْكِ، |
فيها انْفِتَاحُ البَرَاري. |
6 |
أيا امرأةً .. لا أزالُ أعدُّ يديها |
وأُخطئُ.. |
بينَ شُرُوق اليدينِ.. وبينَ شُرُوق النَهَارِ. |
أيا ليتَني ألتقيكِ لخَمْسِ دقائقَ |
بين انْهِياري.. وبينَ انْهِياري. |
هي الحَرْبُ.. تَمْضَغُ لحمي ولَحْمَكِ... |
ماذا أقولُ؟ |
وأيُّ كلامٍ يليقُ بهذا الدَمَارِ؟ |
أخافُ عليكِ. ولستُ أخافُ عليَّ |
فأنتِ جُنُوني الأخيرُ.. |
وأنتِ احتراقي الأخيرُ.. |
وأنتِ ضريحي.. وأنتِ مَزَاري.. |
7 |
أعُدُّكِ.. |
بدءاً من القُرْطِ، حتَّى السِّوارِ.. |
ومن منبع النَهْرِ.. حتى خليجِ المَحَارِ.. |
أعدُّ فناجينَ شهوتنا |
ثم أبدأُ في عَدِّها من جديدٍ. |
لعلّي نسيتُ الحسابَ قليلاً |
لعلّي نسيتُ الحسابَ كثيراً |
ولكنني ما نسيتُ السلامَ |
على شجر الخَوْخ في شفتيكِ |
ورائحةِ الوردِ، والجلَّنارِ. |
8 |
أُحبُّكِ.. |
يا امرأةً لا تزال معي، في زمان الحصارِ |
أُحبُّكِ.. |
يا امرأةً لا تزالُ تقدِّمُ لي فَمَها وردةً |
في زمانِ الغُبَارِ. |
أحبُّكِ حتى التقمُّصِ، حتى التوحُّدِ، |
حتى فَنَائيَ فيكِ، وحتى اندثاري. |
أُحِبُّكِ.. |
لا بُدَّ لي أن أقولَ قليلاً من الشّعرِ |
قبلَ قرارِ انتحاري. |
أُحبُّكِ.. |
لا بُدَّ لي أن أحرِّرَ آخرَ أُنثى |
قُبيلَ وصول التَتَارِ.. |