1 |
لا أحَدَ قَرأَ فنجاني.. |
إلاَّ وعرفَ أنَّكِ حبيبتي |
لا أَحدَ درَسَ خُطُوطَ يدي |
إلا واكتشفَ حروفَ اسْمِكِ الأربعهْ.. |
كلُّ شيء يمكنُ تكذيبُهْ |
إلاَّ رائحةَ امرأةٍ نُحبُّها.. |
كلُّ شيءٍ يمكنُ إخفاؤُهْ |
إلاّ خَطَواتِ امرأةٍ تتحرَّكُ في داخلنا.. |
كلُّ شيءٍ يمكنُ الجَدَلُ فيه.. |
إلا أُنوثَتكِ.. |
2 |
أينَ أُخْفيكِ يا حبيبتي؟ |
نحنُ غابتان تشتعلانْ |
وكلُّ كاميرات التلفزيون مسلَّطةٌ علينا.. |
أينَ أُخبِّئكِ يا حبيبتي؟ |
وكلُّ الصحافيين يريدونَ أن يجعلوا منكِ |
نَجْمةَ الغلافْ.. |
ويجعلوا منّي بطلاً إغريقيّاً |
وفضيحةً مكتوبَهْ.. |
3 |
أينَ أذهبُ بكِ؟ |
أينَ تذهبينَ بي؟ |
وكلُّ المقاهي تحفظُ وجوهَنا عن ظَهْر قلبْ |
وكلُّ الفنادق تحفظُ أسماءنا عن ظَهْر قلبْ |
وكلُّ الأرصفة تحفظُ موسيقى أقدامِنا |
عن ظَهْر قلبْ.. |
نحنُ مكشوفان للعالم كشُرْفَةٍ بحريَّهْ |
ومرئيّانِ كَسَمَكتيْنِ ذهبيَّتيْنْ.. |
في إناءٍ من الكريستالْ.. |
4 |
لا أحَدَ قرأ قصائدي عنكِ.. |
إلاّ وعرفَ مصادرَ لغتي.. |
لا أحدَ سافر في كُتُبي |
إلا وَصَل بالسلامة إلى مرفأ عينَيْكْ |
لا أحَدَ أعطيتُهُ عُنْوانَ بيتي |
إلا توجَّهَ صَوْبَ شفتيكْ.. |
لا أحَدَ فتحَ جواريري |
إلاّ ووجدكِ نائمةً هناكَ كفرَاشَهْ.. |
ولا أحدَ نبشَ أوراقي.. |
إلاَّ وعرفَ تاريخَ حياتِكْ.. |
5 |
علِّميني طريقةً |
أحبسُكِ بها في التاء المربوطَهْ |
وأمنعُكِ من الخروجْ.. |
علِّميني أن أرسمَ حول نهديْكِ |
دائرةً بالقَلَم البنفسجيّْ |
وأمنعهُمَا من الطيرانْ |
علِّميني طريقةً أعتقلكِ بها كالنقطة في آخر السطرْ.. |
علميني طريقةً أمشي بها تحت أمطار عينَيْكِ .. ولا أتبلّلْ |
وأشمُّ بها جسدَكِ المضمَّخَ بالبَهَارات الهنديَّة.. ولا أدوخْ.. |
وأتَدَحْرَجُ من مُرْتَفَعاتِ نهديْكِ الشاهقينْ.. |
ولا أتفتَّتْ.... |
6 |
إرفعي يَدَيْكِ عن عاداتي الصغيرَهْ |
وأشيائي الصغيرَهْ.. |
عن القلم الذي أكتُبُ بِه.. |
والأوراقِ التي أُخَرْبشُ عليها.. |
وعَلاَّقةِ المفاتيح التي أحملها.. |
والقهوةِ التي أحتسيها.. |
ورَبْطَات العُنُق التي أقتنيها |
إرفعي يَدَيْكِ عن كتابتي.. |
فليس من المعقول أن أكتبَ بأصابعكِ |
وأتنفّسَ برئَتَيْكِ.. |
ليس من المعقول أن أضحكَ بشفَتيْكِ |
وأن تبكي أنتِ بعُيُوني!!. |
7 |
إجلسي معي قليلاً.. |
لنُعيدَ النظرَ في خريطة الحُبّ التي رسَمْتِها |
بقَسْوَة فاتحٍ مَغُوليّْ.. |
وأنانيّةِ امرأةٍ تريدُ أن تقولَ للرجل: |
" كُنْ .. فيكونْ .." |
كلِّميني بديمقراطيَّهْ ، |
فذُكُورُ القبيلة في بلادي.. |
أتقنوا لُعْبَةَ القَمْعِ السياسيّْ |
ولا أريدُكِ أن تًُمارسي معي |
لُعْبَةَ القَمْعِ العاطفيّْ.. |
8 |
إجلسي حتى نرى.. |
أينَ حدودُ عينَيْكِ؟. |
وأينَ حدودُ أحزاني؟. |
أين تبتديءُ مياهُكِ الإقليميَهْ؟ |
وأين ينتهي دمي؟. |
إجلسي حتى نتفاهَمْ.. |
على أيِّ جزءٍ من أجزاء جَسَدي |
ستتوقّفُ فتوحاتُكْ.. |
وفي أيِّ ساعةٍ من ساعات الليلْ |
ستبدأ غَزَوَاتُكْ؟ |
9 |
إجلسي معي قليلاً.. |
حتى نتّفقَ على طريقة حُبٍّ |
لا تكونينَ فيها جاريتي.. |
ولا أكونُ فيها مستعمرةً صغيرَةً |
في قائمة مستعمراتِكْ.. |
التي لا تزالُ منذ القرن السابع عَشَرْ |
تطالبُ نهدَيْكِ بالتحرُّرْ |
ولا يسمعانْ.. |
ولا يسمعانْ.. |