دوامة الغبار
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
عامٌ قريب | كانت حياتي قبله | شبحاً يدب على جديب | متعثراً بالصخر ، بالأشواك | بالقدر الرهيب | حتى رآك | روحي تهل على كآبته | فتترعه يداك | فرحاً و اشعاعاً غريب | عامٌ قصير | سرنا معاً فيه على دربي الوعير | جنباً الى جنب ، و ملء عيوننا | دفء الشعور | و العاطفة | و إذا الحياة على صدى | خطواتنا المتآلفة | خضراء تورق في الصخور | عام و مر | و دجا غبارٌ حولنا | هاجت به ريح القدر | و تلمستك يدي و في عيني ليل معتكر | و ارتاع قلبي | رجعت إلي يدي ميبّسة الدماء | بثلج رعبي لا صوت منك و لا أثر | و وقفت وحدي | في وحشة التوهان . في يتم الغريب | وقفت وحدي | تصطك روحي في فراغ الدرب من ذعر و برد | و على فمي | إشراقةٌ ماتت . و في قلبي | تنبؤ ملهم | أني سأبقى العمر وحدي | لا تبعد | و بعثتها من غور يأسي | في الفضاء المربد | و بقيت أهتف من قرارة وحشتي : | تبعد | نا خائفة | لمبي الوحيد يحسّ ، يسمع | مدمات العاصفة | ملف الفراغ الأسود | أمسك يدي | سر بي ، غبار الأرض منعقدٌ على دنيا غدي | يعمي خطاي المجفلات على طريقي الموصد | هذا الغبار | دوّامة دارت بها حولي | أعاصير القفار | تلوي بعمري المجهد | كيف الهروب | و العاصف الجبار يسقي الدرب وحشي الهبوب | شرس الجناح يسوط أقدامي | على القفر الرهيب | و الهاوية | تصغي على البعد القريب | إلى صدى أقداميه | بين التواءات الدروب | لا تبعد ! | و بقيت اصرخ من قرارة وحشتي : | لا تبعد ! | فتبدّد الريح النداء مع الصدى المتدّد | و بقيت وحدي | حيري ، أدور ، أصارع الدوامة الهوجاء | وحدي | عبر الطريق الموصد | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فدوى طوقان) .