العودة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وأطلّ وجهك مشرقاً من خلف عام | عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام | عام ظللت أجرّه خلفي وأزحف في الظلام | وعواصف ثلجية تصطكّ حولي والطريق | كانت تضيق كأنها أمل يضيق | ويضيع في تيه القتام | عام طويل ظلّ يفصلنا به بحر صموت | بحر دجت أمواجه و تجمدت ، بحر تموت | فيه الحياة و تغرق الجلجات في برد السكوت | و أنا على شط الأصم | أنا و الفراغ و ليل وهمي | أصغي لعل صدى يمر | بي ، علّ شيئاً منك ، همس ، نبأة ، | شيئاً يمر | بي منك عبر مدى السكوت | لا شيء ، إلا وطأة ثقلت و صمتٌ مستمر | عام ، و دبت بعده بعده في البحر معجزة الحياة | لم أدر كيف ، هناك رفّت بغتة فوق المياه | و هفت حمامه | زرقاء ، في طهر السماء ، هفت إلي على غمامه | و طوت جناحيها وقرت في يديه | و رنت إليه | و تنفست دفئاً و عطراً | و شممت فيها منك شيئاً هاجني وجداً و ذكرى | فمضيت ألثم ريشها | و جعلت صدري عشها | و شعرت أنك عدت ، أنك في الطريق | و اجتاحني فرح الغريق | حضنته شطآن النجاة | و أطل وجهك من بعيد | حلواً يرف على وجودي | و رأيت أحزاني تموت على تعانق راحتينا | و أضاء في فمك ابتسام | البسمة الجذلى التي أحببتها منذ التقينا | عادت تضيء كأنها قلب النهار | و تصب في نفسي فيشربها دمي | و يعبها قلبي الظمي | و نسيت آلامي الكبار | و نسيت في فرح اللقاء عذاب عام | عام طويل ظلّ في عمري يدب كألف عام | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (فدوى طوقان) .