أسير القراصنة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أجنحة في دوحة تخفق | أجنحة أربعة تخفق | وأنت لا حب ولا دار | يسلمك المشرق | إلى مغيب ماتت النار | في ظله والدرب دوار | أبوابه صامته تغلق | جيكور في عينيك أنوار | خافته تهمس | مات الصبي | لم تبق آثار | من فجره وانفرط المجلس | فالتل لا ساق ولا سامر باق وسمار | وأراهم في سفحة الموحش المهجور حفار | وتحسد الشحاذ إن لاحا | يمشي على عكازه البالي | مشلولة رجلاك مشدودة عيناك بالآل | وألف درب دونك انداحا | يدعوك أن تقطعه في الدجى | وتقطف الأثمار عن جانبيه | وأنت لا تملك غير الشجى | ودمعة تجري اشتياقا إليه | عامان من نزع بلا موت | وأنت ما كنت سوى صوت | صوت يدوي في قلاع الرياح | يا ليتك المشا في صمت | لا عازف القيثار باسم الجراح | وأنت في سفينة القرصان | عبد أسير دون أصفاد | تقبع في خوف وإخلاد | تصغي إلى صوت الوغى والطعان | سال الدم | اندقت رقاب ومال | ربانها العملاق | وقام ثان بعده ثم زال | فامتدت الأعناق | لأي قرصان سيأتي سواه | وأي قرصان ستعلو يداه | حينا على الأيدي | وليأت من بعدي | من بعدي الطوفان | تسمعها تأتيك من بعد | يحملها الاعصار عبر الزمان | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (بدر شاكر السياب) .