روح شاعر
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
صافحتك القلوب قبل النواظر | و استطارت إلى لقاك الخواطر |
و تلقّاك عالم اليمن الحرّ | كما لاقت النفوس البشائر |
وارتمى يسكب التراحيب ألوا | نا كما تسكب اللّحون القياثر |
و تملّت نزولك اليمن الخضرا | قاضت بالأغنيات الحناجر |
و تنزّلت في معاني حماها | مثلما ينزل الشعاع المحاجر |
و هفا الموطن الكريم يحيّي | مشعل العلم في سناك الباهر |
و تغلغلت في حناياه كالإيمان | كالطهر في عفاف الضمائر |
كالمنى في القلوب كالدم في الأبدان | كالسكر في دماغ المعاقر |
قد تلقاك موطني ينثر الترا | حيب في راحتك نثر الجواهر |
و انتشى من شعاعك العلم لمّا | زرت " دار العلم " يا خير زائر |
وازدهى الشعر ينثر النغم الحلـ | و كما ينثر الربيع الأزاهر |
قد رأى "موطني " بمرآك " مصرا " | منبت الفنّ و الإبا و العباقر |
مصر أم الحجار و اليمن الـ | سامي و أمّ الشآم أم الجزائر |
وحدة العرب راية في رباها | و منى العرب في يديها وزاجر |
شادها الله العروبة دارا | وابتناها بنيّرات الزواهر |
بلدة تنبت العلوم و أرض | تلد المجد و العلا و المفاخر |
نيلها المستفيض أنشودة الله | على مسمع اللّيالي العوابر |
وحماها كنانه الله تر | مي في وجوه العدا السهام الثوائر |
*** | |
يابن مصر التي تلاقت عليها | شيم العرب و النفوس الحرائر |
علمك العلم ينشر الدين في الدنيا | كما تنشر الشعاع المنائر |
و تجوب الشعوب في خدمة الإسلام | و الحق و ارتباط الأواصر |
إيه عزّام أنت وعي من النيل | إلى العرب تستثير المشاعر |
و سفير تشيّد الوحدة الشما | و تستنهض السنا في البصائر |
و تنادي البلاد للإتّحاد الحر | و الاتحاد أقوى مناصر |
إن في وحدة العروبة مجدا | خالدا ثائرا على كل ثائر |
إنّما العرب أمّة وحّدتها | لغة الضاد و الدما و العناصر |
إنّما العرب أمّة هزّت الدنيا | و شقّت سود الخطوب العواكر |
إنّ للعرب غابرا داس " كسرى " | و تمشّى على رءوس القياصر |
فاستمدّي يا أمّتي من سنا الما | ضي معاليك واعمري خير حاضر |
يأنف المجد أن يلاقي بنيه | في يدي غاصب و في كفّ آسر |
فاطمحي أمّتي إلى كلّ مجد | وانهضي نهضة الصباح الباكر |
يا سفير التضامن الحر غنّت | سعيك الحر أمنياتي الشواعر |
و تلاشت على هوى العرب روحي | نغما ملهم الغنا و المزاهر |
و نشيدا أفرغت فيه أحاسيسي | و ذاتي و خافقي و السرائر |
فتلقّى يا شاعر النيل شعري | فهو شعر عنوانه " روح شاعر " |