ورجعت أذكر في الربيع عهودنا.. |
أيام صغناها عبيرا للزهر |
والأغنيات الحالمات بسحرها |
سكر الزمان بخمرها وغفا القدر |
والليل يجمع في الصباح ثيابه |
واللحن مشتاقا يعانقه الوتر |
والعمر ما أحلاه عند صفائه |
يوم بقربك كان عندي بالعمر |
إني دعوت الله دعوة عاشق |
ألا تفرقنا الحياة.. ولا البشر.. |
قالوا بأن الله يغفر في الهوى |
كل الذنوب ولا يسامح من غدر |
* * * |
ولقد رجعت الآن أذكر عهدنا |
من خان منا من تنكر.. من هجر |
فوجدت قلبك كالشتاء إذا صفا |
سيعود يعصف بالطيور.. وبالشجر |
يوما تحملت البعاد مع الجفا |
ماذا سأفعل خبريني.. بالسهر؟! |
* * * |
ورجعت أذكر في الربيع عهودنا |
وسألت مارس كيف عدت بلا زهر؟ |
ونظرت لليل الجحود وراعني |
الليل يقطع بالظلام يد القمر |
والأغنيات الحائرات توقفت.. |
فوق النسيم وأغمضت عين الوتر |
وكأن عهد الحب كان سحابة |
عاشت سنين العمر تحلم بالمطر |
من خان منا صدقيني أنني |
ما زلت اسأل أين قلبك.. هل غدر؟ |
فلتسأليه إذا خلا لك ساعة |
كيف الربيع اليوم يغتال الشجر؟! |