سَيَدْنُو الشَّاعِرُ النَّائِي ..
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
تَهِيْمُ الرُّوحُ في ظُلَمِ المُحَالِ | وتَحْمِلُهَـا يَنَابِيعُ الزَّوالِ |
وتَقْتَرِبُ السماءُ وليسَ فيها | سِوَى وَجْهٍ تَبَعْثَرَ في الهِلالِ |
وتَنْأى كُلَّمَا ألْقَتْ شُمُوسٌ | حَرائِقَهَا على أرضِ الخَيَالِ |
فَيَدْنُو الشَّاعِرُ النَّائِي رُوَيْدَاً | فَتَرْمِيْـهِ البَصِيرَةُ بِالنِّبَـال |
فَيُصْبِحُ كالسَّحَابِ يَمُرُّ طَوْعَاً | عَلى أحْزَانِهِ مَرَّ الْجِبَـالِ .. |
أرَى في الدَّرْبِ عُصْفُورَاً يُغَنِّي | وذِئْبَـاً هَائِمَاً بينَ التِّـلالِ |
وَوَجْهَاً كَانْبِلاجِ الصُّبْحِ يَبْدُو | وَوَجْهَاً لا يَبِيْنُ مِنَ الظِّلالِ .. |
أنا لِلْكَوْنِ مِرْآةٌ .. وَإِنِّـيْ | صَدَاهُ .. وَحَالُهُ صِنْوٌ لِحَالِي |
وكَمْ جَاوَزْتُهُ يَوْمَاً وحَطَّتْ | وَرَاءَ فَنَائِـهِ تَعَبـَاً رِحَالِي |
هُنَاكَ لَرُبَّمَا أمْسَكْتُ ضَوْءاً | وفَاحَ العِطْرُ مِنْ صَوْتِ اللآلي |
أرَى وَلِرُؤْيَتِي الأعْمَاقُ تُجْلَى | ويَنْقَشِعُ الغَمَامُ عنِ السُّـؤَالِ |
فَلا أسْرَارَ تَشْغَلُنِي ولكـنْ | أنا سِـرٌّ وَبِيْ كانَ انْشِغَالِي .. |