و رحلت عنك بلا وداع |
و طويت بين ضباب أيامي حكايات قديمة |
أنشودة ذابت مع الأيام أو شكوى عقيمة |
و تركت أيام الضياع |
كانت تمزقني فلا أجد الصديق |
وحدي هناك يشدني الجرح العميق |
أواه يا قلبي أضعت العمر محترق الجراح |
و أخذت تحلم كل يوم.. بالصباح |
فتركت أيامي تضيع مع الرياض |
يوما إلى الأحزان تأخذنا و آخر.. للجراح |
* * * |
و رحلت عنك بلا وداع |
كم كنت أحلم يا رفيقي بالمساء |
كم كنت أنسج قصة العشاق ترنو للقاء.. |
أو همسة تنساب في الأعماق تسري كالضياء.. |
أو رعشة الأيدي تعانقها الحنايا.. في السماء |
أو موعدا أنسى به أحزاني.. |
أو بسمة تهتز في وجداني |
أو دمعة عند الوداع ألومها |
فغدا يكون لنا اللقاء الثاني.. |
* * * |
و رأيت حبك في فؤادي يختنق |
يهوى كما تهوى النجوم و يحترق |
و رأيت أحلامي مع الشكوى.. تضيع |
و شباب أيامي يذوب.. مع الصقيع |
و لقد قضيت العمر أنتظر الربيع.. |
* * * |
و رحلت عنك بلا وداع |
و نسيت أحلاما تلاشت كالشعاع |
حب قديم تاه منا في الضباب |
أمل توارى في الليالي |
أو تبعثر في التراب |
عمر تبدد في العذاب |
حتى الشباب |
قد ضاع منا و انتهى عهد الشباب |
أترى يفيد هنا العتاب؟! |
أبدا ودعك من العتاب.. |
* * * |
الآن أرحل عنك بالأمل الجريح |
قد أستريح من الأسى قد أستريح |
كم عشت أحلم يا رفيقي بالضياء.. |
و رأيت أحلامي تلاشت في الفضاء |
فقتلت هذا الحب في أعماقي |
و نسيت بعدك لوعة الأشواق |
و غدوت أياما تفوح بسحرها |
لتصير شعرا في رؤى العشاق..! |