عاشق الزّهر
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقة واحدة
.
يا ليت لي كالفراش أجنحة | أهفو بها في الفضاء هيمانا |
أدفّ للنور في مشارقه | و أغتدي من سناه نشوانا |
و أرشف القطر من بواكره | فلا أرود الضّفاف ظمآنا |
و لثم النّور في سنابله | مصفقا للنّسيم جذلانا |
حتّى إذا ما المساء ظلّلني | سريت بين الورود سهرانا |
أشرب أنفاسها و قد خفقت | صدورها للرّبيع تحنانا |
يتحل بالفجر فوق جنّتها | يموج فيه الغمام ألوانا |
و بالعصافير في ملاحنها | تهزّ قلب الصّباح إرنانا |
لو يعلم الزّهر سرّ عاشقه | أفراد لي من هواه بستانا |
فلا تراني العيون مقتحما | سياجه أو تحسّ لي شانا |
إذا لغرّدت في خمائله | و صغت فيه الحياة ألحانا |
لكنّه شاء الخلق مبتدع | من فنّه العبقري فنّانا |
أراده شاعرا فدلّهه | و سامه جفوة و هجرانا |
فليحمني الحسن زهر جنّته | و ليقضي العمر عنه حرمانا |
ما كنت لولاه طائرا غرّدا | و لو جهلت الغناء ما كانا ! |