الذكريات ..
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
ذكرياتي تُمزَّق من قلْبي | وتُشْجي حِسِّي الرَّهيفَ ولُبَّي! |
أَيَّها اسْتعْرَض الضَّمِيرَ تَبَدَّى.. شَرِساً .. حانياً .. مُشيحاً .. مُلَبَّي | |
يا لها من دَياجرٍ يَسْطعُ النُّورُ | بأطْرفِها.. فأَبْصُر دَرْبي! |
ولقد تَطْمِسَ الدَّياجى سنا النُّورِ | فأَسْري على ضَلالٍ ورعبِ! |
رُبَّما كنتُ مِن رُؤاها كَطْيرٍ | وادِع. أو مُواثِبٍ مِثْلَ ذِئْبَ! |
قد يكون الحبيب منها كروض | ويكون الرحيب منها كجُبَّ! |
أيُّها الفِكْرُ.. أيُّها الحِسُّ ماذا | تَرَياني .. كُونا الخَدينَيْنِ جَنْبي! |
*** | |
وارْعياني.فَرُبَّما دّغْدَغَتْني | بخَيالٍ مَضى .. وخلَّف جَمْرا! |
قَرَّبَتْ لي به المَعاد إلى الحُسْنِ | وَضِيئاً أَشْقى وأَسعَدَ دَهْرا! |
قابَ قَوْسَيْن عادَ مِنَّي فَصدَّقْتُ | فَأَرْخى عليه دُونيَ سِتْرا! |
لمَ هذا العَذابُ يَفْتَحُ جُرْحاً | ينزف الروح بادياً .مُسْتَسِرَّا؟! |
لا.. فما أعْذَبَ العذَابَ إذا ما | بِلظاهُ سَمَوتُ حِساً وفكْرا؟! |
هو أّجْدى مِن المَسَرَّة إلْهاماً | وأَعْلى منْها مَكاناً وقَدْرا! |
كان دَرْبي إلى النُّجوم . فما | عاقت صِعابٌ عنها. وكان الأبَرَّا! |
رُبَّ وَصْلٍ يَثْني عِنانكَ إنْ | سرْتَ. وهَجْرٍ يُجَرُّ للمجْدِ جَرّا! |
فَاكْوِني أيُّها العذابُ. فما كنْتُ لأَِشْكو وأَنْتَ تَمْنَح دُرَّا! | |
*** | |
مَيَّزَتْنِي هذي الملاحِمُ في الشعر | كأَني بها المُمَلَّكُ كِسرى! |
وكأَنَّي إذا تَرنَّمْت بالشَّعْرِ | أُجَلَّي رُؤى وأَنْفُثُ سِحْرا! |
*** | |
يا نَجِيَّي.. أُرِيدُ جَزْراً من الحُبَّ | سَخِيَّ اللُّهى لطَيفَ المَعاني! |
ولقد أَشْتَهِيه مَدّاً. ولكِنُ | غَيْرَ مُثْنٍ عن السُّمُوِّ عناني! |
فإِذا شاء حُسْنُه العَسْفَ | أنكرت عليْه ومنْه تلْو الأَمانِي! |
وتَنَكَّبْتُ دَرْبَهُ. فأنا الشَّادِي | بِه الحُرُّ .. لا صَريعَ الغَواني! |
*** | |
ولَئِنْ كُنْتُ يافِعاً أَتردَّى | في مهاويهِ .. مُثْخَناً بِجِراحي! |
فأَنا اليَوْمَ بعد أَنْ شِخْتُ | لا أَخْضَعُ إلاَّ لعِزَّتي وطِماحي! |
وجَناحي المَهِيضُ بالأمْسِ أَضْحى | كجَناحِ الصُقُورِ أَقوى جَناح! |
فإذا ما اسْتَفَزَّ حُسْنٌ تَنادَيْتُ | لِرَوْضٍ مُكَلَّلٍ بالمِلاحِ! |
*** | |
خَلَّدَ الشَّعْرُ مُنْذُ أَنْ ضَوَّءَ الحُسْنُ وأَشْجى.. سناءَهُ وعَبِيرهُ! | |
وَتَبَتَّلتُ أكْتَفى منه بالنَّظْرَة | إنْ حاوَلَ الغُواةُ سَريرَهْ! |
فهو عِنْدي نَجْوى اليَراع. ما أَجْمَل | عِنْدي فَوْق الطُّروسِ صَرِيرَهْ! |
وهو أَحْلى صَوْتٍ لَدَيَّ وأَنْداهُ | ندى السُّحُبِ نَسْتطيبُ مَطِيرَهْ |
*** | |
كانَ هذا الفُتُونُ مُذْ غَرَّذَ | الشَّعْرُ وغَنَّى. فِرْدَوْسَه وسَعِيرَهْ |
كانَ يُشْجِيه ثم يُصْليْهِ | ما أَرْأَفَ هذا . وما أَشَدَّ نَكِيرَهْ! |
ما الذي فِيَّ دُونَ غَيْرِي من الخَلْق؟! أَبِدْعٌ أنا يُحِبُّ نَذِيرَهْ؟! | |
فيراه البَشِيرَ.. ما أَعْجَبَ القَلْبَ | يَرى في النَّذِيرِ يُشْقي.. بَشِيرَهْ! |