يدي يدٌ لكِ ويَدُكِ جامعة. |
حَسَرْتِ الظّلَّ عن شجرة النَّدَم |
فغسل الشتاءُ نَدَمي وَحَرَقه الصّيف. |
أنتِ الصغيرة كنُقطة الذهب |
تفكّين السّحر الأسود |
أنتِ السائغـةُ اللـّيـنـة تشابكتْ يداكِ مع الحُبّ |
وكُلّ كلمةٍ تقولينها تتكاثف في مجموع الرّياح. |
أنتِ الخفيفةُ كريش النعام لا تقولين تعال، |
ولكنْ كُلّما صادَفْتُكِ كُلَّ لحظةٍ أعودُ إليكِ بعد غيابٍ طويل. |
أنتِ البسيطةُ تبهرين الحكمة |
العالمُ تحت نظركِ سنابل وشَجَرُ ماء |
والحياةُ حياةٌ والفضاءُ عربات من الهدايا. |
أيُّها الرّبُّ |
إحفظْ حبيبتي |
أيُّها الرّبُّ الذي قال لامرأة: يا أمّي |
إحفظْ حبيبتي |
أيُّها الرّبُّ إلهُ جنودِ الأحلام |
إحفظْ يا ربُّ حبيبتي |
مَهِّدْ أمامها |
تَعَهَّدْ أيّامها |
مَوِّجْ حقولها بعُشب الخيال |
إجعلْ لها كُلَّ ليلة |
ليلةَ عيدِ الغد |
أيُّها الرّبُّ إلهُ المُتواعدين على اللّقاء وراء جسر الحُرّاس |
أيُّها الرّبُّ إلهُ الخواتم والعُقود والتنهّدات |
يلتمسون منكَ طعامهم |
وألتمسُ منك لحبيبتي البَرَكة |
يلتمسون منكَ لديارهم وما من ديارٍغير حبيبتي |
شاطئي أطرافُ بَحْرِها وبحرُها أمان |
يذهب الناس الى أعمالهم |
ومن حبّها أذهبُ إليك |
هي تعمل فتجري أنهاركَ في قِفاري |
هي تنظر فأراكَ |
هي تعمل فاتأمّل في معجزاتكَ |
تنتهي لهم الأرض عند أعمدة البحر |
وتنتهي لي بحدود قدميها. |
يا حبيبتي |
أُقسِمُ أنْ أكون لُعبتكِ ومغلوبكِ |
أُقسِمُ أنْ أحاول استحقاق نجمتكِ على كتفي |
أُقسِمُ أنْ أسمع نداء عينيكِ فأعصي حكمةَ شفتيكِ |
أُقسِمُ أن أنسى قصائدي لأحفظكِ |
أُقسِمُ أن أركض وراء حبّي وأُقسم أنّه سيظلّ يسبقني |
أُقسِمُ أن أنطفىء لسعادتكِ كنجوم النهار |
أُقسِمُ أنْ أسْكُن دموعي في يدكِ |
أُقسِمُ أن أكون المسافة بين كلمتَي أُحبّكِ أحبّكِ |
أُقسِمُ أن أرميَ جسدي الى الأبد لأُسودِ ضجركِ |
أُقسِمُ أنْ أكون بابَ سجنكِ المفتوح على الوفاء بوعود الليل |
أُقسِمُ أنْ تكون غرفةُ انتظاريَ الغَيْرة ودخوليَ الطاعةَ وإقامتي الذوبان |
أُقسِمُ أنْ أكون فريسة ظلّكِ |
أُقسِمُ أنْ أظلّ أشتهي أنْ أكون كتاباً مفتوحاً على رِكبتيكِ |
أُقسِمُ أنْ أكون انقسام العالم بينكِ وبينكِ لأكون وحْدَتَه فيكِ |
أُقسِمُ أنْ أُناديَكِ فتلتفت السعادة |
أُقسِمُ أنْ أحمل بلاديَ في حُبّكِ وأنْ أحمل العالم في بلادي |
أُقسِمُ أنْ أحبّكِ دون أن أعرف كم أُحبّكِ |
أُقسِمُ أن أمشي الى جانبي وأُقاسمكِ هذا الصديقَ الوحيد |
أُقسِمُ أنْ يطير عمري كالنّحل من قفير صوتكِ |
أُقسِمُ أن أنزل من برقِ شَعْرِكِ مطراً على السهول |
أُقسِمُ كُلّما عثرتُ على قلبي بين السّطور أن أهتف: |
وَجَدْتُكِ! وَجَدْتُكِ! |
أُقسِمُ أن أنحني من قمم آسيا لأعبدكِ كثيراً. |
يا ليلُ يا ليل |
إحملْ صلاتي |
أصغِ يا ربُّ إليّ |
أغرسْ حبيبتي ولا تَقْلَعْها |
زوّدها أعماراً لم تأتِ |
عزّزها بأعماريَ الآتية |
أبقِ ورقها أخضر |
لا تُشتِّت رياحها |
أبقِ خيمتها عالية فعُلوُّها سهلٌ للعصافير |
عَمِّرْها طويلاً كأرْزَة فتمرّ مواكب الأحفاد تحت يديها الشّافيتين |
عَمِّرْها طويلاً كأرْزَة فتجتازأُعجوبتُها مراكزَ حدودٍ بعيدة |
عَمِّرْها طويلاً كأرزةٍ فتتبعها مثل توبتي شُعوبٌ كثيرة |
أبقِ بابها مفتوحاً فلا يبيتُ الرجاءُ في العراء |
بارِكْها إلى ثلج السنين فهي تَجْمَعُ ما تَفَرَّق |
أُحرسْ نجوم عينيها فَتَحْتَها الميلاد. |
وها هو المَطَر |
المداخنُ تَصعَد لاستقبال المجيء. |
تُمطر من قُبلة. |
السماءُ أطلّتْ |
الأرضُ الصبيّة أرْبَتْ |
المواسمُ تعلو |
إسمعوا دقّة الحصاد |
المملكةُ المُنقسمة اتّحدتْ |
تاجُها الحُبّ سلامٌ للمملكة. |
المُستحيل صار معيشة. |
تُمطر من قُبلة |
والمنفى ينهار |
أُنفضوا على المنفى غُبارَ المنفى |
وتعالَوا |
من أعماق اليأس ومشارف الصقيع |
من أطلال الأماني ورماد الصبر |
تعالَوا |
صِيروني كما صِرْتُكُم |
أنا شفّافكم |
أنا مَنْ سَقَطَكُم ومَنْ نَجَاكُم. |
حبيبتي كَشَفَتْ عن الضائع |
دلّتْ على المفقود |
الرسولةُ فازتْ بعُذوبة |
بشفَقة فازتْ على القُوّات |
وتَشْهَدُ تُعلنُ العودة. |
تعالَوا |
المملكة مفتوحة |
أسرابُ الحساسين عند باب المملكة تُسْرع للتحيّة |
على بُعْد قُبلة تقفون من الباب |
الكنوزُ وحيدة |
الأرضُ وحيدة |
الحياةُ وحيدة |
تعالَوا |
كلَّلوا رؤوسكم بذَهَب الدخول |
وأحرقوا وراءكم |
أحرقوا وراءكم |
أحرقوا العالَمَ بشمس العودة. |