حديث الهوى
مدة
قراءة القصيدة :
13 دقائق
.
قـائلٌ في الحـبـيب ماذا يقـولُ | وحديث الهوى حـديثٌ طـويـلُ |
و أخو الحب قـد تباغــته الذكـ | ـرى فيعيا و يـعــتريه الذهــولُ |
ذو بـيـانٍ ، لـكـنـه مـن جَـــواهُ | في صُـمـاتٍ ، لسانه معقــولُ |
فـــتـراهُ إذا تـكـلـّـم لــــم يــُـــ ـدركْ،ولا سامعـوه ماذا يقــولُ | |
سـابـحـاً في سَـرابِ أخـيـلــةٍ | حـُمْـر ٍ وخُـضْر ٍألوانُها لا تحـولُ |
ليـس في ذوقـه أمـرّ وأحـلـى | من عـذابٍ تـثـيـر فيه الطـلـولُ |
ثـم لا يـشتـكي ولا يـتـــداوى | و هو عن قبره المُواشِكِ ميـلُ |
أوَ لستـم ترون أن ألي العشـ | ـق عموماً أعمارهم لا تطـول! |
و ضروب الهـوى كثيرٌ ، و لـكنْ | جـائـد النـفع من جَداها قلـيلُ |
شاعرٌ صـَيِّتٌ ، و رهط ندامـى | و مــدامٌ ، و غـادةٌ عُـطـبــــول ُ |
مـظهرٌ للسرور مستـهجنٌ ،لا | يرتـضـيه إلا السفيه الجـهــولُ |
ليس في أبـحر الغرام مــديــدٌ | أو بـسـيـطٌ أو وافـرٌ أو طــويــلُ |
ليس من أبحر الهوىخَندريسٌ | أو سلافٌ أو قرقـفٌ أو شَمـولُ |
كل هذي مستنـقعـاتُ رذالاتٍ | ضَحـالى ، غـواصـهـن رذيــــلُ |
إن بحر الهوىالحقيقيًّ شيءٌ | ما قــراه ، و لا دراه الـخــلـيـلُ |
لم يقاربه سيبويه ولم يسْـــــ | ــبره قيسٌ ، والشاعر الضلّيـلُ |
هو بحرٌ يستغرق الأبحر السبـ | ـعة ، يـتـلوهـا دجـلـةٌ و النيـلُ |
كل بحر ٍ سِـواهُ مـلـحٌ أجــــاجٌ | و هو عذبٌ و ماؤه سلسبـيـلُ |
كل بـحـر ٍ يجـتـاحُ راكبَـه الـخَـ | ـوفُ عداهُ وهو الأمين الـذلـولُ |
ربما ظنّ بعضكم أن هذا حسـ | ـب علم الجغرافيا ، مستحيلُ |
فليفـتش في ذاتـه يجـد الإيــ | ـمانَ بحـراً ، أعراضُه تستطيلُ |
و إذا لم يجده ، فليمعن النظـرة ، في الرفض ، | كي يسعْه القبولُ |
*** *** | |
أيها القلب ، و الحديث شجونٌ | و ملام اللاّحي الخليِّ ثـقـيـلُ |
ساحل الذكريات يُـغري بعـَوم ٍ | غير أن الأعمـاق شيءٌ يهـولُ |
الهـوى ، و قـعـُه ميـاسمُ نـار ٍ | في الخوافي ، آثـارها لا تـزولُ |
و الهـوى حسب وجهـة النـظر | الأخــرى لذيذٌ و ممتعٌ و جميلُ |
و عذاب القلوب ، حـلـوٌ لديــها | و مـريـرٌ لـو كابـدتـه الـعـقـــولُ |
غيرَ أنّ الهَــوِيًّ أبـكـمُ أعـمـى | و أصمٌّ مـهـمـا لحـاه الـعـــذولُ |
فــأدِرهـا مـعـقـودةً فـي إنـــاءٍ | مَـجّ فـيـه من سـؤرهِ هـابـيــلُ |
لـونُـهـا وجـنـةُ الحبـيب ، و أما | طعمُها ، فهو ريقـه المعـسولُ |
واسقـنيها صِرفاً على نغم الذِّ | كـرى و خذ بالفؤاد حيث يميلُ |
ثـم دعني و خلوتي و يـَراعـي | و خيــالاً ، أراه كـيـف يَـخـيـــلُ |
خلــني والحديثَ عن دعوةٍ كا | ن دعـاهـا منـذ القديم الخليلُ |
ثم جــاءت بها البشائر تـتــرى | و حكـاهـا التـوراة .. و الإنجيلُ |
و تـجـلّـت آيـــاتُـهـا سافـــراتٍ | عـامَ أمًّ البيــت العـتيق الفيـلُ |
دعه عاماً و خـلِّنا في اختصار ٍ | خـيـفـةً أن يُـمِـلًّـكَ التفـصيــلُ |
و انتـخب منه ليلةً في ربـيــع ٍ | هلًّ فيها على الوجود الرسولُ |
في أصيل الزمان جاءت و لاغَــرْوَ | فأحلى وقت النهار الأصيلُ |
خُصًّ فيها من سائر العام شهرٌ | غير أن لم يُخص في الناس جيلُ |
قـــدس الله ليـلـةً قـيـل فـيـهـا | لدعاة الفساد والبغي : زولــوا |
بـعـث الله نـــوره في دجـاهـــا | فـتجـلّى للمستـنـير السبــيلُ |
و أفـاض الـبـقـاع أنـهـار عـطـر ٍ | ناشراً طيـبها النسيمُ العـليـلُ |
يـا لهـا لـيـلـةً تـبـاشَـر فـيـهــا | الجن و الإنسُ و النَّجا و المسيلُ |
و سباعُ الفلاة و الحوتُ في الـ | ـبحـر ِ، و للطير غبطةٌ و هديلُ |
رقص النجم في السماءوغنت | جـوقـة العرش ، دأبها التهليلُ |
و كؤوسُ الشراب في ربَض الـ | ــجــنًّةِ ، و الحورُ والقيانُ قبيلُ |
و خصـوص الخصوص في حضـرة | القدس ، نشاوى و الأنبياء مثولُ |
و تـخـيًّـلْ ( محمداً ) نبـع نـور ٍ | كل طـرفٍ يـَرنــو إليــه كــليــلُ |
بين ذاك الجـمـع المقدس يغـفـو | ينـثر الضـوءَ مثلما القنديلُ |
فـرحٌ بـين سدرة المنتـهى ، و | الأرض ِفي بطن مكةٍ موصــولُ |
و عريف الحفل الكريم بريد الــ | ــحـق و هـــو الأمين جبـرائيلُ |
*** *** | |
إيه يا مولد الرسول ،و ذكــرا هُ | و شعري و مقـولي المشلـولُ |
ما بوسع العييِّ مثليَ أن يشـ | ـدو بذكراك ، ما عساه يقولُ ؟ |
حدثٌ أنت معجز الوصف لا يحـ | ــكيـهِ قَـطّ التـصـويرُ والتمـثيـلُ |
كيف يحكي البيان سيرةَ مـولـ | ــود ٍ ، تباهى بذكره التــنزيلُ؟ |
كيف أثني على جواد ٍ كريــم ٍ | وعظيم ٍ أثنى عليه الجــليلُ ؟ |
هـي بـدرٌ و إذ دهـاة قــريـش ٍ | جيـفـةٌ في القليب أو معــلولُ |
و هو الفتـح ثم هاهيَ تصفــو | ليس للشرك في حماه مقيلُ |
و إذ الـديـن واصبٌ مـسـتـتـبٌّ | و إذ الـبـيـت بـالهـدى مـأهولُ |
و إذ الكُـفـرُ غـيـمـةٌ تـتـلاشى | و إذا دولــة الســلام تـَـديــــلُ |
و يـسـير الزمان سيرتـه المثــ | لى ، وتزهو حُزونها والسهـولُ |
بـالـغـاً أوجَـهُ ، ثـلاثـيـن عــامـاً | ثم يطوى من بعـدُ ذاك الرعيلُ |
ثـم شيئاً شيئاً ، و عامـاً عامـاً | ثـم يعــرو ذاك النبـاتَ الـذبـولُ |
ثـم تـغـدو خـلافــةُ الله مُـلـكـاً | كـل مَـلْـكٍ لـه هـوىً و مـيـولُ |
فـنـرى كـلَّ قـسـمـةٍ لـتـــراثٍ | ليس يرضى بها الأمـيرُ تـعـولُ |
كل باب في الشرع ضد هـوانا | جـاز فـيـه الإلـغـاء و الـتـعـديـلُ |
و غمطنا الحقـوقَ كلاً ، فـدَيْنُ | اللهِ و الخـلق ِعـنـدنا ممـطـولُ |
و تـركـنـا الصــلاةَ ، إلا مُـــــراءٍ | قد يـؤدي الصلاة و هو كسولُ |
و نبذنا الأخلاق جمعاً وعسفاً | هُـتـِك الجـارُ بـينـنـا و النـزيـلُ |
وشيوخ التـحـديث عنا بمنـأى | كل شـيـخ ٍ بـذقـنـه مـشغـول |
همهم بات كامناً في لحاهـم | ليس إلا التجـعيدُ و التـسبـيلُ |
أتـقنوا للمعاش فـنّـاً غزير النــ | ـفع ، وهو التمسيح و التقبيلُ |
يأكل الأغنياء من رَفَـغ الـدنـيـا | و تُلقى على الشيوخ الفضولُ |
فـتُـلاقي المعترّ منـهم بـديـنـاً | و بـطـيـنـاً ، كـأنـــه بــرمـيـــلُ |
والذي لا يعترّ فهو من الحَســ | ـــرةِ و الهَـمِّ ضـامـرٌ مـسـلـولُ |
في شمال التقيِّ منهم كتابٌ | و له فـي يـمـيـنــه زنـبـيـــــلُ |
كل فـتـوى يُفـتـونـها ، فلها وَزْنٌ لـديـهـم | و قـالبٌ مـعـمـــولُ |
و بقـدر الفتوى و هيئةِ باغيـها | يـكـون التـشديـد و التـسهيـلُ |
و بحسب الزبـون يـوضَع سعرٌ | و يـجــوز التـصـعـيـد و التنـزيلُ |
فـغـلاءٌ ، كـأنـمـا الـمـال ديـــنٌ | و ارتخاصٌ ، كأنما الدين فـولُ ! |
هم يطيعون واليَ الأمر منـهم | و لـديـهـم من الكتـاب الـدليـلُ |
ما عليـهم من نصرة الـدين إن | أصـبـح يوماً و جيـشه مخـذولُ |
فـإلى أيـن منـتـهانا ، إلى أيـّــ | ــةِ حـالٍ مصـيـرُنـا سـيـؤولُ !! |
*** *** | |
إيــه يا مـولـد الرسول ، و آهـاً | ثـم آهـــاً ... و ألــفُ آهٍ قـلـيـلُ |
إن شمساً أطلعتَها حجب الغَـ | ــيم سناها و خيف منها أفـولُ |
نكث المسلمون بعدك ، فالظُّـ | ــلْم كثيرٌ ، و قـلًّ فينا العـُدولُ |
شاع فينا حب التسلط والبغــ | ـيُ فهنّـا ، و شاع فينا الغلولُ |
و عصينـا مليكنـا ، و ضـلـلـنـــا | فـذلـلـنـا ، و كل عـاص ٍ ذلـيـلُ |
الـقـويُّ الـغـنـيُّ أصـبـح فـيـنـا | آكـلاً ، و الـضـعـيـفُ مـنّا أكـيـلُ |
حكمت في رقـابـنـا سـفَـلٌ كـ | ـلُّ ممار في حكمهم مسفولُ |
... ... ... | |
و قَـصُـرنـا و طـاولتـنـا شـعـوبٌ | لم يكن في قاماتها قبلُ طـولُ |
نـصـبـوا بـيـنـنـا مـوازيـنَ عَـدلٍ | كلها عن مبـادئ العَـدل مـيـلُ |
هي ليست إلا مقاصل تـعني | أن كُــلآ ً بــدورهِ مــقـــصـــولُ |
يا لهم .. يالنـا ..معـادنَ شيءٍ | عـاجـزٌ عن تحـليلـه التحـليلُ ! |
كـشـفـوا عُـقـدة الغُـرور لـدينـا | فـأقَــرّ الجُــرذانُ أنـــّا الـفـيـــلُ |
و جّهونا ، و بالتـحكم عن بُـعــ | ـد ٍ ،فهان الإسكات والتشغيلُ |
و اشـتَرَوْا مجـدَنا الأثـيلَ فباتوا | و لهم في الوجـود مجدٌ أثـيـلُ |
و بـقـيـنـا لا شيء ، إلا بـقـايـا مـن | حـكـايـا و مِـعْـزَفٌ ... و كُحـولُ |
حـسـبما صـوًّر الخـيال نـغـنّـي | كيـفـما مالـتِ الجــواري نميـلُ |
و شربنا حتى حَصِـرنا ، فبُـلنـا | حيث يثوي جنـديُّنـا المجـهـولُ |
و لدينا – و الحمد لله – حكّـامٌ | لهم في الخـداع فـضلٌ فـضيلُ |
فـلـكــلٍّ فـيـمـا نُـثَـمِّـــرُ كَــــفٌّ | و لــه فـي آمـالـنــا إزمـيــــــلُ |
وعدَتـنا تكريـتُ أن تُرجِـعَ القُـد | سَ ، فكادت بـغـداد مـنّا تـزولُ |
وغريبٌ في شخص كل زعيم ٍ | أن يـعيـش الحجـاج والبُـهلـولُ |
إن من مارس ( القيادةَ ) يـوماً | فعــلى الصـدق كذبه محـمولُ |
هـم يـقـولـون أنـنـا أنـبـلُ الـنـا | س ِ،و حقّـاً فنحن شعبٌ نبيلُ |
عنـدنا إذ ينـتـابنا الضيـم حـلمٌ | و أنـاةٌ مـثـلى و صـبرٌ جـمـيـلُ |
و يـقـولـون أنـنــا أعــرقُ الـنــا | س ِ،وحقّـاً فنحن شعبٌ أصيلُ |
أمُّـنــا جُـرهُـمِـيّـةٌ إن نُـسِـبـنـا | و أبـــونـا الـنـبـيُّ إسـمـاعـيـلُ |
و يـقـولـون أنـنـا أشـجـَع الـنــا | س ِ، و حَـقّـاً فنحن قومٌ فحولُ |
إن يَـلِـجْ أرضَـنـا الـعــدوُّ تَـرانـــا | و لـنــا مـنـه ضـجـّـةٌ و عـويــلُ |
هم يقـولـون ما يـشاؤون عَـنـا | من دعاوى ، و نحن أيضاً نقولُ |
ذاك أنـّا نـدري النتـيجـة لو عا | رَضَ منـّا أقـوالَـهـم مَـسطـولُ |
علَّمونا أنْ ليس جرماً بأن يَـكــْ | ــذبَ ، بل أن يُكَذّبَ المسؤولُ |
ثم ماذا تـبـغي السوائم إن ما | كـثُـر النبتُ حـولهـا و البـقــولُ |
قـد مـلَكنـا حـريـةَ الـرأي حتى | من يَـشأ أن يبــولَ منـّا يبــولُ |
و شبـعـنـا أمنـاً فمن قـام منـاّ | قـام و الـتـُّربُ تـحـتـه مـبـلـولُ |
وخشينا من شدة العدل أن نُـ | ــزهَقَ ، فالعَـدل عندنا مملولُ |
دعـكَ يـا مـولـد الـرسول فـإنـاّ | كل قُـطر ٍ منـاّ لـديـهم رسـولُ |
لـم تـعـد حـاجـةٌ بـنـا لـرسـولٍ | نـحـن قــومٌ رسـولـنـا قـابـيــلُ |
نحن سلطـاننا المهيب رسولٌ | في يـديـه التـحريم و التـحليلُ |
فـعليـه فـرضُ المشيـئـة فـيـنا | و عـلـيـنـا الـتـزمـير و التـطبيلُ |
أيُّـمـا صـفـقـةٍ و بـيـع ٍ حـــرام ٍ | لـه مـنـا التـبـريـك و الـتـأويــلُ |
مـكــةٌ أجّــِرتْ إلـى أمَــريـكـــا | و الأقـصى احـتـلتـه إسرائـيـلُ |
ثـم حِـرنا من بـعـدُ أين نـصلّي | و لو انّ الإيـمـان فـيـنـا هـزيـلُ |
نـحـن حـكـامُـنـا خـلائفُ نـوح ٍ | هم على الحكم كلما مرّ جيلُ |
لا تـسـير الحـيـاة لـو يـتـنـحّى | واحـدٌ ، أو يغيب ، أو يستـقيلُ |
و إذا ما تجـاسر المـوت أن يَـد | نـو إلـيـهـم يـمـوتُ عــزرائـيـلُ |
كل حـكـامـنـا أبـوهُــم عـلــيٌّ | أرضَـعَـتـهم سكـيـنةٌ و البـتـولُ |
غـيـرَ أنـاّ نـحـن الـبـقـيـةُ لا نـَد | ري ، تـتـارٌ آبـاؤنـا أم مَـغــولُ ! |
بعد دعوى ( الهجين ) جاء ( ابنُ أمِّ الـ ….. ) | و كأن الدم الشريف سبيلُ |
نسـبُ البيت عنـدنا في كتابٍ | سَلسَـلَتْهُ عن الثقاتِ النُّـقـولُ |
والجوادُ الأصيلُ ينــبيك عنه | السـبق في حومة الوغى لا الصهيلُُ |
غـير أنـاّ مستـكرهين نُـحـابـي | كل من فيـه غمـزةٌ أو خُـمــولُ |
نحن يا مـولـد الرسول حـيـارى | هـل يـرانـا و لا يغـار الـرسولُ ! |
قـد فَنيـنـا و أرضُنـا موقِـدُ الديــ | ــن ، و إنـاّ لَشَـمعُـهُ و الفـتيلُ |
نحن في شرقنا .... وفي كل صُقع ٍ | حَـلّ فـيـنـا الـدمـارُ و التـنـكـيلُ |
صـدئت في سيـوفنا لغة الثـأر | و لـلـغـدر في ظُـبـاهـا فُـلــولُ |
و معاني الإسلام فينا اضمحلّـ | تْ والتعالي في طبعنا مجبولُ |
خـطـبــاءٌ مَـصـاقـــعٌ فــإذا مـــا | حَـزَبَ الخَـطبُ بالكـلام نـَصولُ |
مـهـرجـانـاتـُنـا تـعـجُّ لُـحــونـــاً | و سيـوف الـعـدا لـهن صـليـلُ |
و إذاعــاتــنــا تــضــج بــألــوان | الـدعـايـات شـأنـهـا الـتـهـويـلُ |
و قـيـاداتُـنـا تـفـكـر في الـحـل | إذا داهَـــم الــرعـيّــةَ غــــــولُ |
هكـذا نـحن سادرون ، حمـانـا | مـسـتـبـاحٌ ، و رأيُـنـا مَـدخــولُ |
و يـنــادون بـالـعـروبــة و الــديـ | ــنِ ، صـِبـاغٌ يـزيـلهن الغسيلُ |
نحن صـرنا أضحـوكـة المسرح | العصـري فيها مشاهد وفصولُ |
كـلُّ أسـيـافـنـا جــداد حــــدادٌ | كل أفـراسنـا أبـوهـا الـجـديــل |
خُصُمٌ في الفضا شـدادٌ لــدادٌ | و لـدى الجـِد يـعـتريـنـا النكولُ |
بيـد أنـاّ نـضـخِّم الصـوت إن ما | قَــرَعــوا رأسنا ، كأنــاّ طـبـولُ |
نـحـن لـسـنـا إلاّ بـيـادر تـبـن ٍ | و غُـثـاءً بـه تـسيـل الـسـيـولُ |
حيةٌ عندنا المظاهر والأجـساد | لـكــن ... ... ضميـرُنـا مقـتولُ |
نحن إن شاء مادحٌ ، قال: كنـّا | و بلا ( كان ) كاذبٌ من يقــولُ |
فغدونا كـ( كان ) لفظاً ومعنىً | نـاقـصـيـن ، يَعـوزنـا التـكميـلُ |
أغـنـيـاءٌ ، لـكـنـنـا أغـبـيــاءٌ | كل شيءٍ نملكْـه إلا الـعـقـولُ |
دمنا صار في كؤوس السكارى | به يُروىالصدىويُشفى الغليلُ |
و انـقلبنا مستهـدَفين بـلا ثـأر ٍ | جَـنـيـنـا ، و ثــأرُنــا مـطـلــــولُ |
كل وحشٍ في الغاب يعدو علينا | فــكــأنـّــا أرانـــبٌ أو وعـــولُ |
نحن صـرنا وليـمـةً مشـتـهــاةً | طاب فيها المشروب والمأكولُ |
كل من جـاع يـعتـليـنا و يجني | خـيـر أثـمــارنـا كـأنـّا نـخـيــــلُ |
سلعةً في معارض القوم ذا يكـ | ـــتـال مـاسـرًّه ، و ذاك يَـكـيلُ |
حَـلّ لـلـغـرب لـحـمُـنـا و لـهـؤ | لاءِ أثـمـانُـنـا ، كـأنـّــا عُـجــول ُ |
في نيـويورك تـاجرٌ و لدى العُر | بِ ، زعـامـاتٌ شغـلها التدليلُ |
ينـتـقي التاجر الذي يشتهيـه | و على القوم عنـدنا التحـويـلُ |
كل شيءٍ في الغرب يُصنع بـا | لبتـرول ، و الأرض عندنا بترولُ |
فـتـدلـل يـا أيـها الغرب و اهنـأ | إن مَـبـغـاك عـنـدنــا مـبـــذولُ |
عربٌ نحن أسخياءٌ ، يموت الــ | ـشـهـم مناّ ، و لا يقال بخـيلُ |
أنت مستعمرٌ ؟ فأهلاً و سهلاً | لك مـنـاّ الإذعـان و الـتـمـويـلُ |
لا تحـاذر جـرِّب سلاحك فـيـنـا | لا تهبنا ، ما نـحن إلاّ حـقـــولُ |
كل واحـاتِ أرضِـنـا لـك فـيـهــا | أكُـلٌ دائــمٌ ، و ظــلٌّ ظـلـيـــلُ |
كل ساحـات حربـنـا لك فــيها | فـرَسٌ جـامـحٌ ، و رخٌّ ، و فيــلُ |
إن يـعـانـدْكَ في مـكـانٍ أبـــيٌّ | فـتـحَـوّلْ ، فكـل قُـطر ٍ بـديــلُ |
كل شبر من أرضنا فبرسم الــ | ــبيع طبعاً ، و الكل مناّ عميلُ |
*** *** | |
إيـه يا مولـد الرسول ، و عُـذراً | إن يكن في الوفـاء مناّ ضُحـولُ |
نحن قومٌ مستعربون ، و حُــبُّ | الـضاد عِرقٌ من عِرقنا منسولُ |
ما درسنا علم القـواعـد ،حتى | يـلزم الفـرضُ عنـدنـا ، والدليلُ |
و سواءٌ في عُـرفـنـا إن وَفـَيـنا | أو فـعـلـنـا بعكس ما قد نقـولُ |
نحن في الصرف جاهلون وسِـ | ــياّن لدينا الصحيح و المَـعلولُ |
نحن لا فرق مطلقاّ عندنا | أن يَضرب الفعلُ … الفاعلُ … المفعو لُ !! |
كل شيء يُملى علينا فيمشـ | ـي عندنا اللاّمعقولُ والمعقولُ |
نحن قومٌ مستسلمون و ذا الإ | سْـلامُ دِيـنٌ في دِيـننا مجهولُ |
نحن يا مولـد الرسول إذا ذكـــ | ـراك جـاءت ، يشوقُنا التدجيلُ |
و لِـذكراك – لو عقلنا – عظيمُ | القَدر حَـقـاّ ، و الحب والتبجيلُ |
غـيرَ أن الـذي عَـنـانـا من المَوْ | ضـُوع ِ ، هذا الغناء والتسجيلُ |
أين نحن من ادعاء الهوى في | حـُب (طـه) ، و أين منا القبولُ |
قد نسينا الرسولَ ثم احتفلنا | بَعدُ بالمَولد ، ازدهتنا الشكولُ |
و تركنا اللباب ثم أخذنا القشرَ | و الـقـشـرُ لامـــعٌ مـصــقــــولُ |
إيه … عذراً عذراً ، وخير وداع ٍ | انتهى الوقت ، والحديث يطولُ |
وأخيراً : نقولُ لفظاً أخيراً : | حسبنا ربنا ... و نعم الوكيلُ 0 |