أسئلة
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
كم يلزمنا من حبّك | كي نغدو فرساناً | ونهاراتٍ بيضاً | وعصافير تشدّ الوقت بأسراب أغانيها | وحقولاً تخضرّ | وفتنة عشّاقٍ يلتمسون مواجدهم | في البئر المردومة ِ | وأقاليم من النهر المتأخر عن درس القهر | كم يلزمنا من حزنك | لنفكّ حروف الأشجار | لنقرأ في الخيط العقدة | لنحكّ ملامحنا بوميض التاريخ | نزفّ مراثينا | كي ننسى أنّا غرباء إلى آخر هذا العمر | كم يلزمنا من وجهكِ | كي يحتفل الخطّابُ بصدِّ الأهلين | الحاضرُ الماضي | والصلواتُ بفيض الذكر | الناياتُ بشدوكِ | والأغصان بنشوة أيّار | الحاضرُُ ثانية ً بوجيب ِ الأحلام المقتولة | والسفـَّان ُ بقاربه ِ | والحسناء ُ الحلوة ُ | بالآتي فوق جوادٍ أبيضَ لا يُغليها المهر | كم يلزمنا من عينيك | لنؤمن أنّ السفر َ إليكِ طويلا ً حقٌّ | والوجد المذبوح أمام العنوان الباقي حقٌّّ | والرحلة َ حقّ ٌ | والعودة َ حقّ ٌ | لا تعدمُه غير السيّارةِ | يلتقطون تفاصيل خطاهم | من وجع ٍ مفضوح ٍ في قاع ِ البئر | كم يلزمنا من رؤيا | تختصرُ سنابلها الصفراء العطشى | والبقر المهزولة َ | والرمل النائس في الريح | ونرقبُ أيّاماً لم يحلمها وردٌ في نيسان | ولاقمرٌ في عرس ٍ عربيّ | أو مدنٌ تنسلُّّ فراشات الضوء | إلى مخدعها السريّ | كي تأخذ كلّ لياليها نحو فوانيس الشعر | يلزمنا | كم يلزمنا | أن نكتب مابين الغصّة والغصّة | أنّا ذبلانون ، وموجوعون ، وعطشانون ، ومصدوعون ،ومكلومون | خطاة ٌ مشنوقون من الذنب | رماة ٌ كسلانون ، غيورون ، رديئون | على غير العادة ِ أو كالعادة ِ | لافرق إذا جاس الوسميّ مفاصلنا | أو جاد الغمر | يلزمنا | ألاّ نكتب | ألاّّ نقرأ | ألاّّ نملأ كل مواسمنا بخوابي الآجرّ ِ | وأن نستبدل َ أنهاراً | تسكنها الإيقاعات العطشى | بالمتبقّي من هذا المسكين النهر . | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عيسى الشيخ حسن) .