تضاريس
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
على شرفة العمرِ | تجري خيولي | تحمحم بحثاً عن الحُبِّ | والدفءِ والأرغفة | وتأتي إليكِ | لتنهدَّ فوق تضاريس نهديكِ | وهْي تداعب كثبان روحي | تخضِّر أمداءها | وتعانقني | من جميع الجهاتْ | يلذُّ لكفي صعود الهضابِ | لأنصب خيمة عشقي هناكَ | وأدعو إليها جميع الطيورِ | وأولِمُ مأدبةً للرياحْ | فتغدو أخاديد قلبي ربيعاً | يغطي المسافاتِ | يختصر التكتكاتِ | التي أنتشتْ حين أغفتْ | عيون الزمنْ | فأنهض من غفلة الوقتِ | أرمي عباءة حزني | وأستلُّ محبرةً من دمي | فأخطُّ شموساً لنهديكِ | أوقدها حين تقفز فوق ضلوعي | سنونوة الشعرِ | وهي تردد وصلتها الغجريِّةَ | بعد إياب المزاميرِ | من رحلةٍ في تخوم الزمانْ | فأرنو إلى الشفقِ | الأشعث الشعرِ | وهو يداعب دميته الخائفة | تضاريس نهديكِ | راحت تجوب البلادَ | لتبحث عن طفلةٍ روعتها الحروبُ | وقصَّت جدائلها الوارفة | وحين التقتها | حبت ثغرها | حلمةً بللتها المواويلُ | غازلها القمر المستطيلُ | وألقت على خدها | قبلةً راعفة | تضاريس نهديكِ | تأتي إليَّ | وتلقي على مسمعي | حزمةً من رنينٍ | يخضله الشيحُ | والمطر البدويُّ | وتغفو على فمه الأسئلة | فيأتي الفرات الجليل إليكِ | ويحبو على سفحك الرطبِ | يرتاح فوق تضاريس نهديكِ | يرنو إلى الشفق الأشعث الشعرِ | وهو يداعب دميته الخائفة | |
اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (قاسم عزاوي) .