أرشيف الشعر العربي

فصل... خارج الفصول

فصل... خارج الفصول

مدة قراءة القصيدة : دقيقتان .

"إلى أين تسعى يا كلكامش

إنَّ الحياةَ التي تبغي لن تجدَ.."

- من خطاب صاحبة الحانة لكلكامش -

"إذا كان المستحيل يجبُ أنْ لا يُرتاد

فلماذا أيقظتِ في قلبي الرغبةَ

التوّاقةَ إليهِ…"

- كلكامش -

لا شيءَ يهدّيءُ هذه الروحَ المُلتاعةَ

لا الشوارعُ

ولا أنتِ

ولا الكتبُ

ولا ظلالُ اليوكالبتوز

ما للمدينةِ، تنسلُّ من بين أصابعي

تنفرطُ شوارعها كحبَّاتِ الرُمَّانِ الحامضِ

تاركةً دبقَها

ما لروحي، لا تستقرُّ على حجرٍ أو كلمةٍ

ما لأشجارِ اليوكالبتوز، لا تُفرِّقُ بين ظلالِ قامتها، وظلالِ حُزني

ما للدقائقِ، تكيلُ رمادي بملاعِقها، وتَذروهُ في الريحِ

ما لكِ… بل ما لي - لمْ نتقاسمْ فجيعةَ كلِّ هذا، بالتساوي

فتأخُذين حِصَّتَكِ

من جنونِ التشرّدِ في شوارعِ روحي

وآخذُ حِصَّتي

من جنونِ الحرب

في لافتاتِ العالمِ السوداء

*

أصفَرُ…

أصفَرُ…

كلُّ شيءٍ أصفَرُ…

من زهوركِ المكتظَّةِ بالبوحِ.. حتى قميصكِ الأخيرِ

من بحيرةِ البجعِ... وحتى ورقِ رسائلِكِ

يجتاحُني حصارُكِ الأصفرُ

فألوذُ بغرفتي الصغيرةِ

تطالعُني الجُدرانُ

غابة يابسة من الخريفِ اللانهائي

وروحي أقدامٌ تائهةٌ تجوسُ الأوراقَ الصفراءَ المتساقطةَ

ما أجملَ خريفَكِ

ما أجملَكِ حتى في خريفكِ

*

يتمدّدُ الليلُ على سريري - هذه الليلة

تتبعهُ أيائلُ النجومِ

وعندما يطبقُ جفنيهِ أو يكادُ

تقفُ على مقربةٍ من النافذةِ المفتوحةِ

تَحْرِسُهُ بهدوءٍ ورهبةٍ

بانتظارِ يقظته

لتعودَ أدراجَها إلى مراعيها البعيدة

أذرعُ الغرفةَ، جيئةً وذهاباً

وأنا أتفرّسُ في جسدِ الليلِ الهائلِ

وهو يغوصُ في سريري

أسحبُ اللحافَ عن وَجْههِ، فجأةً…

أتطلَّعُ إلى تقاطيعهِ جيداً

ياه…!!

إنَّهُ مَيِّت!

* * *

اخترنا لك قصائد أخرى للشاعر (عدنان الصائغ) .

تكوينات (1)

حنو

في الأرض الحرام

أخطـاء

أفق