المحطّاتُ فارغةٌ |
والقطاراتُ قد رحلتْ، هكذا |
- بعد منتصفِ الليلِ - |
مثقلةً بالحنينِ المُبلَّلِ.. |
وانْطَفَأَتْ قُبلاتُ المحبّين، |
والعرباتُ الثقيلةُ...، |
والكلمات |
ولمْ يبقَ في البارِ إلّايّ! |
إلّاكِ...! في حَبَبِ الكأسِ، طافيةً |
كدُخانِ القطاراتِ بعد الرحيل |
ووحدي مع الحارسِ المتلفّعِ بالبردِ... دونَ قصيدة |
ووحدكِ كنتِ بلا موعدٍ |
تلوّحُ كفّاكِ للوهمِ، |
للطُرُقاتِ البخيلةِ، |
للعابرينْ |
ما الذي – ياوحيدةُ – تنتظرينْ |
والقطاراتُ مرَّتْ تعربدُ... |
لا شيءَ غير الضبابِ، ووَجْهي |
ومرَّ المحبّون – تحتَ نوافذِ غرفتكِ الموصودةْ - |
وما تركوا غيرَ أزهارِهمْ، ذابلةْ |
... وقصاصاتِ شِعرٍ بها تَحْلُمينْ |
وها أنتِ – وحدكِ – فوق رصيفِ الحنينْ |
تقهقهُ خلفَ خطاكِ... |
رياحُ السنينْ |
زرعتِ على كلِّ دربٍ.. هواكِ |
انتظاراً حزينْ |
ولمْ يأتِ فارسكِ الحُلْو... |
لمْ يلتفتْ أحدٌ للرُموشِ البليلةِ |
ما لوّحتْ – من خلالِ الزجاجِ المضبَّبِ – كفٌّ إليكِ |
فَلِمَنْ كنتِ واقفةً... |
في الرصيفِ المقابلِ حُزني..؟ |
ووَجْهُكِ هذا الوحيدُ، الحزينُ، يطاردني |
في المقاهي القديمةِ، |
... والطُرُقاتْ |
ويتركني حائراً كالقصيدةِ |
أبحثُ عن أيِّ بارٍ بحجم حنيني |
* |
المحطّاتُ قد أقفرتْ |
... رُبَّما لا يعودُ القطار |
وتبقين والريحَ... |
والساعةَ الواحدةْ |
وماذا بليلِ المدينةِ.. |
غيرُ نباحِ الكلابِ.. |
وصافرةِ الحارسِ الكهلِ.. |
والريحِ.. |
والعائدين من البارِ مثلي |
بلا شِقَّةٍ أو صديقةْ |
* * * |
الواحدة بعد منتصف الليل 26/12/1982 الفلوجة |