هاتِ من وحي السماء الكلِما
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
هاتِ من وحي السماء الكلِما | واجعلِ الأيامَ والدنيا فمَا |
وابْعثِ الشِّعْرَ جنَاحَيْ طائرٍ | كلّما شارفَ أُفْقاً دَوّمَا |
أيُّ يَوْمٍ سعِدَتْ مَصْرُ به | كان في طيِّ الأماني حُلُمَا |
مولِدُ الفاروقِ يَوْمٌ بلغَتْ | راية ُ الإسلام فيه القِممَا |
طافت الأملاكُ تَرْقيِ مهدَه | وتُناجي ربَّها أن يَسلَمَا |
فرأتْ لما رأتْه ملَكاً | نورُه من نورِ سُكّانِ السَّما |
يُطبِقُ الغَيمُ لدَى عَبْستِه | ثمّ يَنجابُ إذا ما ابتسمَا |
ورأت في ابن فؤَادٍ ناشئاً | يملأ الدنيا ويُحيي أممَا |
وكريماً بشَّرَ استهلالُه | أنَّ في فيه الهدى والْحِكمَا |
وجَبيناً علويّاً مُشْرِقاً | يبهَرُ العينَ ويمحو الظُّلمَا |
كتب اللّه عليه أسْطُراً | تَقْرأ النُبْلَ بها والشّمَمَا |
وَيداً إنْ سكنت في يومِها | هزّت السيف غداً والقلمَا |
يتمنى الغيْثُ لو ساجلها | أو تلقّى عن نداها الكرمَا |
زُهِيَ المهدُ فَمَنْ أنبأه | أنه يحوى العُلا والهِممَا |
وشدا الكونُ لدى مَوْلده | أينما سرت سمعْتَ النَّغَمَا |
وتنادت بُشْرَياتٌ باسمه | صُدّحاً في كلِّ أفق حُوّمَا |
ومضت أصداؤها هاتفة ً | أنجبت مصرُ فتاها المعلَمَا |
ومشَى الدهرُ إلى ساحتهِ | رأسُه كاد يُداني القدَمَا |
والّليالي خاشعاتٌ حولَهُ | يترقبن رضاه خَدَما |
وُلِدَ السعدُ على أبوابِه | ونَما في ظلِّه لمَّا نمَا |
فأتى التاريخُ في أبطالِه | يلمحون العَبْقَرِيَّ المُلهَمَا |
وبدا العرشُ وقد حلَّ به | يَفْرَعُ الشمسَ ويعلو الأنجمَا |
ما رأى بعَد سليمانَ له | مُشبهاً في عدلهِ إنْ حَكمَا |
زانه الفاروقُ من خَيْرِ أبٍ | فدعِ المأمونَ والمعتصِمَا |
حينَ عزَّ الدينُ والملكُ به | هَنَّأَ المِنْبرُ فيه العَلَمَا |
لاترَى العينُ به إلاَّ عُلاً | كلّما تسمو له العَيْنُ سَمَا |
أين شعري وفُنوني مِنْ مدى ً | لو مضَى حَسّانُ فيه أُفحِمَا |
أنا من فَيْضٍ له مُتّصِلٍ | أنعُمٌ تمضِي فأَلقَى أنعُمَا |
ليس بِدعاً أنْ زَهَا شعري به | يزدهى الروضُ إذا الْغَيثُ همَا |