أبو سليمان لاتُرضَى طريقتُهُ
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أبو سليمان لاتُرضَى طريقتُهُ | لافي غناء ولاتعليم صبيانِ |
شيخٌ إذا عَلَّمَ الصِّبيان أفزعهم | كأنه أمُّ صبيانٍ وغيلان |
وإن تغنَّى فسلحٌجاء منبثقا | في لونِ خلقتِه من سَلحِ سكران |
له إذا جاوَب الطنبورَ محتفلا | صوتٌ بمصر وضربٌ في خراسانِ |
عواء كلب على أوتارِ مندفة ٍ | في قُبحِ قردٍ وفي استكبار هامانِ |
وتحسبُ العينُ فكّيه إذا اختلفا | عند التنغم فكَّي بغلِ طحان |
لاحظْ لهازِمَهُ واضحكْ مُسارقة ً | فإنه عبرة ٌ ما إن لها ثاني |
وأقذرُ الناس أسنانا وأطفَسُهم | وأشبه الناسِ أخلاقا بإنسان |
عربيدة ٌ صلفٌ بالنّقل منصرفٌ | في كُمِّهِ أبداً آثار رُمان |
واللوزُ لافارقته لوزتا ورمٍ | فشرطه منه عند الشَّرْب ريعان |
نُقلٌ ونفلٌ إلى نبتٍ لهُ وضِر | كأنه منه في حانوت سمَّان |
وإن سألنا ابنه ماذا أتاك به | أبوك قال لنا إكرارُ حرمان |
هيهاتَ هيهاتَ مامن طامع أبدا | في زادِ زُهْمانَ إلا بطنُ زُهمانِ |
وأضربُ الناس في قومٍ بجائحة | شُؤماً وأكثر من عمرو بن دهمان |
وإن رأى حية ً تهتزُّ في رَكبٍ | هوى لها بعصا موسى بن عمران |
لا بل بكوة ِ وثَّاب بكُوَّته | بلاَّعة ٍ كل تنين وثعبان |
أبصرتُه ساجداً ... مبتهلاً | فقلتُ أعظمتَ كفرا بعد إيمانِ |
فقال قد سجدتْ قبلي ملائكة ٌ | لمن سوى اللهِ دعوى ذاتَ برهانِ |
فقلت ذاك أجلُّ الخلقِ كلهمُ | أبوك آدم هل هذان سيان |
فقال آدمُ إنسانٌ وإن عظُمت | زُلفاهُ والأير أيضاً بعضُ إنسان |
نهى الكتابُ عن الأوثان نعبدها | وما الأيور إذا قامتْ بأوثان |
ماجاء في الأير نهيٌ عن عبادتهِ | لافي زَبورٍ ولاتنزيل فُرقان |
فامنح مَلامَك مَنْ صَلَّى إلى وثنٍ | وامنع ملامك من صَلَّى لجرذان |
يالهفَ نفسي ولهف الناس كُلِّهمُ | على سليمانَ مُخزي كلِّ شيطان |
لو كان حياً لهاب الجنُّ سطوتَه | وماتعاتوا عليه بعد إذعان |
أبو سليمان شيطانٌ وكنيته | أبو سليمان أَمْناً من سليمان |
خبَّرتُه أن رأس الأير فيشلة ٌ | فقال كلا ولكن رأسُ خاقان |
إن يُشْقني الله بعد المحسنينَ به | فكم شقيتُ بحسن بعد بُستان |