لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
لازلْتَ تفخمُ والثناءُ ضئيلُ | ويعزُّ عِرضُك والثراءُ ذليلُ |
حَمَّلتني ما لا أُطيقُ وإنما | شأنُ الكريم الحملُ لا التحميلُ |
كلفتني ماتستحق وبعضُه | ثِقْلٌ على المتكلفين ثقيلُ |
إن كنتَ تطلبُ في المديح مُشاكلاً | لك في الرجال فما إليه سبيلُ |
أتُرى عديلك في المديح مواتياً | هيهاتِ مالكَ في الأمورِ عديلُ |
اعجزتْ وعيشِك عن حقوقك طاقتي | أأطيقُها وحدي وأنت قبيلُ |
بل موسمٌ بل أمة ٌ بل عالمُ | بل عالمونَ وكل ذا فقليلُ |
وكذاك معروفُ الكرام كفاية ٌ | أبداً وأكثر مَدْحِهم تعليلُ |
يأتي القليلُ من الضئيلِ بحقّهِ | كيما يكونَ من الجزيل جزيلُ |
ويدُ البخيل لما استفاد قرارة ٌ | ويدُ الجواد لما استفاد مَسِيلُ |
هل أنتَ مستمعٌ فأنطق بالتي | يُشفى بها من ذي الغليل غليلُ |
فلكم نطقتُ من الصوابِ بخطبة ٍ | فيها البيان إذا أحال محِيلُ |
إن العيوبَ مع التتبّع جمة ٌ | وكثيرُهنّ إذا اغتفرت قليل |
فاجعلُ تَصَفُّحكَ المديحَ تفرساً | في غيبِ ما تُسدِي غداً وتُنيلُ |
فلذاكَ أجدرُ أن يعانيهِ الفتى | ولذاك أخْلق أن يقال نبيلُ |
دع مادحيك يُقصرونَ ولاتكنْ | ممّنْ يقال مُقصرٌ وبخيلُ |
إني أعيذك أن يقولوا كاتبٌ | ألِف الحسابَ فشأنه التحصيل |
وأجلٌّ منها أن يقولوا ماجدٌ | ألِف السماحَ فشأنه التسهيل |
والبسْ جمالك عند كلّ قبيحة ٍ | إن التجمّلَ بالرجالِ جميلُ |
ماذا يضرُّ فتًى جليلاً قدرهُ | من أن يدقّ المدحُ وهْو جليلُ |
وأحقُّ زوجٍ أن يُنتّجَ شكْله | حسناء تُذكرُ عاثرٌ ومُقيلُ |
وإذا نظرتَ فإن أخلقَ منهما | لنِتاجِ مجدٍ جاحدٌ ومُنيل |
أفيُغفرُ الكفرانُ وهْو كبيرة ٌ | ويؤاخذ التشبيهُ والتمثيلُ |
فعلامَ أُعذلُ في امتثال مقالة ٍ | قد قالها جيلٌ سواي وجيلُ |
ضرب الركامُ لكل تهمة ِ مُتهمٍ | مثلاً وشاعَ بذاك قبلي قيلُ |
أفضِل وأغِضْ جفونَ عينكِ رأفة ً | بذوي العيوبِ يجبُ لك التفضيلُ |
ولقد تُصيبُ بديلَ كل مُبرّزٍ | من مادحيك وليسَ منك بديلُ |
كم قال جودُك للمنهنِه بدأة ً | هيهاتِ ليس لسُنّتي تبديلُ |
وكذا يقولُ لمن ينهنه عوْده | هيهاتِ ليس لنعمتي تحويلُ |
ولراحتيك بدأة ٌ وعُوادة ٌ | وليومِ عُرفك بكرة ٌ وأصيلُ |
يامَنْ يطالبُ نفسَه بحقوقنا | مثلُ الغريم فرِفده تعجيلُ |
وينامُ عنا حينَ نلوي شُكرَهْ | فِعْلَ الكريمِ فكشرهُ تأجيلُ |
يامنْ إذا حرَّكتَهُ لكريمة ٍ | ألفيتَه والجُولُ منه مَهِيلُ |
حتّى إذا نبهتَهُ لعظيمة ٍ | ألفيته والرأيُ منه أصيلُ |
آمالُ نفسي فيك غيرُ مَطامعٍ | لكنهنّ مزارعٌ ونخيلُ |
أجملتُ من وصفي خلالك جُملة ً | وعلى التجاربِ بعدها التفصيلُ |
فليختبرْك السائلون فإنّهم | إن جرَّبُوك أتاهمُ التأويلُ |
ليفسِرنَّ لهم فعالكَ أنه | أبداً بصدقِ المادحيك كفيلُ |
لازلتُ مرغوباً إليك مُيمّماً | مثلَ الصباحِ عليك منك دليلُ |
وإذا تأمّلك المعاشِرُ أمَّلوا | ولمن تأمل ماجداً تأميلُ |
ما وجَّه التأميلُ نحوك آملٌ | إلا التقى التأميلُ والتمويلُ |
شهدتْ بخيرٍ غُرة ٌ وضَّاحة ٌ | من حقّها التعظيمُ والتبجيلُ |
ووفت بموعِدها يدٌ نفَّاحة ٌ | من حقّها الإفضالُ والتقبيلُ |
ترجو سواك لدى َ التفكّهِ بالمنى | لكن عليك يُحَصْحص التعويلُ |
لازال تعويلٌ عليك مصدّقاً | وعلى عداك وحاسديك عويلُ |