قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
قلْ للأمير أدامَ اللَّهُ نعماكا | وزادَ جدَّك إسعاداً وأبقاكا |
يسقي السحابُ فتحكيه فتشبهُه | ولا يشبَّه سقياه بسقياكا |
نضحتَ بالماء في يومٍ وقد نفحتَ | في عامهِ كلِّه بالماء كفاكا |
وما أردتَ بإغباب الندى قسماً | إجمامَ مالكَ بل إجمام حَسْراكا |
اجممت حسرى آياديك التي ثَقلتْ | على الكواهل حتى آدها ذاكا |
كي يستريحوا فيزدادوا براحتِهم | فضلَ اضطلاعِ بما تُسدي يميناكا |
وما مللتَ العطايا فاسترحْتَ إلى | إغبابها بل همُ ملوا عطاياكا |
وما نهتْهم عن المرعَى وخامتُه | لكنه أسنقَ الراعين مرعاكا |
تدَّبرَ الناسُ ما دبرْتَهم فإذا | عليهمُ لا على الأموالِ بُقياكا |
أمسكتَ سيْبَكَ إضراءً لرغبتهم | وما بخلتَ وما أمسكتَ مُمْساكا |
هذا على أنّ ظني فيك يخبرني | أن قد أتيتَ من الإفضال مأتاكا |
وإن لهوتَ بنضحِ الماء آونة ً | فما أراه عن المعروفِ ألهاكا |
بل قد أقمتَ لعيد اللهوِ سُنَّتهُ | وما عدوتَ من الإحسان مجراكا |
لاشأنَ يُلهيك عن شأنِ النَّدَى أبداً | إلا نظيرٌ له من شأنِ تقواكا |
قد كنتُ أخطىء ُ في أيامِ تهنئتي | بالمهرجانِ وبالنَّيروز إياكا |
وكان أصوبَ من هذاك تهنئتي | إياهما بك لو لُقِّيتُ هذاكا |
إنَّ الزمانَ الذي تحيا فتبلغهُ | يا بنَ الكرام لمغبوطٌ بمحْياكا |
فالآن أُهدي إلى النيروز تهنئتي | والمهرجانِ إذا آنا فزاراكا |
ليشكرا لك أنْ فخمْتَ شأنهما | عن غير مَيْلٍ إلى الإلحادِ حاشاكا |
لم تأتِ مأتاك في تعظيم قدرهما | من بابِ دينك بل من بابِ دنياكا |
كادا يقاسان بالعيدين إذْ وُسِما | بوسمِ يَوْميْنِ من أيامِ مَلهاكا |
ليسا بعيديْ صلاة ٍ غيرَ أنهما | عيدا نوالٍ لمن يعترُّ جدواكا |
لراحتيك إذا وافى صباحَهما | جِدٌّ وأنت تراه من هُوَيناكا |
تعطي رغابَ العطايا لاعباً فكِهاً | وأنت تُحي خلال الهزل هُلاّكا |
فمهرجانُك والنيروز قد غدوا | سيان عند ذوي التقوى وعيداكا |
إذ فيهما كل بر أنت فاعله | في يومِ فطرِك أو في يوم أضحاكا |