أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدكْ
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
أصبحتَ عاديتَ للصبا رشدكْ | جهلاً وأسلمتَ للهوى قَوَدكْ |
حتى متى لا تُفيقُ من سِنَة ٍ | ولا يداوي مفنِّدٌ فندكْ |
تُعملُ في صيدِ كل صائدة ٍ | ختلكَ طوراً وتارة طَرَدكْ |
نرمي التي إنْ أصابَ ظاهرها | سهْمُك شكَّتْ بحدِّه كبدَكْ |
يا صاحبَ اللومِ هبْ لذي شغفٍ | عوْنَك فيما عراهُ أو جَلَدَك |
أوسِعْه عذراً ولُمْ مُعدّبه | وقل له عن أخٍ قد اعتقدك |
يا حسن الجيدكم تُدلُّ على الصَّب | ب كأن قد نحلته جيدَكَ |
يا واضح الثغر كم تُدِلُّ على الصب | ب كأن قد أذقته بردك |
أدْلِلْ عليه إذا فعلتَ به | أفعَالك اللائي أشبهتْ غَيَدَكْ |
حظِّيَ من لؤلؤْيْك منعُك مَن | ظومَك منّي وتارة بدَدَكْ |
لا لثمَ ثغرٍ ولا محاورة ً | يُحلى به من هواه قد عبدك |
يا مورداً صادقً العذوبة ِ أش | كوكَ وأشكو الحماة ُ أنْ أردَكْ |
إذا افترقنا وَشَى الوشاة ُ وإنْ | كان التلاقي وجدتُهم رصَدَكْ |
وأنتَ في منعِ ما أُحبُّ مع ال | قومِ فمن ذا يجير مُضطَهَدَكْ |
يا ليتَ روحي وروحَك التقتا | في جسدي أو أُحِلَّتا جسدكْ |
عجبت من ظلمِكَ القويَّ ولو | شاءَ ضعيفٌ ثناكَ أو عقدكْ |
دعْ ذا وقلْ في مديحِ ذي كرمٍ | قَوَّمَ إفْضالُ كفِّهِ أودَكْ |
ممَّن إذا ما رجوتَ نائلهُ | أنجزَكَ الظنُّ فيهِ ما وعدَكْ |
ما حوذرتْ نكبة ٌ مُزلزِلة ٌ | بالناسِ إلا جعلتَه سندكْ |
أوْلاك ما يوجبُ اعتيادكَ أد | ناه وما منَّهُ ولا اعْتَبَدَكْ |
إسحاقُ أُمْتِعْتَ بالسلامة ِ وال | أمْنِ ولا فارقَ التُّقى خلدَكْ |
وكثَّر اللهُ من فتاك أبي إس | حاقَ في ظلِّ نعمة ٍ عَدَدكْ |
واعتمدَ اللَّهُ بالمكارهِ مَن | قدّرها فيك أو بِها اعتمدكْ |
كم غائبٍ غابَ ثم عاد فأل | فاكَ أخا سؤدَدٍ عَهِدكْ |
ترغبُ في حمدِ حامديك ولا | تحرمُ جدوى يديْك من جحدكْ |
لا يرهبُ القاصدوك مِنْحَسة ً | قد قصدَ الحظُّ بابَ من قصدَكْ |
يا جبل اللهِ في بسيطته | لا هدَّكَ اللهُ بعدما وطَدَكْ |
حقاً لقد سَلَّكَ الهُدى ذكَراً | عضْباً وكان الضلالُ قد غمدكْ |
كأنّهما يشهدُ النبي أو الصّدْ | ديق أو صاحبيْه مَن شهدَكْ |
ورثتَ عباسَك الوسامة والرأ | ي فما ينكر امرؤ سَدَدَكْ |
وعِلْمُ عبدِ الإلهِ إرثُك لا | شكَّ فمِنْ ثمَّ تستقي مدَدكْ |
ولم تزلْ مذ نشأتْ ممتثلا | نُسْكَ عليٍّ ميمِّماً صمدَكْ |
وما تعديتَ من محمدٍ ال | حلمَ إذا ما المميِّزُ انتقدكْ |
وحزمُ منصورك المشادُ به | فيك ومن ثمَّ تحتذي لَددَكْ |
وساقَ عيسى إليك آصرة الشْ | شَيْخَيْنِ رفْداً فنِعْمَ ما رفدكْ |
وإن بغاك امرؤ بحيث بنى | أحمدٌ أعلى بنيانه وجدكْ |
وما تخلفتَ عن خصال أبي إس | حاق من سعيه ولا جَهدكَ |
آباءُ صِدْقٍ إذا بنيتَ من ال | مجد بناءً وجدتَهم عَمَدكْ |
مِنْ كلِّهم فيك شيمة فتلتْ | حبلَكَ شَزْراً وأحكمت عِقدَكْ |
وتُرْفَدُ الخيرَ من جدودك أو | يُلْقى بك النَّسْبُ صاعداً أُدَدَكْ |
أقولُ للمنبرِ الشريفِ وقدْ | طال مدى ما اقتضاكَ وارتصدَكْ |
صبراً فلو قد علاك فارسُك ال | أصْيَدُ أحيا بريحهِ صَيَدَكْ |
أبشرْ به منبر العَروبة ِ وأن | ظُرهُ كأني أراهُ قد صعِدكْ |
إذ لا تجوزُ الصوابَ خطبتُهُ | ولايضلُّ الهدى إذا اقتعدكْ |
وكيف لا تكثرُ الحنينَ من الشو | قِ إليه وجدُّه مهدَكْ |
يا غرسَ ذي العرشِ لا شريكَ لهُ | أنبتَك اللهُ ثم لا حَصَدَكْ |
بقيتَ للمكرماتِ ما بقيتْ | ولا فقدتَ الندى ولا فقدكْ |
وحائرِ الرأْيِ فيك قلتُ له | أراكَ شبَّهت بحره ثَمَدَكْ |
يا رَمِدَ العينِ قُمْ قبالَتَهُ | فداوِ باللحظ نحوه رَمَدَكْ |
أقصِرْ عن الجهلِ يا مُماجَدَه | فقد قضى اللهُ أنه مَجدَكْ |
نافستَ في المُنفِساتِ مَنْ وسعتْ | إحدى مناديح صدرهِ بلدكْ |
ألومُ منْ يرتجي لحاقكَ في المج | دِ كما لا ألومُ من حَسَدَكْ |
جاراك أهلُ العلاء فانقطعتْ | أنفاسُهم قبل قطعِهم أمدَكْ |
جَرَوا فملُّوا الجِراء في طَلَقٍ | وذاك ما لاتمله أبدكْ |
أقسمتُ باللهِ والنبيِّ لقد | قضتْ مساعيك حقَّ منوَلدكْ |
يا منْ يَؤمُّ الوزيرَمعتِمداً | أبلغتَ خير البلاغِ معتمدَكْ |
قلْ لأبي الصقرِ إن مَثَلْتَ له | واجمع لما أنت قائلٌ حشدكْص لا يَعْجَبِ الناسُ أن تسودَهُم |
حقُّ أياديك أن تطيلَ يدكْ | تاللهِ تدرِي الأكفُّ تشكر إط |
لاقَك أصفادهن أمّ صفدَكْ | ما نسأل الله أن تنالَ من الخيرا |
تِ إلا عديدَ مَنْ حمدكْ | ينصرفُ الوفدُ يحمدُون معاً |
يومك فيهم ويأملون غدكْ | إنَّ الذئابَ التي تُغيرُ على النا |
سِ تناهتْ من خوفها أسدَكْ | نصبْتَ للسلمين محتِسباً |
كثَّرَ مُعْطِيكَهُ به عُدَدَكْ | فقد أتى كلُّ ما تراه من الأم |
ر رشاداً وما عدا رشدَكْ | لا زلتَ يا خيرَ سيدٍ عضُداً |
له ولا زال كائناً عضُدكْ | وساخطٍ ما رضيتَ قلتُ له |
ارضَ رِضاه أو افترشْ ضمدكْ | عشْ في ذراهُ ودعْ عداوتَه |
وأنت في الخلد ترتعي رغدكْ | وإنْ تتابعتَ في شِقاقِكَهُ |
فاعددك في النار تصطلي وقدكْ | يا من يعادي السماءَ أنْ رفعَتْ |
كلْ خيرَها تحتها ودع نكدَكْ | ن |