ألا قُلْ لذي العَطَن الواسعِ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
ألا قُلْ لذي العَطَن الواسعِ | أخي المجد والشرف اليافعِ |
ليهنِك أنك مستقبِلٌ | دوامَ المزيد بلا قاطِعِ |
وأنْ لَسْتَ ممنوعَ أمنية ٍ | وأن لستَ للخير بالمانعِ |
وأن لست كَلاًّ على ناظرٍ | وأن لست وقراً على سامعِ |
فلا زال جدُّك مستعلياً | له قوة الغالب الصارع |
ولا زال سعدُك مستصحِباً | مساعدة َ القدَر الواقع |
إلى أن تَحُلَّ ذرى مرغِمٍ | أُنوفَ أَعاديكمُ جادع |
على أنني بعد ذا قائلٌ | ولستَ لقوليَ بالدافع |
ألستُ المحبَّ ألستُ المرِبْ | بَ من قبلِ برقكم اللامع |
ألستُ المحقَّ ألست المدقْ | قَ في المُعييات على الصانِعِ |
فما لي ظُلمتُ وما لي حرم | تُ منكم وضِعتُ مع الضائع |
ألم تعلمونيَ علمَ اليقي | ن والحقُّ كالفَلق الساطع |
طلعتُ بأَيمن ما طائر | عليكم وأَسعدِ ما طالِع |
فجاءتكُمُ دولة ٌ عضَّة ٌ | تَفيَّأُ في ثمرٍ يانعِ |
ألم أكُ أدعو بتمكينكم | سِراراً مع الساجد الراكع |
ألم أك أَثني بآلائكم | جهاراً مع المعلن الصادع |
ألم تعلموا أنني جئتكمْ | مجيءَ المخالص لا الطامع |
وأني خدمتُ وأني استقمت | إذا ضَلَعت شيمة ُ الضالع |
وأني نصحتُ وأني مدح | ت بالمنطق الرائق الرائع |
أمن بعد ما سار معروفكم | إلى ساكن البلد الشاسع |
وقام الخطيب بإحسانكم | على منبر المسجد الجامع |
يَشيع شقائي بحرمانكم | وشكري مع الشائع الذائع |
ألا ليت شعري قولَ امرىء ٍ | تراخت مثوبته جازع |
إذا أنا أخطأني نفعُكُمْ | فهل بعدَكم ليَ من نافعِ |
سيجري على مثل مجراكُمُ | أخو ثقتي جريَ لا نازِع |
وأيُّ البريَّة لا يقتدي | بأفعالكم غيرَ ذي وارِع |
فللَّه ماذا جنتْ سادة ٌ | على خادمٍ لهمُ خاضعِ |
حَمَوْه المعاش وأسبابه | وهم خير مزدرَعِ الزارِع |
أيحسن رفعي بكم صرختي | أهل هل عن الظلم من رادع |
وقد طبَّق الأرضَ إنصافُكم | فعمَّ المطيعَ مع الخالع |
ألا لا تكن قصَّتي سُبَّة ً | فما ذكر مثليَ بالخاشع |
قبيحٌ لدى الناس أن تُرتِعوا | وأن لا يَروْني مع الراتع |
وأن تَشْرعَ الدُّهمُ في بحركم | وأن لا يروْني مع الشارع |
وأن تَترأَس حُثَّالة | بكم ويروْني مع التابع |
فلا تضعوا عالياً ربما | جنَى وضعُهُ ندمَ الواضع |
يراجِع بعض رَويَّاته | وقد وقعتْ صفقة ُ البائع |
فتُوحشه جَورة ٌ جارها | فشاعتْ مع الخبر الشائع |
ويأسَى على مدحِ المستمرْ | رِ بالحمد والشكر لا الظَّالع |
وحسبُ أخي الظلم من غفلة ٍ | بمَكوى ملامته اللاذِعِ |
ألا من لمن طردتُه الغيو | ثُ عن موقع السَّبَل الهامعِ |
ألا من لمن وَكَّلَتْه البحا | رُ ظلماً إلى الوَشَل الدامعِ |
أَقاسمُ يا قاسمَ العارفا | تِ يا كوكب الفلك الرابعِ |
أَعَزْمُك أنك إن أنت صِرْ | ت في ذِروة الفَلَك السابعِ |
وجاوزته سامياً نامياً | إلى ثامنٍ وإلى تاسعِ |
جريتَ على نهج ذاك الرضا | بضيق القناعة للقانع |
أبى اللَّه ذاك وأن العلا | نمتْكَ إلى الفارع الفارع |
أُعيذك من نائلٍ حائلٍ | ومن بادئٍ ليس بالراجع |
أيشبعُ مولى وعبدٌ له | يجوع مع الجائع النائع |
جَمالُك ياذا السنا بارعٌ | فَصِلْهُ بإجمالك البارع |
وزد في ارتفاعك فوق الورى | بأن تتواضعَ للرافع |
بذلتَ من القوت لي عصمة ً | فأوْسِع عليَّ من الواسع |
وما لي وإن كنتُ ذا حرمة ٍ | سوى طيب خيمك من شافعِ |
على أنَّ لي شُغُلاً شاغلاً | بعَتْبك ذي الموقع القارعِ |
أقول وقد مسَّني حَدُّه | مقالَ الذليل لك الباخع |
ضربتَ بسيفك يا ابن الكرا | م غيرَ الشجاعِ ولا الدارع |
فصِلني بعفوك إنِّي أرا | ه أكبر من ضَرَع الضارع |
وهَبْ حُسن رأيك لي محسناً | ليهجعَ ليلي مع الهاجع |
فما بعدَ رأيك من مُنية ٍ | وما بعد عتبك من لائع |
إذا ما الفجائع بقَّين لي | رضاك فما الدهر بالفاجع |
رضاك ظلالٌ جِنانية ٌ | وعتبك كاللهب السافع |
صدقتُك في كل ما قلتُهُ | يميناً وما كذبُ الطائع |
فإن كان قولي فيما ترا | ه من خُدَع الراقىء الرَّاقع |
فسامح وليّك إن الكري | مَ قد يتخادع للخادع |