راع قلبي مشيبُ رأس خليسِ
مدة
قراءة القصيدة :
6 دقائق
.
راع قلبي مشيبُ رأس خليسِ | راع جهلي والكَيْس بالتكييسِ |
حالكٌ غيَّرته جُونٌ وعِيسٌ | فهو لونان بين جُون وعيسِ |
والليالي وناسِخاتُ الليالي | تُوشكُ القَدْحَ في الصحيح المليسِ |
كم صَليبٍ من الصفا آيستْهُ | عُقبُ الدهر أيما تأييس |
لَمَسَتْني أكفُّهن فأبقتْ | أثراً لا يروق عَيني لميس |
وكذاك الفتى بموقف موقو | فٍ على حادث الزمان حبيس |
خائفٍ من مبارز وكمينٍ | وجِلٍ من مُجاهرٍ ودسيس |
تَرْحاً للزمان من مُستأيسٍ | ولمن يرتجيه من مُستئِيس |
كلما استدرجَ المؤمِّل فاغْتَرْ | رَ رماهُ بفيلق دَرْدَبيس |
ثم يُدعَى جريحُه السالم الغا | نم إذا أخْطَأتْه حال الفَريس |
بينما من يروده في مراعي الرْ | رُطب إذ صار في مراعي اليبيس |
ثم يأتي مكان رأسٍ برجْلَي | نِ ضلالاً لذاك من تَرْئيس |
كم له من بطانة لا يُعفى | صَرْفُهُ عارها سَجيسَ عَجيس |
مُحْدثي رفعة ٍقَديمي سَفالٍ | غلّسُوا فيه أيَّما تَغْليس |
سُئِّلوا كيف نَوْمَة التارِك المج | دَ فقالوا كَنوْمة التَّعريس |
لابسي ملبسٍ من الجهل لا ين | فك عينَ الجديد غير اللبيس |
أُبْهمَ القومُ غير شك وأُنِّس | تَ فعادوا فضيلة التأنيس |
قلتُ دالية ً أعانتنيَ الجنْ | نُ عليها لا شك دون الأَنيس |
مادحاً صاعداً بها وعلاءً | مُطنباً في الخسيس وابن الخسيس |
فكأنِّي هَيَّاتُها لحماريْ | ن يَرُودان في خَلِيس الوديس |
لم يُصيبَا في أمرها فأصيبَا | بعذابٍ من الإله بئيس |
ظَلَمَاها فعوقبا بيد الله | فخرَّا من حالق مَرْمَريسِ |
ويد الله تلك ناصر دين ال | لَّه ليثُ البِراز لا العِرِّيس |
والشهابُ الذي تهاوَى فأهوَى | كل عِفْريتِ فتنة عِتْريس |
من بني هاشم ومن آل عبَّا | س بَنى الله بيْتَه في الدَّخيس |
يا لها حُلة ً نسيجة وَحْدٍ | لم يكن حَظُّها سوى التدنيس |
يا لها حِيلة ً أُجيدت لشَمْطا | ءَ وأخرى مَبْنيَّة التَّقويس |
صاعد وابنه وما للخسيسيْ | ن وللمدح بالكلام النفيس |
لم يكن من حُلَى الخَبِيثَين لكن | من حُلى كل ماجد نِقْريس |
وحُلى السادة الأكابر ليست | من حُلى الجاثليق والقِسيس |
لاحَظَاها بغير عيني سُليما | نَ فلم يَصبُوا إلى بلقيس |
حَسُنت كلها وطابت فسادتْ | في الضَّعيفَينِ سورة الخَنْدريس |
وكذا الخندريس تُضْحي وتًمْسي | آفة َ العقل غير ذي التأسيس |
ذاتُ طَعْمٍ ومنظرٍ ونَسيمٍ | وحُمَيا وهِزَّة ٍ ورَسيس |
حُكْمها في العقولِ تذكية الأَقْ | وى ورمي الضعيف بالتَّهويس |
لم يكن آفة ُ القصيدة ِ إلا | ذاك فاترك مقال ذي التلبيس |
ظلمَ الشعرُ صاعداً وكذا كم | ظلمتْهُ الملوكُ بالتَفْريس |
بل هو الظالم الذي ظل يرقى | راكباً مركباً من التدليس |
يتعاطى الكبيرَ بعد صغير | لم يُطقْ حَمْله بأقصى النَّسيس |
كاتبٌ ضاق باليراعة ذَرْعاً | فتعاطى القناة نزوَ السريس |
واعْتزى كاذباً إلى آل كعب | وانتمى زِيُّه إلى باذَغيسِ |
واستباح الأموال يُعمِلُ فِيهِنْ | نَ بلا مدفع ولا تنفيس |
نفقات كادت تُفَلِّسُ بيت ال | مال أقصى نهاية ِ التفليس |
وتولى وزارتين فأضحى ال | حقُّ غضبانَ ظاهر التعبيس |
وبتدبيره عصى ابْن سجستا | نَ ومن قبلِه أخو تنِّيس |
شؤم رأيٍ أتى على الشرق والغر | بِ من المدَّعي الدعيِّ النحيس |
قالتْ الخيلُ للدعي دع المَعْ | و ولا تخلطنَّه بالغَسيس |
لست من شكلنا وليس من الفا | ل عُطاسٌ يكون عن تعطيس |
لم تضَع للتي تَكدَّس بالأَب | طال بل للحصاد والتكديسِ |
خارَ أصحابُه لَدُنْ صَحِبُوهُ | فغدا اللِّيسُ منهم غير لِيس |
وغدت ذِلة النصارى على المل | ك فأضحى أوزاعَ شِلوٍ نَهيس |
عجباً من موفق الرأي ولَّى | كلبَ خَسٍّ مكان رئْبال خِيس |
ومن النُّكر حَوكيَ المدحَ فيه | وهو أولى بالوطء والتضريس |
لم يكن صاعدٌ مكاناً لمدحٍ | لا ولا موضعاً لقوْدِ خَميس |
يا لتَفْضيله ومدحيَ فيه | وهو أهل الهجاء والتخسيس |
كيف أعطاهُ غير حَقَّيه عدلٌ | لا يُعير النديمَ حق الجليس |
كيف قلتُ الفصيح في فاحش العُجْ | مة ِ كالطَمْطَميَّ من بَدْليس |
قال يوماً كنا بطوس فنادو | هُ ألا اخفض فقال كنا بطِيس |
وإذا رام أن يفوه بقدّو | س أبَى مِرْنة ً سوى قديس |
غلبت لكنة النصارى على في | ه فأعيت علاج بُقْراطيس |
ربما أرتجته فارتج شدقا | هُ من العي كارتجاج القريس |
ما أراني غَلِطْتُ في العبد بل قل | ت بتقليد سيدٍ بِرْعيس |
ومن اختاره الأميرُ مدحنا | هُ وكان السعيدَ غير النحيس |
ومن ازْورَّ عنه يوماً هجونا | هُ وكان النحيس عين النحيس |
وَلَمَا غُولِط الأميرُ ومن أي | ن وما غَوْر دَهْيِه بمقيس |
بل إخالُ الأمير جرّبَ والمر | ءُ يُحب التجريبَ للتجريس |
كان كالمتلف البضاعة في المت | جر حتى استفاد كيْسا بكيس |
ثم صال الأمير بالثعلب الحا | ئن صول المحقِّ لا الغِطريس |
فكم انشق مدفنٌ عن دفينٍ | وكم انعقَّ مَكْبس عن كبيس |
وثنَى بابنه السفيه المعنَّى | بأساطير أَرِسْطَاطاليس |
والذي لم يُصخ بأذْنيه إلا | نحو ذو ثوريوسَ أو واليس |
عاقداً طرفَه ببهرامَ أو كي | وانَ أو هِرمسٍ أو البرجيس |
أو بشمس النهارِ والبدر والزُّه | رة ِ عند التثليث والتسديس |
واجتماعاتهن في كل قيد | وافتراقاتهن عن كل قِيس |
كي يروم القضاء قَسْراً وأولى | أن يُرام القضاء بالتخييس |
يشْهد الله أنه كان نجلاً | ما تلقَّتْه لِقوة ٌ عن قبيسِ |
سِلمُ عيٍّ محارباً كل شيءٍ | وافرٍ حظه من التقديس |
دهَّرته جهالة ٌ نصَّرته | ثم عادت عليه بالتمجيس |
لم يزل سادراً يسيرُ ويَسري | من هواه المضلِّ في إمْليس |
وكذا صاعداً أبوه ألا بُع | داً لإبليسَ وابنه لاقيس |
تركت آل مَخْلدٍ سخطة ُ ال | لَّه كطَسْم بحقِّهم وجَديس |
هل ترى رائياً لهم من خيال | هل ترى سامعاً لهم من حَسيس |
بَهَظُوا الأرض بالكنوز وقد أض | حَوا وما يملكون من هَلْبسيس |
نازعوا النحل في جناها فحَالَتْ | حاصبات القَليس دون القليس |
ها أنا المنذرُ المحذِّر من يظْ | لم شعراً من سُوقَة ٍ ورئيس |
فَلَهُ ناصرٌ من الله إن جَا | دَ وإن لم يجُدْ فمن إبليس |
لم يزل بين نكبة وهجاءٍ | ظالمُ الشعرِ في أَحرِّ وطيس |
كالحاً في وثاقه الدائم الجِدْ | دَة أو عرضه اللبيس الدَّريس |