أتصَاب إلى ذوي إسعادِهْ
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
أتصَاب إلى ذوي إسعادِهْ | أم تَناهٍ إلى ذوي إرْشادِهْ |
بل تَنَاهٍ وهل صَبى ً بعد قَوْل | جاء من أمِّ عَمْرة ٍ وسُعادِهْ |
قالت الغادتان إذا أوقدَ الشَّي | بُ سناه فلَجَّ في إيقادِهْ |
فَرّ منك الغزالُ يا لابس الشَّي | ب فِرار الغزال من صَيَّادِهْ |
وإذا اصْطادك المشيبُ فطاردْ | تَ غزالاً فلستَ بالمُصطادِهْ |
لستَ عند الطَّراد من قانصيه | أنت عند الطراد من طُرّادِهْ |
فعزاءً إنَ ابن ستين يَعْيَى | عن طِراد الغزال عنْد طِرادِهْ |
ومن النُّكر لهْوُ شيْخٍ ولو أمْ | كنه الظَّبي عَنوَة ً من قيادِه |
كيف يَهْتَزُّ للملاهي نباتٌ | أصبح الشيبُ مؤذناً بحصادِهْ |
ولقد أمتعَ الزمانُ شبابي | مُتعة ً من سِباطهِ وجعادِهْ |
سَؤْأة ً للبقاء وهْو رهين | بابيضاض القِناع بعد اسْودادِهْ |
ولمنْ عاش غاية ٌ فليُبادِرْ | سَيرَ إعدامهِ إلى إيجادِهْ |
سَؤْأَة ً للحياة والموتُ حَتْمٌ | ولبذْلِ الزمان واستردادِهْ |
إنَّ للعيش بُكْرَة ً فابتَكرْها | هل سعيدٌ بالعيش من لم يُغادِهْ |
متِّع الظبْي من جنى غصنك اللَّد | ن يُمِّتعْك منه قبل انخضاده |
من عناقيده وتفاحه الغَ | ضِّ ورُمانه ومن فِرصادِهْ |
ليس في كلِّ دولة لك جاهٌ | عند رِئْمٍمُهَفْهَف الخلْق غادِهْ |
طلع الشيْبُ ضاحكاً فخضبْنا | هُ فزال ابيضاضُه بارْمدادِهْ |
فارْضَ بالشيب إن من أعظم الخس | ران بَيْعَ انبلاجه بارْبدادِه |
أيها الأشيبُ المسودِّ لَمَّا | آلَ إنفاقُه إلى إكسادِه |
لاتُخادعْ بلون خِطْرِك ظَبْياً | فهو أقْذى للظبي من تَسْهادِهْ |
حَدُّ من أتبعَ الشبابَ خِضاباً | أنه ثاكلُ غدا في حدادِهْ |
حسرتيللطَراء في حُلَّتيهِ | لهفتي للشباب في قُوَّادِهْ |
لاترى مُنْشِدَ الشباب يَدَ الدَهْ | رِ وتلقى منْ شئتَ من نُشَّادِه |
ورأيتُ الزمانَ يَمْشي رويداً | واللَّحَاقُ الوشِيكُ في ارْوَادِهْ |
لا اشْتَكى يا أخي فؤادُك ما أض | حَى فُؤادِي يشكو إلى فؤادِهْ |
قسوة ً من خلائلَ بل أخِلاَّ | ءَ أعانوا الزمان في إرْصادِهْ |
بخسوني كبخس دهْري حُقوقي | واسْتعدُّوا عليّ كاستعدادِهْ |
أتقاضى مَراضعي من صَبابا | تِ صديقي وذكْرِهِ وافتقادهْ |
لاشراباً ولا سَماعاً وأمَّا | زادُهُ إن جفا فأهْوِنْ بزادِهْ |
آلَ وهْبٍقد استقرَّ هواكم | في حَشا الدهر ثابتاً بل فؤادِهْ |
فَأْمنوا دهركم فقد عشق الدهْ | رُ بحقٍّ بياضكُمْ في سوادِهْ |
ولماذا يَغُولكُمْ غائل الدهْ | رِ وأنتُمْ عمادهُ من عمادِهْ |
من يَكُنْ من زُيوفه ونفايا | ه فما زلتُمُ جِيادَ جِيادِهْ |
زِيدَ في فيْئنا بكُمْ فامْتَطى المُنْ | فق مِنا الإسرافَ بعد اقتصادِهْ |
لم تكونوا كمعْشَرٍ جرَّدوا الفيْ | ءَ وهَلْ نَحْلُه كمثْل جَرادِهْ |
وبعيدِ المنال من مُتعاطي | ه قَريبِ النَّوال من مُرْتادِهْ |
وغريب مستبشر النفس بالغرْ | بَة فَرْدٍ مستأنس بانفرادِهْ |
فله في القلوب ما لانراه | في قلوب الهوى ولاأكبادِهْ |
جَلَّ نُبْلاً ودقَّ لطفاً وأضحى | والهوى والعقولُ طوعَ افتيادِهْ |
لايُسمَّى في هزْل شعري ولكن | في أجَلِّ الجليل من أجدادِهْ |
بل أسمِّيه بل أكنِّيه بل أن | مِيه نَسْباً إلى ذرا أطوادِهْ |
جَبَلِ الحلْم لُجَّة العِلْم لا يُطْ | مَعُ في نسْفِهِ ولااستنفادِهْ |
تستفيدُ الوقارَ منه الرواسي | وتُقِرُّ البحارُ لاسْتمدادِهْ |
أحْنَفِ الحلم قيْسه حين يهفو | كلُّ حِلم عَمْرِو الدَّهاء زِيادِهْ |
لارمى الله ذلك الطَّوْدَ والي | مَّ بتنضيبه ولا بانهدادِهْ |
أيُّ ضِدٍّ من أجله لم يخالل | هُ وخلٍّ من أجله لم يعادِهْ |
لاترى خائفَ المَغالة منه | لا ولا آمناً من استطراده |
وإذا ما ارْتَدى صنائَعُه الدَّهْ | رُ ولاحَت حُلاه في أجيادِهْ |
ظل يختالُ بهجة ً لا افتخاراً | كاختيال الربيع في أبرادِهْ |
عَيْبُه شيمة ٌ له يُعْتقُ الح | رَّ ويقفو إعتاقَه باعْتِبادِهْ |
مُسْتَضيم لَذَّاتِه لمعالِي | هِ مُذِيلٌ معاشَه لِمَعَادِهْ |
فالهدى من سبيله والحُمَيْدَى | من نواه والبرُّ من أزْوَادِهْ |
ذو انحلال وذو انعقاد إذا شئْ | تَ حَميدَ انحلاله وانعقادِهْ |
وإذا رَاصَدَ الغُيوبَ بِظَنٍّ | فكأنّ الغُيوب من أرْصادِهْ |
صَفَدُ المستميح مافي يديه | ويدا من بَغاه في أصفادِهْ |
فيه سَهْلٌ وفيه حَزْنٌ وفيه | ما كفى من ذُعَافِهِ وشِهادِه |
يتقي الخُلْفَ في العِداتِ ولكن | يتوخَّى الإِخْلاف في إيعادِهْ |
وَلَطَعْمُ اكْتِحالة ٍ مِنْهُ بالزَّا | ئر أحلى في عَيْنه من رُقادِهْ |
مُعْرقٌ بل مردَّدٌ في الوزارا | تِ مُعَنَّى قد مَلَّ من تردادِهْ |
ذنبُ إحسانه العظيم لدينا | أننا عاجزون عن تعدادِهْ |
لاعدمنا ذاك العناء فإنَّا | مستريحون رُوَّدٌ في مَرادِهْ |
من ثِقاتِ الندى ومن ناصريه | من ظهور الحجا ومن أعْضادِهْ |
فُتِن الناسُ بالفضائل والفضْ | ل ومافِتْنة ٌ لكُنْهِ مُرادِهْ |
ليقلْ فيه مادحٌ فالعطايا | والمنايا هناك في أشهادِهْ |
ما احتشاد المديح كُفْءُ هُوَيْنا | ه فأنَّى يكون كُفء احتشادِهْ |
كم أعدنا وكم أعاد وهيها | ت بعيدٌ مُعَادُنا من مُعادِهْ |
عائد القول بالخُلُوقة رهْنٌ | ويعود العطاءُ لاستجدادِهْ |
ويخاف الإِنفاد ممتدحوه | ولديه الأمانُ من إنفادِهْ |
وعجيبٌ تعجُّبٌ من نَداه | إن جرى لانقطاعنا وامتدادِهْ |
وهو كالدهر حين يجري ونجري | فَتَقَضَّى الأعمارُ في أمدادِهْ |
كل مستبرعٍ فأنت من الأر | واح فيه والناس من أجسادِهْ |
إن يكن للزمان عيدٌ فأيَّا | مُك عند الزمان من أعيادِهْ |
يا أبا القاسم الذي لا يجارى | عند إصداره ولا إيراده |
تأمن النارُ لا الحريقُ بل الأن | وارُ طرَّاً من وارياتِ زنادِهْ |
كم ضياءٍ شببتَه فتعالى | وشُواظٍ بالغت في إخمادِهْ |
ياأجلَّ الذين ناديتُ في الجم | لة منْ أمره ومَن لم أُنادِهْ |
لا ولا حَقِّ من حَباك بإسعا | دك أن لاتزيد في إسعادِهْ |
قد تولى الأمورَ مُعتضد بالْ | لَه أصبحت ثانياً لاعتضادِهْ |
وله حقُّه من الرِّفْد فارفدْ | هُ وكن من مُبادري استرفادِهْ |
وتيقَّنْ أن ليس يُرْفَدُ مالاً | بل رجالاً يُضْحونَ آداً لآدِهْ |
ولديك الدهاءُ في محتواه | بل لديك الصَّفيحُ في أغمادِهْ |
سِبْطُك الأكبر المبارك رأياً | ورُواءً وحَقِّ طِيب ولادِهْ |
لاتُباعده من أمامك ما اسطَعْ | تَ فليس الصواب في إبعادِهْ |
هَبه سيْفاً أعددْتَه قَلَعِيّاً | للإمام النَّجِيد في إنجاده |
يرتديه في السِّلْم زَيْناً وطوْراً | يَنْتَضيه في الحرب عند جلادِهْ |
فاسْتَلِلْهُ على الخطوب وتُحَقِّقْ | ما أراك الرجاءُ في إعداده |
ولَتَدْبِيرُه أحَدُّ من السَّيْ | ف وأمضى في بدئه وعِوَادِهْ |
سَوْرة الصِّلِّ في تعاطيه لابل | ثورة ُ الليث في حَشا أَلْبادِه |
نجدة ٌ لم تكن لَعْنترة َ العَبْ | سِيِّ في عصره ولا شَدَّادِهْ |
وأبَّرتْ على كُلْيب وجسَّا | س جميعاً وحارث وعُبادِهْ |
وتعالتْ عن المهلَّبِ قِدْما | في أيازيده وعن أزيادِهْ |
وإذا ما بَعِلْتَ بالعبء ذي الثِّقْ | ل فضعْ ثقلَهَ على أكتادِهْ |
يَحتملْ أوْقَهُ وينهضْ بِرَضْوى | وشَرَوْرَى ويَذْبُلٍ ونَضادِهْ |
فائزاً قِدْحُه على حاسديه | ظاهراً حقُّه على جُحَّادِهْ |
عَقَّ من عق مثلَه اللَّهُ والح | قُّ وربُّ الجزاء في مرصادِهْ |
فاتق الله والعواقب والسُّل | طان واشدُدْ سلطانه بوِكادِهْ |
طالما استَصْلَحَتْ يداك له المُلْ | ك فلا تُقْرفَنَّ باستفسادِهْ |
لايقولن حاسدٌ خان من كا | تَم سلطانَه أعَدَّ عَتادِهْ |
غَشَّ من أخرَّ النصيحة َ عمْداً | عن إمام عليه جُلُّ اعتمادِهْ |
ليس يُوْهي أخاهُ شدُّكَ إيَّ | اهُ به بل يزيدُه في اشتدادِهْ |
أهْدِ للقاسم الوحيد أخاه | إنَّ إيحاشَه أخو إيحادِهْ |
ومعاني أبي الحسين كَوافٍ | وهو واف من ثغره بِسَدادِهْ |
رُكْنُ صدقٍ تُدعَى إلى الشَّد منه | لاضعيف تُدْعى إلى إسنادِهْ |
وكمالُ الإتقان فضلُ مَزيد | في عماد البناء أو أوتادِهْ |
وترى الخيْرَ لانقيصَة َ فيه | غير أن لامَلال من مُسْتزادهْ |
ولقد جُدْتَ للإِمام بكافٍ | أصْمعِ القلب شَهْمِهِ وَقَّادِهْ |
قُدَّ كالسيف قَدِّه وغِرارَيْ | ه ورقْراقِ مائه واطِّرادِهْ |
أفلا جُدْتَ بالظَّهير فَتُلفَى | مُعْتِداً ما الكمالُ في إعتادِهْ |
لِتُعِين الإمامَ عوناً تماماً | مُنْجِداً كيدَه على كُيَّادِهْ |
ليس في الفعل عائب لك لكن | لك في التَّرْك عائبٌ لم تُصادِهْ |
والمُعاب اطِّراحُك ابنك لا مَنْ | حُكَ جَنْبَيْ أخيه لِينَ مِهادِهْ |
بل مُحِقَّاً بعدل حكمك فامهدْ | لأخيه وزِدْهُ فوق وسادِهْ |
أنكر المنكرون إفرادَ نَجْمَيْ | مك وحزمٌ أصبحتَ من أفرادهْ |
ما رأى العالِمون بالحظِّ حظاً | لكلا الفرقدين في إفرادهْ |
أيها الناسُ خَبِّرونا وأدُّوا | حقَّ مُستشهدٍ لدى شُهَّادِهْ |
هل نبا مِنْكُمُ كبيرٌ سديدٌ | بالكبير السَّديد من أولادِهْ |
ما الهوى في حُدورِهِ يتهاوى | بِكَفِيٍّ للعقل في إصعادِهْ |
فاتْبَعِ العقلَ إنه حاكم الل | ه ولاتمشِ في طريق عنادِهْ |
ما الهوى في لفيفِهِ إن تأمَّلْ | ت بِقرْنٍ للعقل في أجنادِهْ |
كيف والمكْرُ من سراياه والرَّأ | يُ أخوه والنصرُ من أمدادِهْ |
لاتُعَرِّضْ سدادَ رأيك للطَّع | ن عليه من ناقِصٍ في سدادِهْ |
قد يعودُ الحميدُ غير حميدٍ | إن عَكَسْتَ العقول عن إحمادِهْ |
بالحديد الحدِيدُ يُفلَحُ قِدْماً | فالْقها من حديده بحدادِهْ |
هاكَها لا يَضيرُها أنَّ جِلْفاً | لم يقلها مُزمَّلا في بِجادِهْ |
مِنْ مُعادِي القريض يُدْعَى عليها | بقتال الإله من مستعادِهْ |
منْ مُفَدّاه لا الملعِّنِ منه | بل من المسْتجاد من مُستَجادِهْ |
تُنْشِدُ الناسَ نفسَها وهي في المهْ | رَقِ مثلَ الغِناء من أوحادِهْ |
لم يَكِلها إلى النشيد مُجِيدٌ | صاغها من رقاده بل سُهادِهْ |
قَبَّحَ اللَّهُ كلَّ قائلِ شعرٍ | شعرُهُ عيِّلُ على إنشادِهْ |
يُنْشفُ القلبُ ماءه حين تُمْلَى | قبل نشْفِ الهواء ماءَ مدادِهْ |
كلُّهَا مُطْرِبٌ وإن لم تحرك | طربَ الميَّتِ الطباع الجمادِهْ |
كلها سجدة وإن كفر الجهْ | ل فجلَّ الإحسانُ عن إسجادِهْ |
أطنبتْ أطربتْ أفادتْ أجادتْ | في مُجادٍ مستاهِل لمُجَادِ |
غير أني قرنتها بعلاء | تَنفُد المطنِباتُ قبل نفادِهْ |