من ذا رأتْ عيناه مثلي في الشَّجا
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
من ذا رأتْ عيناه مثلي في الشَّجا | أهدى اليَّ النرجسُ البنفسَجا |
ما أحسنَ الشكلين زوجا مُزْوَجَا | ما أَملح الزوجين بل ما أَغْنجا |
كلاهما مسك إذا تأرَّجا | أبلغ سِراجَ الحُسْن ذاك المُسْرجا |
أن الهوى مرَّ به فعرَّجا | لما رأى ذاك الجبين الأبلجا |
منه وذاك الحاجبَ المزَجَّجا | والناظرَ الساحر منه الأدعجا |
ذا الحركاتِ في الحشا وإن سَجا | وصحنَ تلك الوجنة المضرَّجا |
والثغرَ منه الواضح المفلَّجا | والشَّعَر المحلَوْلك المدرَّجا |
والخَلْقَ منه العمَمَ الخَدَلَّجا | والخُلُقَ القيِّمَ لا المعوَّجا |
والعقل والوصل الممرَّ المدْمَجا | أذكى شهابَ الحسن لا بل أجّجا |
فوهّج القلبَ كما توهَّجا | أقسمتُ بالليلِ إذا الليلُ دجا |
بل بِسنا الصبح إذا تبلَّجا | لأكسُونَّ الكلِم المدبَّجا |
وهبا رجائي ورجاءَ من رَجا | لا أخطأتْ وهبا نجاة ُ من نجا |
ولا يزل همُّ له مفرَّجا | فقد علا من كل رُشدٍ مَنهجا |
أكسوه مدحي طائعاً لا مُحْرجا | عن مِقَة تلقى الضمير مُشْرجا |
من دونها بحفظها بل مُرتجا | ماذا يعوق مدحتي أن تُنْسَجا |
لمحسن أسلفني فروَّجا | أيسرُ ما استوجب أن يُتوَّجا |
حرٌّ إذا استُنجِد يوماً أَرْهَجا | وحرَّك الهمة لا بل أزعجا |
وراح للخيراتِ ثم أدلجا | ولم يزل منذ تعاطى المُدْرجا |
يهتاج للمعروف لا مُهيَّجا | خِرْقا يؤاتي مدحُه من لجلجا |
ولا يعفِّي فضلَه من مَجْمجا | يأمر جدواه بأن تبرَّجا |
فإن رأى كفاً كريماً زوّجا | جَدوى ترى منها الغِنى مُسْتَنْتَجَا |
صَتْماً تماماً خَلْقُه لا مُخْدَجَا | من ناله حاذر أن يُسْتَدرجا |
أنشَرَ من شكري مَواتاً مُدْرَجا | حتى غدا عبداً له مستعْلجَا |
لكنَّني أشكو إليه الأَنبجا | فإنه لجَّ إلى أن لجَّجا |
في هجره إيايَ حتى سمَّجا | بل أغلق الحانوت ثم شَرّجا |
دوني وأَعدى هجرُه الهفْشرَّجا | ولم أزل بالطيبات مُلْهجا |
لا بل إلى ذات الصَّلاح مُحوَجا | فَليُلْجِمِ المعروف حرٌّ أَسْرجا |
ببعض ما صفَّر أو ما سَذّجا | لا بأس إن أقرع أو إن أَتْرَجا |
كُلا وإن جلَّبَ أو إن سَكبجا | واذكر بَنَفْشا يَخْلفُ الهَلِيلَجَا |
سَمَانَجُونَ اللونِ يحكي النِّيْلَجَا | فإنه إن زار عَودْاً أبهجا |
ولم يزل في مرج شكري مُمْرِجا | وفي ودادٍ لم يكن مُمَزَّجا |
يا صاحب البرِّ الذي تولَّجا | قسراً بلا إذن وما تحرَّجا |
تمِّمْ وإلاَّ كان بِرَّا أعرجا | إنك أن تممتَ براً هَمْلَجَا |
بل اهذب الإحضار مأمونَ الوجى | إلى نهايات العلا واستخرجا |
مالك عندي من خراج فزَجا | وهو الثّناءُ المستماح المرتجى |
ذاك الذي من اكتساه استبهجا | والشكرُ إن أنضجْتَ جاء مُنْضَجا |
يُرْضِي وإن لهوجْتَهُ تَلهوَجا | فلا يَعُدْ كَرْمُ كريم عَوْسَجَا |
على أخ حرٍّ كريم المنْتَجَى | لم يَنْتَقِدْهُ العلماء بَهْرَجا |
ولم يجِدْهُ الجهلاءُ أهوجا | وانظر ولا تَغْشَ الطريق الأعوجا |
كم فُرِّجَتْ غَمَّاءُ عمن فَرجا | فلينتظرْ مُثْرٍ مُضِيقا مُحْرَجَا |
سيجعل اللَّه لكلٍّ مَخرجا | ويعْرُجُ البرُّ إليهِ مَعْرَجا |