وجدتُ أبا عبد الإلهِ خليفة ً
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
وجدتُ أبا عبد الإلهِ خليفة ً | لصاحبهِ إسحاقَ بعد وفاتِهِ |
كفاني وأغناني فلستُ بفاقدٍ | لعمرُك من إسحاق غير حياتِهِ |
فيا لكَ من ذُخْرِ امرىء ٍ لزمانه | مُعَفٍّ على ما كان من نكباتِهِ |
حباني به إسحاقُ خيرَ بقية ٍ | يُخلّفها المفقودُ من بركاتِهِ |
وما كان إلا الغيثَ أحيا بقَطْرِهِ | وولى فأحيا بعده بنباتِهِ |
فلا يَبْعِد الماضي وعُمِّر بعده | خليفتُهُ من بعده لعُفاتِهِ |
فتى ً كلُّ علمٍ فهو في سَكناتِهِ | وكلُّ ذكاء فهو في حركاتِهِ |
يُعبِّس والإنصافُ تحت عبوسه | ويضحك والإيناس في ضحكاتِهِ |
نَهوضٌ بأعباء الكتابة مُرْفِقٌ | رعيَّتَهُ مستظهرٌ لرُعاتهِ |
ترى كلّ نفسٍ رِيَّها وشفاءَها | إذا رُوِّيت أقلامُه من دواتهِ |
تنال بأنبوبِ البراعة كفُّهُ | ذُرا ما تَعاطى فارسٌ بقناتهِ |
ومن كان فرداً في عظيم غَنائهِ | عن الملك لم يَصْغُر صغيرُ أداتهِ |
جبى الفيْء للسلطان والفيء فاغتدى | له الرتبة ُ العلياءُ فوق جُباتهِ |
رآه أبو العباس أَقومَ قائمٍ | بأعماله عند امتحانِ كُفاتِهِ |
وألفى لديه عِفة ً وأمانة ً | وإحداهما يكفي امرأً من ثِقاتِهِ |
أراني إذا حاولتُ وصفَ جلالهِ | أو الشكرَ عما كان من فَعلاتِهِ |
تشاغلتُ عن شكري له بصفاتهِ | وأذهلني شكري له عن صِفاتهِ |
فقصَّرتُ في الأمرين والقلب مُضمِرٌ | مودتَهُ في مستقرِّ ثباتِهِ |
ولو طال مدحي فيه وانكدَّ لم تجز | إطالتي المكتوبَ من حسناتِهِ |
ولولا اتِّقائي للتعدِّي زَعمتُهُ | أخا الدهر لا يُغضي إلى أُخرياتِهِ |
وما زال يعلُو قدرُهُ قدرَ مدحهِ | وأين مَنالُ الشعرِ من درجاتِهِ |