أسالمُ قد سلمتَ من العيوب
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
أسالمُ قد سلمتَ من العيوب | ألا فاسلمْ كذاك من الخطوبِ |
وقد حُسِّنتَ أخلاقاً وخَلْقاً | فقد أصبحتَ مصباحَ القلوبِ |
مُصدَّقَ كنية ٍ حسناءَ واسمٍ | وكم سمة ٍ مكذَّبة ٍ كذوبِ |
فيما قمراً ينير بلا أفولٍ | ويا شمساً تضيء بلا غروبِ |
أغْثني يا أبا حسنٍ أغثني | فأنت المستغاث لدى الكروبِ |
أجِرني من نقائصَ قد أضرَّت | بعبدك يا ربيعَ ذوي الجُدوبِ |
وما وجهُ استقائي من غديرٍ | وأنت البحرُ والموج الغضوبِ |
وأنَّى تستمِدُّ من السواقي | لتُنضبهَا ولستَ بذي نضوبِ |
أينقُص كاملٌ عُرْفاً أتاه | إلى حُرٍّ ليس بذي ذُنوبِ |
أبى النقصانَ فعلُ أخي كمالٍ | يجِلُّ عن المَناقص والعيوبِ |
جوادٍ بالتلاد وللمعالي | كسوبٍ أو يزيد على الكسوبِ |
أُعيذك أن تخفف من دروعي | فإني من زماني في حروبِ |
وما تلك الدروعُ سوى هباتٍ | تجودُ عليَّ من يدكَ الوَهوبِ |
أصونُ بها المَقاتلَ من زمانٍ | على الأحرار عَدَّاءٍ وَثوبِ |
فلا تُوسِعْ له في جيب درعي | فقد تؤتَى الدروعُ من الجيوبِ |
ولا تجعل إليّ له مَساغاً | فقد تؤتى الحصونُ من النقوبِ |
أترضى أن أُراعَ وأنت جارِي | بأشباهِ الغُصوبِ أو الغُصوبِ |
وجارك حين يَغْشى الضيمُ جاراً | أعزُّ من المحلِّقة ِ الطَّلوبِ |
تُروِّعني النقائصُ كلَّ شهرٍ | مع التعبِ المبرِّحِ والدُّؤوبِ |
كأَني حين أذكرهنَّ أُرمَى | بسهمٍ في فؤادي ذي نُشوبِ |
وحسبي رائعاً أهوالُ بحرٍ | يظل العقلُ منها ذا عُزوبِ |
تَسامى فيه أمواجٌ صِعابٌ | كأنَّ زُهاءهنَّ زُهاءُ لُوبِ |
أظل إذا طغوتُ على ذُراها | أهلِّل من محاذرة الرسوبِ |
تَلاعبُ بي تلاعُبَ ذات جدٍ | غَواربُ متنِ مِجدادٍ لَعوبِ |
أُعيدُ ركوبَهُ صُبحاً ومُسْياً | وما هو بالذلولِ ولا الرَّكوبِ |
وكم يومٍ أراني الموتَ فيه | جُنونُ الموجِ في هَوَجِ الجنوبِ |
وقاني شرَّهُ من بعد يأسٍ | دِفاعُ اللَّه دَفّاعِ الرُّيوبِ |
فمن يَطَربْ إذا هبّتْ جنوبٌ | فلستُ لها وعيشك بالطَّروبِ |
ولكني لها مذ كنت قالٍ | قِلَى المملوك لوالي الضَّروبِ |
ولو حيَّتْ بريَّاً الروض أنفي | ولو جاءت بكل حَياً سَكوبِ |
إذا سقطت خشيتُ لها هُبوباً | وإن هبت جَزعتُ من الهبوبِ |
ولمْ لا وهْيَ زَلزلة ٌ ولكنْ | بركبِ الماء لا ركبِ السُّهوبِ |
وَبَلبلة ٌ لأهل البَرِّ تجري | فكلُّ من أذاها في ضُروبِ |
تثيرُ عَجاجة ً وتثيرُ حُمَّى | لعذبِ الماء طُراً والشَّروبِ |
وَتَذْهَبُ بالعقول إذا تداعتْ | أَزاملُ جَوِّها الزَّجل الصَّخوبِ |
ويُضحى ما اكتستهُ كلُّ أرضٍ | يميدُ مرنّحاً مَيْد الشُّروبِ |
ويُمسي النخل والشَّجراء منها | وجُلُّهما صريعٌ للجنُوبِ |
فتلك الرّيحُ ممّا أجتويهِ | وعَلاَّمِ المشاهدِ والغيوبِ |
ومما أشتهيه دُرورُ رزقي | وأن أُعطَاه موفورَ الذَّنوبِ |
وأن ألقاهُ يضحك من بعيدٍ | نَقيَّ الصفحتين من الشُّحوبِ |
وليس بواجبٍ ما أشتهيه | ولكنْ إن تَطَوَّلَ ذو وجوبِ |
تسنَّم ظهرَ مَكرُمَة ٍ أنيختْ | لتركبها ولا تكُ بالهَيوبِ |
وما ينحو بك العافون إلاّ | طريقاً لستَ عنه بذي نُكوبِ |