أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ
مدة
قراءة القصيدة :
9 دقائق
.
أنَّى هجوتَ بني ثوابَهْ | يا صاحبَ العينِ المُصابهْ |
أهلَ السماحة ِ والرجا | حة والأصالة واللَّبابهْ |
القائلينَ الفاعلي | ن أُولي الرياسة والنِّقابهْ |
والفارعينَ المجدَ وال | بانينَ فوقهُمُ قِبابهْ |
الآخذينَ بأنفهِ | لا كالأُولى عِلِقوا ذِنابَهْ |
نُجُبٌ تلوح إذا بَدَوْا | بوجُوهم غُررُ النجابهْ |
لم يبقَ طودٌ للعلا | لا يرتقي أحدٌ هِضابهْ |
إلاَّ كأنَّ اللَّه ذلْ | لَلَ عامداً لهمُ صِعابهْ |
وإذا استعارَ الحمدَ يو | ماً معشرٌ ملَكُوا رقابهْ |
يا رُبَّ رأيٍ فيهمُ | لا تَبلغُ الآراءُ قابهْ |
وندى ً إذا فُقِدَ النَّدى | يتتبَّعُ العافي مُصابهْ |
قومٌ إذا صَدْعٌ تفا | قَمَ مرة ً كانوا رِئابَهْ |
وإذا شتاءٌ أخلفتْ | أنواؤه خَلفوا سَحابهْ |
جُعلتْ بيوتُهمُ مع ال | بيتِ العتيقِ لنا مَثابهْ |
ننتابُ فيها نائلاً | جَزْلاً متى شئنا انتيابهْ |
ويلوذُ لائذُنا بها | إن حبلُنا اضطراب اضطرابهْ |
لم يَدْعهُمْ مُستنجدٌ | إلا ودعوتُه المُجابهْ |
كم عائذٍ من دهرِهِ | بهمُ إذا ما الدهرُ رابَهْ |
خُذ في النوائب منهمُ | حَبْلاً ولا تَخَفِ انقضابَهْ |
أمثالَهُمْ فاعْممْ بمد | حكَ عَمَّهُمْ حُسْنُ الصحابهْ |
وأخصُصْ أبا العباس بح | رَ الجودِ حقاً لا سرابهْ |
ملِكٌ يظلُّ إذا غدا | تتعاورُ الأيدي رِكابهْ |
سائلْ بسؤدَدِهِ المعا | شرَ بل ندَاهُ وانسكابهْ |
يُخبرْك عنهُ باليقي | نِ ويجعل الجدوى جوابهْ |
غيثٌ إذا اسْتَمطرتَهُ | ألفيتَ من ذَهبٍ ذهابهْ |
قعدَ العُفاة ُ وسيبُهُ | يَختبُّ نحوهُمُ اختبابهْ |
أغنتهُمُ نفحاتُهُ | حتى لقد هجروا جَنابهْ |
لكنْ وفودُ الشكرِ لا | تنفكُّ قد شحنتْ رحابهْ |
ولَمَا ابتغى من شاكرٍ | شُكرَ النَّوالِ ولا استثابهْ |
أعطى الذي لَوْ سِيمَ حا | تمُ أخْذَهُ يوماً لهابَهْ |
فأباحَهُ حَمْدَ الورى | مالٌ أباحهُمُ انتهابهْ |
كم راية ٍ للمجد فا | زَ بِهَا وأخطأها عَرابهْ |
ويُجيلُ في الخَطْب الذي | تُضحي شواكِلُهُ تَشَابهْ |
رأياً إذا الخطأ المُخي | لُ أطالَتِ الفِرَقُ اعتقابهْ |
لم يحتجبْ عنه الصوا | بُ وأين عنهُ تَرى احتجابَهْ |
لا رَأْيَ في مَجهولَة ٍ | يجتابُ ظُلمتَها اجتيابَهْ |
تجلو به سَدَفَ العَما | ية عنك أو ترضى انجيابهْ |
أجلى البصيرة لا تَقَحْ | حُمَه تخاف ولا ارتيابهْ |
ماضي القضاءَ إذا ارتأى | لم يستطع شَكٌ جِذابهْ |
ما عاب ذو طعمٍ ريا | ضَتَهُ الأمورَ ولا اقتضابه |
وبكَيده يَروي القنا | عَلَقاً ويختضبُ اختضابهْ |
وتصيدُ لَحمَتها عُقا | بُ الموتِ يوم تَرى عقابهْ |
فَضَلَ الرجالَ ذوي الكما | لِ كما اعتلى جبلٌ ظِرابَهْ |
أقسمتُ بالمَلِكِ الذي | لم يستطِعْ مَلِكٌ غِلابهْ |
لقد استدرَّ له المدي | حُ وما تكلَّفتُ احتلابهْ |
ولقد حلفتُ بما حلف | تُ به وما أبغي خِلابهْ |
يا بُعدَهُ مما افْتري | تَ من الفواحش واغترابَهْ |
خنَّثْتَ أَرْجَلَ مَنْ مَشى | ونسيتَ خُنْثَكَ يا تُرابهْ |
لو أنَّ عِرسَك بايتت | هُ لَما دَعَتْهُ إذاً لُبابهْ |
مَعَ أنهُ لم يَجْتنبْ | رَجلُ حَمَى الدين اجتنابهْ |
وهَل اتقى كتِقائه | أحدٌ أو ارتقبَ ارتقابهْ |
ما ضَرَّهُ أهَجَوْتَهُ | يا وغدُ أم طَنّتْ ذُبابهْ |
أنشأتَ تهجوهُ فأكْ | ثرتَ الكلام بلا إطابهْ |
وأحلتَ في بيت وما | زِلتَ البعيد من الإصابهْ |
أنَّى يكون مُمدَّداً | رَجلٌ وقد رفعوا كِعابهْ |
لكنه بيتٌ عَرا | كَ لذكر معناه صَبابهْ |
فعميتَ عن سنَن الطري | قِ وظِلْتَ تركبُ كل لابهْ |
كم صرعة ٍ بين العبي | دِ وخَلْوة لك مُسْتَرابه |
أصبحتَ تَنْحَلُها الكرا | مَ بوجنة ٍ فيها صَلابهْ |
وكذاكَ مثلك ينحلُ السا | داتِ عَرَّتَهُ وعَابهْ |
قد قلتُ إذ خُبِّرتُ عن | ك بما أشبتَ من الأُشابهْ |
هلاَّ نهاهُ عن الكرا | م وقِيله فيهم كِذابهْ |
عَوَرُ وإعورارٌ به | لا تَضْبِطُ الأيدي حِسابَهْ |
منه بلاءٌ باستهِ | ليست عليه بالمُثابَهْ |
كلبٌ عوى مُستقتِلاً | والحَيْنُ يَستعوي كلابهْ |
فَهَدى إليه عُواؤُه | لمّا عوى رِئبالَ غابهْ |
ألقى كلاكِلَهُ علي | هِ وعلَّ من دمه حِرابهْ |
فاظنُن بكلب شام في | هِ الليثُ مِخْلَبَهُ ونابهْ |
أنَّى يَسُبُّ بني ثوا | بة أو عبيدَ بني ثوابهْ |
من كل شيءٍ يُسْتَتَا | بُ وما استُهُ بالمُستَتابهْ |
كم إخوة ٍ وارت له | سوءاتِهِم تلك الغُرابهْ |
لإَخالُه يوم القيا | مة باسته يُؤتى كتابهْ |
إذ لا يُرى ذنبٌ له | إلا بها وَلِيَ اكتسابهْ |
بل كلُّ عضوٍ منه يو | جَدُ مذنباً حاشا عُنابهْ |
ولو استطاع لصاغه | دُبُراً ولالتمس انقلابهْ |
ليكون باباً للفيا | شل عَجَّل الله اجتبابهْ |
يا من لحاهُ على الفوا | حش يرتجى يوماً متابهْ |
خلِّ الشقِيَّ وَحَيَّة ً | تنسابُ فيه وانسيابهْ |
أنَّى يُلاقي القارظَ ال | عَنَزيَّ من يرجو إيابهْ |
ماذا نَقِمْتَ على امرىء ٍ | يُؤوي إلى حُجرٍ حُبابَهْ |
وله نعاجٌ لا يزا | ل مُخلِّياً فيها ذئابهْ |
لا بل نساءٌ يَزْدَبِبْ | نَ أيورَ ناكَتِهِ ازدبابهْ |
هنَّ المآبُ لكل من | أمسى ولم يَعرفْ مآبهْ |
ناهِيكَ من ثقة ٍ سها | مُ القوم مُودَعَة ٌ جِعابَهْ |
لم يَعْتصِبْ ذو حرمة ٍ | بعصائب العار اعتصابهْ |
كلاّ ولا احتقب المآ | ثمَ في إباحتها احتِقابهْ |
ومُعنِّفٍ لي أَنْ هَجَوْ | تُك يا أقلَّ من الصُّؤَابهْ |
قال اطوِ عِرضك لا تُدَنْ | نِسهُ وأوْدِعْهُ عِيابهْ |
ما كفءُ عرضك عرضُ مع | رورٍ فلا تحكُك نِقابهْ |
فأجبتُه إذ قال ذا | كَ بخُطبة ٍ فَصَلَتْ خطابه |
لو سَبَّ غيرَ بني ثوا | بة َ ما جَشِمتُ لهم سِبابهْ |
وَلَمَا رضيتُ لمنطقي | فَرْعَ اللئيمِ ولا نِصابهْ |
لكنني أحميهُمُ | ما حالَفَتْ بَحْري صُبابهْ |
وأَرى يسيراً فيهمُ | تدنيسَ عرضي أو ذَهابَهْ |
إن المكارِه في حِما | يتهم عِذابٌ مُستطابهْ |
واليْتُهم ما حالفتْ | أوعالُ شابة َ هضبَ شَابَهْ |
وإذا امرؤ عاداهُم | أصفرتُ من وُدّي وِطابهْ |
ومتى امترى خلفَ الوصا | ل ملأتُ من هجر عِلابَهْ |
إذ لا أبالي فيهمُ | حسكَ العدو ولا ضِبابَهْ |
من كان مكتئباً لذا | ك فقد توخيت اكتئابهْ |
لا زالَ يَقْدَحُ وَرْيُهُ | في صدره أبداً قُحابَهْ |
قلبي حِمى ً لَهُمُ فلَمْ | يحتلَّ غيرهُم شِعابهْ |
لِمْ لا وذكراهُمْ له | رَوْحٌ إذا ما الهمُّ نابهْ |
ومتى تَباعدَ مطلبٌ | فبِيُمْنهم نرجو اقترابهْ |
وتحرِّياً لرضاهُمُ اسْ | تنفرتُ من شِعري غِضابهْ |
وَسَلَلْتُ دُونهُمُ علي | ك ودون حورتهم عِضابهْ |
سامَتْ قوافيك السما | ء ورُمتَ أمراً ذا مَهابَهْ |
فاربَعْ عليك فمن رمى | صُعُداً بجَنْدله أصابه |
هَتْماً لفيك فما تخيْ | يَرَ ما يشوبُ به لُعابهْ |
أقْذِر وأخبثْ بالمنى | إذا عبيطُ السَّلح شابهْ |
تَمْري الأيورَ به إذا | أهدى حشاك لها خِضابْه |
لا سيما بفمٍ به إذا | أهدى حشاكَ لها خِضابهْ |
ما كان قدرُك أن تفو | هَ بمدحهم بَلْهَ المَعابهْ |
وإخالُ ذلك لم يزد | في خُبثه لكن أطابه |
هَلاَّ مُسِخْتَ وقد ذكر | تَهمُ بجِدٍّ أو دُعابهْ |
لكنَّ مَسْخَ المِسْخِ مُمْ | تنعٌ ولا سيما الزَّبابهْ |
أتظن أنك لو مُسخ | تَ بلغتَ قُبحك أو قُرابهْ |
ما يُمْسَخُ المِسْخُ الذي | لم يُكْس ما يَخشى استلابهْ |
كلاّ وما بين الفِرا | قِ وبين وجهِك من قرابهْ |
ذِكراهُمُ بَسْلٌ على | من كان مثلك في الجنابهْ |
لا بل على من مسّ ثو | بك ثم لم يغسِل ثيابهْ |
لا بل على من خاض ظلْ | لَك ثم لم يَسلخ إهابهْ |
لم تهجهُم إلا لكي | تُهجَى فتُذكَرَ في عِصابهْ |
طَلَبَ النَّباهة ِ إذ رأي | تَكَ من خُمولك في غيابَهْ |
جاهٌ تُرمِّمُهُ ودُبْ | رٌ تبتغي أبداً خَرابهْ |
فإذا ظَفِرتَ بحادرٍ | ذي كُدْنَة ٍ تَرْضَى وِثابه |
لم تُلفِ عبدَ اللهِ بل | ألفيتَ زيداً وانتصابهْ |
ولَمَا انتصبتَ مُعاملاً | ضَرْبَ المُواثِبِ بل ضِرابهْ |
ذي ضُلَّ تَفْدِية ٍ هنا | لك تستديمُ بها هِبابهْ |
بعُجَارِمٍ يشفي الفقا | حَ إذا سَغَبْنَ من السَّغابهْ |
وعلاكَ عبدُ الله ين | ظِمُبين عَجْبِك والذؤابهْ |
ولربما كان انتصا | بُ المرءِ للفعل انكبابهْ |
يا ضُلَّ تَفْدِية ٍ هنا | لك تستديمُ بها هِبابهْ |
تَبَّتْ يداك مُفَدِّياً | ما تَبَّ من أحدٍ تَبابهْ |
شيخٌ إذا حَدَثٌ أها | نَ مَشيبَهُ فدَّى شبابه |
لَهْفي عليك مُخَنَّثاً | وعلى لسانك ذي الذَّرابهْ |
ماذا يخوضُ ... في | ك من الكتابة ِ والخطَابهْ |
هلاَّ شكرتَ بني ثوا | يه ما حدا حادٍ رِكابهْ |
أن صادفوا من قد عَلِمْ | تَ وعَبْدَهُ يحشو جِرابهْ |
إذ لم يَرَوا تقريعه | يوماً بذاك ولا اغتيابهْ |
كرماً فكان جزاؤهم | منه أن انتدبَ انتدابهْ |
يهجوهُمُ بَغْياً ويُل | صِقُ دائماً بِهِمُ شِغابَهْ |
وكذلك البغَّاءُ با | غٍ إن تَفَهَّمْتَ انتسابهْ |
رجلٌ يطالبُ غير ما | جعلَ الإلهُ له طِلابهْ |
سائلْ بذلك بَخْسَهُ | حقَّ الغواني واغتصابهْ |
زَحَمَ الأيورَ على الفرو | جِ مَعاً فسدَّ بها نِقابهْ |
فَاهَ الخبيثِ ومَنخِرَيْ | هِ وفقحة ً منهُ رُحابهْ |
وحشا مسامعَهُ بها | فحمى مُعاتِبَه عِتابهْ |
ثم اغتدى مُتبرِّئاً | من ذاك يَنْحَلُهُ صِحابهْ |
أسدى إليك القومُ مع | روفاً فلم تحسن ثوابهْ |
ستروا عليك وقد رأوْا | نَفْسَ الفضيحة لا الإرابهْ |
فَجَحَدْتَهُمُ جحداً جعل | تَ قبيحَ قَرْفِكَهُمْ قِطابهْ |
وغدوتَ بَهَّاتَ الجبي | نِ وأنت لم تمسحْ ترابهْ |
ترميهُمُ بالإفك مُطْ | طرِحاً سَداهُمْ واحتسابهْ |
أصبِحْ تبيَّنْ مَنْ رَمَيْ | تَ وتنحسرْ عنك الضبابهْ |
سَتَذُمُّ ما اكتسبتْ يدا | ك إذا لقيت غداً عقابهْ |
وتُقرُّ أنك جاهلٌ | لم تأتِ من أمرٍ صَوابهْ |
من باتَ يحتطِبُ الأفا | عِيَ لَيلَهُ ذَمَّ احتطابهْ |
ولرُبَّ مثلك قد أطَلْ | تُ على خطيئته انتحابَهْ |
وجعلتُ في نَظْمِ الهجا | ءِ فِياشَ ناكتهِ سِخَابهْ |
حتى غدا بعد المِرا | ح عليه سِربالُ الكآبهْ |
مُترِّقباً من فوقهِ | يخشى عَذابي وانصبابهْ |
وأنا الذي قدحَ الهجا | ءُ بزَنْدِهِ قِدْماً شهابهْ |
وأنا الذي مِنْ أرضِهِ | يمتارُ حنظلَهُ وصَابَهْ |
وإذا تمرَّدَ ماردُ الشْ | شُعراء ولاَّني عذابَهْ |
أمَّا إذا استفتَحْتُه | فلأفتحنَّ عليك بابهْ |
ولأُصلينَّك جاحمَ الش | شِعر الذي هِجت التهابهْ |
قَذَعٌ إذا سَفَعَ الحدي | دَ سعيرُ أيسرِه أَذابهْ |
خُذها جوابَ مُفَوّهٍ | ما زال يُفْحِمُ من أجابهْ |
جَمُّ الصِّياب إذا امرؤٌ | كثرت خواطئهُ صِيابهْ |
يَفْري الفَريَّ بِمقْوَلٍ | لو هزَّهُ للصخر جابهْ |
يمتاحُ من بحرٍ يهو | لُ العين حين ترى حِدابهْ |
ويُصِمُّ من سمع التِطَا | م الموج فيه واصطخابهْ |
لا مادَ رأياً بعدها | لك إن صَدَمْتَ بها عُبَابهْ |