أوقد البين في الخميس خميسا
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
أوقد البين في الخميس خميسا | للأسى والفؤاد فيه وطيسا |
لا ذكرت الخميس إذ فجأنني | كنَّ فيه ولست أنسى الخميسا |
إذ تولت جموعهم عن محلّ | حلّ صبري وهاج وجداً رسيسا |
مربع بان أهله ثم أضحى | مقفراً موحشاً وكان أنيسا |
ثوّر الحزن عيس وجدٍ مقيم | بفؤادي لما أثاروا العيسا |
ونظرتُ الدموع إذ قطر العيس | وحمّلت قطر دمعي نفوسا |
عُدن مثل الشقيق في اللون لمّا | عاد قلبي لصبغة الهم حيسا |
وذر الدهرَ يتبع اليسر عسراً | والهوى بالنوى ونعماه بؤسا |
يضحك اليوم ذا وفي الغد يُبك | يهِ فكلاً ترى ضحوكا عبوسا |
وإذا أعقب النحوس سعوداً | للفتى أتبع السعود نحوسا |
وهي تعطي الخسيسَ حظاً نفيساً | ثم تعطي النفيس حظّاً خسيسا |
فترى الفاضل الأديب أخا الفهم | على عظم قدره منحوسا |
دهرنا والدٌ ونحن بنوه | فأت في حبّه لنا التنفيسا |
قسمَ الحظ في بنيه بجور | فبذا أصبح المروسُ رئيسا |
جعلَ العلمَ والفطانة فينا | والنهيُّ والحجى الجليل النفيسا |
ظاهر القَسم فيه جورٌ وفي البا | طنِ عدلٌ بجانب التاليسا |
فاستعن في الأمور بالله واصبر | إن ذا الفضل لا يكون بؤوسا |
ولقد قلتُ للزمان مقالاً | حين أكدى وعاد جدباً بئيسا |
أيهذا الزمانُ إن كنت صخراً | فبكلتا يديّ آية ُ موسى |
ولئن كنتَ ناكلاً بكريم | فمعي من حذاقة ٍ طبُّ عيسى |
إن لي يا أبا الحسين فؤاداً | فارغاً من هوى الورى منكوسا |
وهو ملآن منك ودّاً مصفى | قد نفى المذق عنهُ والتدليسا |
أنت في المجد والمعالي يتيمٌ | قد غدا مجدها عليك حبيسا |
من يناويكم وأنتم أناسٌ | لم تزالوا على النجوم جلوسا |
وإذا ناقصٌ أرادك بالنقص | ثنى المجد رأيهُ منكوسا |
صغُرَ الناسُ في زمانك وازددت | علاءً وسؤدداً قدموسا |
وأتاك المديحُ يختال مهرا | ولقد رُمته فكان شموسا |
هذه مدحة ٌ بوصفك تعلو | كلَّ مدح فقد غدا مطموسا |
هاكها كالعروس في الزّيّ تجلى | من جمال بها تفوقُ العروسا |
لفظها يترك الطّروس رياضاً | وسوى لفظها يشين الطروسا |
فتخال البيوتَ منها بروجاً | والمعاني أهلّة ً وشموسا |