حيينا فإنا في رضى حبهم متنا
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
حيينا فإنا في رضى حبهم متنا | وصح لقانا بالغيوب فما غبنا |
وقلنا وقد جاء البشير فبشرنا | أحبتنا صدّوا وقد علموا أنا |
متى ما بعدنا عن جنابهمُ عدنا | |
بعدنا عياناً والقلوب على المنى | منى القلب لا تخلوا لديها من الجنا |
فيا حبذا الأحباب والبين بيننا | منعنا جناهم فاغتذينا بأننا |
مدى الدهر ما لذنا بغير ولا عذنا | |
لهم نعم ملء الأيادي مباحة ٌ | لها راحتا جود وللبحرراحة ٌ |
و مهما عرتنا من صدود إجاحة ٌ | لنا برحاء القرب في البعد راحة ٌ |
و قد مسنا ضر فكيف ولو أنا | |
سقى جفني البسام سفح المقطم | وحام عليها نوء دمع ومهزم |
فكم في حماهم من شجي القلب مغرم | وكم في ذراهم من مشوق متيم |
يود دنو الحين منه اذا حنا | |
و كم مستهام صادح بحنينه | دفين الاسى يبكي لأجل دفينه |
و كم ذي بكى يروي عن ابن معينه | وكم ذي سقامٍ شعر بأنينه |
و ما شعروا من ضعفه أنه أنا | |
و كم ثم من أغصان غيد ثنيننا | إلى العهد لا تلوي من الوعد بيننا |
و رب ظباً عارضننا ورميننا | وأعين عين رعننا ورعيننا |
بما أخذت منا وما صرفت عنا | |
علون وأظهرن الجمال مثابة | تخال لها عند الشموس قرابة |
و لم تبق من أرواح قوم صبابة | تجافيننا حتى فتنا صبابة |
و لا طفننا حتى سلمنا وما كدنا | |
يجن سواد الليل لي بعد قربكم | ويضحى نهاري باسماً عند عتبكم |
فلله ليل ما أجن لصبكم | سلوا إن شككتم في جنوني بحبكم |
نهاري إذا أضحى وليلي إذا جنى | |
نهاري بأخبار الرضا يتبسم | وليلي الى روح الرجا يتنسم |
و جوهر روحي منكم يتقسم | تبشرني الألطاف بالقرب منكم |
فصدري ما أفضى وعيشي ما أهنا | |
و ما أحسن الدنيا نعيماً ومنسكاً | بدولة سلطان محا شكوَ من شكا |
بمطلب جود لم يخف منه مهلكاً | فسهل للدنيا وللدين مسلكا |
و أسبل أذيال النجاح فأسبلنا | |
فيارب أيد دولة الملك الذي | روى حسن الأوصاف عن عرفها الشذي |
لقد أخذت في ملكها خير مأخذ | بسهمي ثناء أو دعاءٍ منفذ |
ترى الفوز منه قاب قوسين أو أدنى | |
مليك وجدنا بابه الرحب معدنا | لكسب الثنا والأجر والملك موطنا |
فجاء الرجا من كل ناحية بنا | وفاضت بحور الشعر بالمدح والهنا |
على بابه حتى سبَحنا وسبّحنا | |
وزدنا به من رائق العيش صفوه | وجّوز من بعد التحرّج زهوه |
و لما رأينا الجد بالجود لهوه | ركبنا المطايا والسوانح نحوه |
فيا بحر قد صارت سوابحنا سفناً | |
جرين بنا كالسفن جري السوابح | إلى باب قصرٍ سافر النجح سافح |
سوائر من غاد اليه ورائح | عمرنا وعمّرنا بيوت المدائح |
فلله حسنى ما عمَرنا وعمّرنا | |
مليك له في اسم وفعل بنصره | عوائد من سّر الجميل وجهره |
و لما نصرنا في الحروب بذكره | قصرنا على كسب الغنى باب قصره |
فيا حبذا القصر المشيد والمغنى | |
لنا ملك قد كمل الله فضله | فخوله ملك البسيطة كله |
بجد وجمع جمّع الفضل شمله | هو البحر إلا أننا سمكٌ له |
بلقياه نحيى أو بفرقته نفنى | |
مباديه في العلياء غايات من مضى | من الحائزين الملك يعنو له القضا |
له صارم عزم وحزم قد انتضى | فكم حاكم بالعدل في وصفه رضا |
و كم معرب يبني وكم شرف يبنى | |
يحق لشعري أن يطيش نباته | سروراً بسلطان وفت لي صلاته |
و مدح تسامت كل يوم رواته | إلى روض قول باكرت زهراته |
و أعذره لو طاش والانس والجنا | |
لذكرك يا أوفى الملوك الأكارم | عفا طلل من ذكر معنٍ وحاتم |
كأنك عنهم قد ختمت بخاتم | فحاتم طيّ ما له بشر باسم |
و معن فلا لفظ يحس ولا معنى | |
لعمري لو كانوا نجوماً ترفعت | وأحملها ضوء الصباح فأقلعت |
ممدحة يوم النوال تورعت | وكانوا بحارا في زمان توزعت |
ندامى كأنا في أحاديثهم خضنا | |
إلى أن تجلت طلعة ناصرية | جلت دولة من ملكها قاهرية |
ملية أبيات العطا قادرية | وكان عطا معن القرى نادرية |
و أنت القرى أعطيت والكنز والمدنا | |
فلا زال للإسلام ملكاً وناصراً | وللمال والأعدا مبيداً وقاهراً |
ولازال كل الناس أصبح شاعراً | يقيم لوزني شعره البر وافراً |
و ما كان ذو وفر يقيم له وزنا | |
و حقك لا أنسى ببابك ثروتي | مرتبة في حال ضعفي وقوتي |
و لا قلت ما قال ابن جرح لعسرتي | أذو صنعة فاستخدموني لصنعتي |
برزقي وإلا فارزقوني مع الزمنى |