ما للندى لا يلبي صوت داعيه
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
ما للندى لا يلبي صوت داعيه | أظن أن ابن شاد قام ناعيه |
ما للرجاء قد اشتدت مذاهبه | ما للزمان قد اسودّت نواحيه |
مالي أرى الملك قد فضَّت مواقفه | مالي أرى الوفد قد فاضت مآقيه |
نعى المؤيد ناعيه فيا أسفي | للغيث كيف غدت عنا غواديه |
واروعتا لصباح عند رؤيته | أظنّ أن صباح الحشر ثانيه |
واحسرتاه لنظمي في مدائحه | كيف استحال لنظمي في مراثيه |
أبكيه بالدر من جفني ومن كلمي | والبحر أحسن ما بالدر أبكيه |
أروي بدمعي ثرى ملك له شيم | قد كان يذكرها الصادي فترويه |
أذيل ماء جفوني بعده أسفاً | لماء وجهي الذي قد كان يحميه |
جاد من الدمع لا ينفك يطلقه | من كان يطلق بالإنعام جاديه |
و مهجة كلما فاهت بلوعتها | قالت رزية مولاها لها إيه |
ليت المؤيد لا زالت عوارفه | فزاد قلب المعنى في تلظيه |
ليت الحمام حبا الأيام موهبة | فكان يفني بني الدنيا ويبقيه |
ليت الاصاغر تفدى الأكبرون بها | فكانت الشهب في الآفاق تفديه |
أعزز علي بأن ألقى عوارفه | ملىء الزمان واني لا ألاقيه |
أعزز علي بأن تبلى شمائله | تحت التراب وماتبلى أياديه |
أعزز علي بأن ترعى النجوم على | سرح من الملك قد خلاه راعيه |
هلاّ بغير عماد الدين حادثة | ألقت رداه وأوهت من مبانيه |
هلا ثنى الدهر غرباً عن محاسنه | فكان كوكب سعدٍ في لياليه |
ترى درى الدهر مقدار الذي فقدت | من فيض أدمعه أحوال أهليه |
ترى درى الدهر ما معزى سماحته | فجاء مهجته في زيّ عافيه |
لا أعتب الزمن المودي بسيده | يكفيه ما قد تولى عنه يكفيه |
لهفي وهل نافعي لهفي على ملك | بات الغمام على الآفاق يبكيه |
لهفي وهل نافعي لهفي على ملك | كسى الزمان حداداً من دياجيه |
لهفي على الملك قد أهوت سناجقه | إلى التراب وقد حطت غواشيه |
لهفي على الخيل قد وفت صواهلها | حقَّ العزا فهو يشجيها وتشجيه |
لهفي على ذلك السلطان حين قضى | من الحمام عليه حكمُ قاضيه |
لهفي عليه لممتار ومطلب | بالمال يقريه أو بالعلم يقريه |
لهفي عليه لجود كان يعجبه | فيه الملام كأن اللوم يغريه |
ما خلف ابن علي من ذخائره | إلا ثناً أضحت الدنيا تواليه |
لهفي عليه لحلم كان يبسطه | على العفاة ومدح كان يجنيه |
كان المديح له عرساً بدولته | فأحسن الله للشعر العزا فيه |
كان الفقير اذا أمر الزمان بغى | عليه قام الى السلطان ينهيه |
كان المؤيد في يومي ندى وردى | غيثاً لراجيه أو غوثاً للاجيه |
تروى صحاح القضايا عن براعته | والنصر في الحرب يروي عن عواليه |
من للعلوم وللأعلام ينشرها | و للوغى ورداء الخوف يطويه |
من للكسير من الأهوال يجبره | وللطريد من الأيام يؤويه |
من للتصانيف أمثال الكواكب في | ليل المداد لساري الفكر يهديه |
مضى وقد كان عضباً للزمان فيا | لهفي على مغمد في الترب ماضيه |
لو أمكن الصبر عنه ما أنست به | فكيف والحزن من أحشاي ينعيه |
آهاً لأحمر دمع بعد أشهبه | أجراه حتى لقد أفناه مجريه |
أفنى المؤيد تبر الدمع من بصري | وتلك عادته في التبر يفنيه |
كيف السلو وحولي من صنائعه | ما يمنع الصخر من أدنى تسليه |
هذي حماة أغص الهم واديها | وطاوع الخزن فيه دمع عاصيه |
كأنه استشعر الأحزان من قدم | فللنواعير نوح في نواحيه |
هذي المنازل والدنيا معطلة | كأنها اللفظ خالٍ من معانيه |
جاد الحيا قبره الزاكي فلا برحت | سحائب العفو والرضوان تسقيه |
نعم السحائب تسقي صوب وابلها | نعم الضريح ونعم المرء ثاويه |
مهنأ بجنان الخلد دانية | ونحن نصلى بنار من تنائيه |
من كان يتعب في المعروف راحته | فهو المهنى بترحيب وترفيه |
يا آل أيوب صبراً إن إرثكمو | من اسم أيوب صبر كان ينجيه |
هي المنايا على الأقوام دائرة | كلٌّ سيأتيه منها دورُ ساقيه |
هي المقادير هذا الأصل تنزعه | بعد النمو وهذا الفرع تنميه |
كأنني بسليل المكرمات وقد | سعى بحق تراث الملك ساعيه |
محمد وهو اسم عنه مشتهر | ولي بعه بيت اسماعيل ينشيه |
يا ناصر الدين أنت الملك قد قرأت | علائم الملك فيه عين رائيه |
و من أبيك تعلمت الثبات فما | تحتاج تذكر أمراً أنت تدريه |
لا تخش بيتك أن يلوي الزمان به | فإن للبيت رباً سوف يحميه |