مدمعٌ سائلٌ لغير رحيمِ
مدة
قراءة القصيدة :
3 دقائق
.
مدمعٌ سائلٌ لغير رحيمِ | واعنائي من سائل محروم |
ونثار من البكى مستفاض | في الهوى من لقاء ثغرٍ نظيم |
صادقَ الخد واستحمّ به الجس | م فآهاً من الصديق الحميم |
ليت شعري أهكذا كلّ صبّ | أم كذا حال حظيَ المقسوم |
يجرح القلب وهو عدل عن الح | ب ويقضي الغرام وهو غريمي |
حربي من مهفهف القد ألمى | أوقع القلب في العذاب الأليم |
قائم الخصرقاعد الدف أمري | فيه ما بين مقعدٍ ومقيم |
وعده مثل خصره من جفاءٍ | باطني يقول بالمعدوم |
لي على روض خده كل يومٍ | أدمعٌ مستهلة ٌ كالغيوم |
لا تلم عاشقاً بكى بعد روضٍ | كبكاء الوليد بعد نسيم |
حطّم الوجد ركن دمعي وطافت | لوعتي بين زمزمٍ والحطيم |
ورمتني من العيون سهامٌ | ذات نصل كما ترى مسموم |
بين مرئى فم وطرة شعر | فهي لاشك بين سين وميم |
يالها من سهام لحظ كستني | برد سقم محرر التسهيم |
و فم بارد المراشف لكن | كبدي منه في سواء الجحيم |
برخيم الألفاظ صير حظي | مثل حظ الاسماء بالترخيم |
ودجى طرة تسلمت القل | ب فأمسى منها بليل السليم |
ذات صدغ دناله مسك خال | فحسبناه نقطة تحت جيم |
و رقيم من العذار ثناني | ساهراً طول ليلتي بالرقيم |
خط ريحانه على ماء خد | كاد يجري في نضرة ونعيم |
ما تذكرت ذا وهذاك إلا | بت بين المشروب والمشموم |
رب ليل قد همت فيه بظبي | قربه لي أشهى من التهويم |
باللمى والطلا سعى فسقاني | من كلا الساعيين بالخرطوم |
حيث وجه الزمان عندي هش | ونبات الشباب غير هشيم |
يا زمان الصبا سقتك الغوادي | أين كأسي وروضتي ونديمي |
عن جمال الوجوه قصر شجوي | وثنائي يهوى جمال العلوم |
سيدٌ وابن سيدٍ هام حمدي | فيهما بالكريم وابن الكريم |
و إمامٌ محرابُ أفكاره الطر | س وكل الأنام مثل الأميم |
بشروا بيته الذي طال قدراً | بغلام في العالمين عليم |
ذو كلام تجمع الجوهر الفا | خرّ فيه وذلّ قدر اليتيم |
أين عبد الحميد من نثره الجز | ل الذي كساه ثوب الذميم |
أين نظم السعيد منه ومن قو | ة ما خطه ابن العديم |
ذاك خط أغضى ابن مقلة عنه | يوم فخرٍ اغضاء غير حليم |
زاحف بين أسطر وطروس | لسطا عسكرين زنجٍ وروم |
صغت لي من حلاك يا ابن علي | طوق مجدٍ على الفخار مقيم |
و أدارت يمناك لي كأس درج | كان فيها المزاج من تسنيم |
يلتقيها لفظ المصلين عجباً | ويمدون راحة التسليم |
ليس فيها عيبٌ سوى أنني بال | عجز عنها شكوت شكوى الظليم |
حين ولى زمان لفظي وجفت | أيكتي وانثنى هبوب نسيمي |
و رأيت الألفاظ أولاد فكر | نفرتها عني وجوه همومي |
فغدا الفكر في التغابن عجزاً | وهيَ عنه في غاية التحريم |
نقصت قوتي عن المدح فاصفح | في نظامي عن خجلة التتميم |
واكتم السر عن معائب فاهت | فسروري في سرها المكتوم |