رمى حشايَ ويا شوقي الى الرامي
مدة
قراءة القصيدة :
5 دقائق
.
رمى حشايَ ويا شوقي الى الرامي | لحظٌ برامة من ألحاظ آرام |
رهنت في الحبّ نومي عند ناظره | لما اقترضت لجسمي منه أسقامي |
أفدي الذي كنت عنه كاتماً شجني | حتى وشى نبت خدّيه بنمام |
ممنع الوصل كم حالمت من شغفٍ | عدايَ فيه وكم عاديت أحلامي |
ظلمت خدّيه بالألحاظ أجرحها | وحسن خدّيه ظلاّم لظلاّم |
وما لبست به من أدمعي خلعاً | الاّ ووشيُ دمي فيها كأعلام |
يا ليت شعري وقلبي فيه ممتحنٌ | ما ذا على عذلي فيع ولوامي |
لا تخش من عاذلٍ قد جا يحاورني | يا سالبي في الهوى حلمي وأحلامي |
وحقّ عينيك مالي في محبتها | سمعٌ لعين ولا ذالٍ ولا لام |
ولا لفكري من شمسٍ ومن قمر | سوى جبيني في صبحي وإظلامي |
سقياً لمعهد أنسٍ كان يسند لي | بوجهه الطلق عن بشر ابن بسام |
حيث النسيم يجر الذيل من طربٍ | والزهر يرقص من عجبٍ بأكمام |
والنهر طرسٌ تخط الريح أسطره | والقطر يتبع ما خطّت بإعجام |
والكأس في يد ساقيها مصورة | تضيء من حول كسرى ضوء بهرام |
قد أسرجت وعدت للهم ملجمة | فهي الكميت باسراجٍ وإلجام |
أنشئ بها العيش ينمو من محاسنه | ما ليس يحصره الناشي ولا النامي |
وأجتلي كأسها والشمس ما جليت | و لا ترشف منها الشرق في جام |
شهور وصلٍ كساعاتٍ قد انقرضت | بمن أحب وأعوامٌ كأيام |
ولّت كأني منها كنت في سنة ٍ | ثم انبرت ليَ أيامٌ كأعوام |
مقلقلاُ بيد الأيام مضطرباً | كأنما استسقت مني بأزلام |
قد حرَّمت حالتي طيب الحياة بها | كأن طيبَ حياتي طيبُ إحرام |
هي المقادير لا تنفكّ مقدمة | وللحجى خطراتٌ ذات إحجام |
أما ولي حالة ٌ عن مرّة ٍ نقلت | لأنقلن بها عن عزمِ همّام |
وربّ شائمة عزمي ومرتحلي | الى حمى مصر أشكو جفوة الشام |
قالت وراءك أطفالٌ فقلت لها | نعم ونعمى ابن فضل الله قدَّامي |
لولاعليّ ابن فضل الله ما استبقت | سفائن العيس في لجّ الفلا الطامي |
لعاقد خنصر المدَّاح يوم ثنا | وموضح الجود فيهم بعد إبهام |
ربّ السيادة في إرثٍ ومكتسبٍ | فيالها ذات أنواعٍ وأقسام |
سد ياعلي بن يحيى كيف شئت فما | في فرعك المجتنى والأصل من ذام |
وارفع الى عمرٍ إسناد بيتك في | فضلٍ وفصلٍ وتقديمٍ وإقدام |
بيت تسامى الى الفاروق منصبه | فكاتبته العلى بالمنصب السامي |
منظم طاب حتى تمّ مفخره | فكم الى طيب يعزى وتمّام |
إسم حروف المعالي فيه واضحة | وكل عالٍ سواكم حرف إدغام |
لو طاولتكم نجوم الأفق ما بلغت | قوادم النسر منكم ترب أقدام |
بأول الحال منكم أو بآخره | يراكم الله تأييداً لإسلام |
إما بأرماح أقلامٍ لكم عرفت | لياقة الحدّ أو إرماح أقلام |
تحمون سرح الهدى بدأً ومختتماً | وتنهضون بإنعام وإرغام |
منكم عليٌّ نماه للعلى عمرٌ | فحبذا ثمرات المغرس النامي |
ندبٌ سما وحمت ملكاً براعته | فذاً له الناس من سامٍ ومن حام |
محسّن الخلق والأخلاق تألفه | عقائل الفضل عن وجدٍ وتهيام |
من أجل ما عقد المّداح خنصرهم | عليه ميز من جلي نجا تام |
لا عيب فيه سوى علياء حالته | عن صف ما شئت من عيٍّ وإفحام |
تدري سرائر نجوانا عوارفه | إما بصائب فكرٍ أو بإلهام |
لو أن للبحر جزأً من مكارمه | ألقى على الطرق دراً موجه الطامي |
جارى حياه بحار الأرض يوم ندى | ويوم علم فروّى غلة الظامي |
فالبحر يزبد من غيظٍ يخامره | والبرق يضحك من عجز الحيا الهامي |
والعدل يغمض جفن السيف في دعة | من بعد ما كان جفناً دمعه دامي |
أما الملوك فقد أغنى ممالكها | تصميم منطقة عن حد صمصام |
ذو اللفظ علّمت المصغي فصاحته | قول المدائح فيه ذات إحكام |
فلو مزجتَ أباريق المدام به | ما رجعت صوتَ فأفاءٍ وتمتام |
يا فاضلاً لو رنت عين العماد له | لبات يخفق رعباً برقه الشامي |
غطّى ثناك على عبد الرحيم فما | ترنو لأنجمه أبصار أفهام |
وقدج طوى نظمك الطائيّ منهزماً | لما برزت بأطراسٍ كأعلام |
ليخبر الملك في مناك عن قلمٍ | صان الأقاليم عن تخبير مستام |
أشدّ من ألف في الكفّ يكرع من | نون وأمنع يوم الروع من لام |
تغاير الوصف في يوم العطاء به | والناس ما بين مطعانٍ ومطعام |
وراثة لك يا ابن السابثقين علاً | في بثّ مكرمة ٍ أو حسم آلام |
كأن أهل العلى جسمٌ ذووك له | هامٌ وأنت يمين العين في الهام |
ان كنت في الوقت قد أوفيت آخرهم | فانك العيد وافى آخر العام |
شكراً لأوقات عدلٍ قد أنمت بها | عين الرعايا فهم في طيب أحلام |
وأنجمٍ خدمت علياك فهي اذاً | نعم الجواري التي تدعى بخدّام |
أبحت يا صاحب السرّ النوال وقد | منعت ما خيف من ظلمٍ وإظلام |
وأنجدتنا على الأمداح منك لهى ً | الى الورى ذات إنجاد وإتهام |
خذها منظمة الأسلاك معجزة | بالجوهر الفرد فيها كلّ نظّام |
مصرية من بيوت الفضل ما عرفت | فيها بنسبة جزارٍ وحمَّام |
أنت الذي أنقذتني من يدي عدمي | آلاؤه ومحت بالبرّ إعدامي |
فعش مع الدهر لا إبرام في سبب | لما نقضت ولا نقضٌ لابرام |
ودم لحمدٍ وآلاءٍ ملأت بها | جهاتي الست من جاهٍ وإنعام |
فواضل عن يميني والشمال ومن | فوقي وتحتي ومن خلفي وقدّامي |