مابت فيك بدمع عيني أشرق
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
مابت فيك بدمع عيني أشرق | إلا وأنت من الغزالة أشرق |
يا من تحكم في الجوارح حسنه | فالقلب يؤسر والمدامع تطلق |
أنفقت عيني في البكاء وحبذا | عينٌ على مرآى جمالك تنفق |
وأخافني فيك العذول ومادرى | إني لجودك في الهوى أتشوق |
قسماً بمن جعل الأسى بك لذة ً | والدمع راحة من يحبّ ويعشق |
إن العذول هو الغني وأن من | يفني عليك حياته لموفق |
لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ | وسهام سحر من جفونك ترشق |
يمتار من دمعي عليك ذوو البكا | فاعجب له من سائلٍ يتصدق |
ولقد سقيت بكأس فيك مدامة | في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا |
وضممت من عطفيك غصن ملاحة ٍ | بالحلي يزهر والغلائل تورق |
وقرأت في خديك بعد تأمل | خطًّا به حبّ القلوب معلق |
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى | حظي عليه وهو رزق ضيق |
ونعمت باللذات وهي جديدة ٌ | ولبست ضوءَ الراح وهو معتّق |
في ليل أفراح كأنّ هلاله | للشرب ما بين الندامى زورق |
يا حبذا ليلٌ نبيع به الكرى | لكننا لا عن رضى نتفرق |
حيث الشباب الى المسرة راكض | لا يستقر وطالبٌ لا يرفق |
سقياً لأوقات الشبيبة إنها | أوفى لمطلب السرور وأوفق |
ما سرني أنّ الكميت تحثها | نحوي السقاة وأن فودي أبلق |
عني بكأسك يا نديم فإن لي | جفناً مدامعه أرقّ وأروق |
زال الصبا ونأى الحبيب فعادني | أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق |
وكأنّ عيني راحة ٌ ملكية | حلف النوال بأنها لاتطبق |
نشأ النوال الأفضلي فلم نسل | في الأفق هل نشأ الغمام المغدق |
إن كان في الكرماء رسل سماحة ٍ | فمحمدٌ منها الأخير الأسبق |
ملك أقام على حماه وذكرهُ | بالمكرمات مغرّبٌ ومشرق |
ماضره والفعل فعل باهر | طلب السهى والاصل أصلٌ معرق |
من أسرة تقوية حظ الأولى | يوم الفخار لقهرها أن يتقوا |
النجم بعض ديارهم فلينزلوا | والنجم بعض حدودهم فليرتقوا |
إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا | أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا |
إن يفن ماضيهم على سنن الردى | فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا |
الأرض واسعة بجدوى ملكهم | والعدل في أيامه متوثق |
ملأت موافقة القلوب مهابة | فالقلب قبل الطرف فيها مطرق |
وكأنما صور الوقوف أمامه | صور الدمى فمواثل لا تنطق |
سارٍ على منهاج اسرة بيته | ترجو البرية حالتيه وتفرق |
لا عيب فيه سوى عزائم قصرت | عنها الكواكب وهي بعد تحلق |
وندى تتابع وفده حتى اشتكت | نفحات أنعمه الفلا والاينق |
فياض سيب حين يزهى مجلس | وخضيب سيف حين يعرو فيلق |
تلقاه بين مهابة ولطافة | كالسيف فيه مضاً وفيه رونق |
وتراه من لمع الاسنة سافراً | كالبدر بين كواكب تتألق |
حيث الغضا بين السلاح كأنه | لجّ تحقق بنده يترقرق |
والطير تقربها الظبا فمن السماء | والارض تغشاه الضيوف وتطرق |
يا أيها الملك المكمل فضله | وقيت من حدقٍ اليك تحدق |
وبقيت للمداح تجلب عيسهم | جلباً بغير بلادكم لا ينفق |
اذكرتنا زمن المؤيد لا غدت | مثواه باكية الغمام تشهّق |
حتى تجربه ذيول حديقة | أكمامها بيد النسيم تفتق |
علياك علياه وخلقك خلقه | فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق |
وقدوم عيد كان من طرب الى | لقياك تخترق الصيام وتسبق |
وبديعة كالروض الا أنها | تجلى بجارحة السماع وتعشق |
نظمتها عقداً لمثل مثاله | في النظم شاب من الوليد المفرق |
وتلوت قاف معوذاً من قافها | خوفاً عليه من النواظر أشفق |
لا فضل لي فيها وبحرك قاذف | درر الصفات تقول للخلق انفقوا |
من عش بيتك قد درجت وطار لي | في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق |
وبكم علمت من القريض صناعة | ما كنت لولاكم بها أتعلق |
لكم الولا مني لأن نداكم | من كلّ حادثة ٍ له في معتق |