يحير الغصن بين اللين والهيف
مدة
قراءة القصيدة :
10 دقائق
.
يحير الغصن بين اللين والهيف | ويفضح الظبي بعد الجيد والعطف |
أغنّ لم يبق مرأى حسنه بشراً | خال من الوجد يلحاني على شغفي |
يا حبذا البدر حاز التم أجمعه | وزاد في مهج العشاق بالكلف |
غزال رملٍ ولكن غير ملتفتٍ | و غصنُ بانٍ ولكن غير منعطف |
يشكو السقام إلى أجفانه جسدي | فاعجب له دنفاً يشكوا إلى دنف |
متى يحقق وعداً من تواصله | و المنع ينظر من وجه إليَّ خفي |
في الخدّ لامٌ وفي عطف الصبا الف | و آلة المنع بين اللام والألف |
هلاّ سوى سحر ألفاظ تلفت به | فكان في قصد موسى مانعٌ تلفى |
مشير ملك تجلى رأيه فسطا | بالخصب يطو بياض الصبح في السدف |
فاق البرية في عدل ومعرفة | فليس عن رتب العلياء بمنصرف |
سجية في اقتضاء الحمد ناشئة ٌ | على الندى والسدى والمجد والشرف |
وهمه دبر الاسلام كافلها | تدبير متصف بالحقّ منتصف |
يا جائل الطرف في السادات منتقداً | ها قد وصلت الى أزكاهم فقف |
وقد وجدتَ معاني الفضل باهرة ً | فان قدرت على أوصافها فصف |
دار الثناء على القطب الذي اتفقت | فيه العقول فلا قول بمختلف |
لا تبغِ منزل فضلٍ بعد منزله | من حلّ طيبة َ لم يحتج الى النجف |
من معشرٍ نجب ما زال مجدهمُ | يوصي به السلف الماضي الى الخلف |
شاد المعالي بنوا خاقان واجتمعوا | في واحدٍ بمعاني البيت مكتنف |
قد قدمته على السادات همته | في الفضل تقديم بسم الله في الصحف |
كافي الجيوش بآراء مناضلة ٍ | تكاد ترعد منها أنفسُ النطف |
فلا جناحٌ بمنهاضٍ اذا عضدت | من جانبيه ولا قلبٌ بمرتجف |
في كفه قلمٌ كالسيف منتصبٌ | لكنه لبني الآداب كالهدف |
جارٍ بكف سهيلي العلى فلذا | كم في المهمات من روضٍ له أنف |
أمل عطاياه واستعرض فضائله | فما يرد جناه كف مقتطف |
وشم بعينك في الدنيا محاسنه | اذا دلفت ودعنا من أبي دلف |
قالوا أفي بأسه أم في سماحته | فقلت في ذا على رغم الحسود وفي |
يا من تحملت في أبوابه نعماً | لاعيب فيها سوى أن أثقلت كتفي |
تهنّ بالمنصب الميمون طائره | واقبل لدستك يا موسى ولا تخف |
واغفر جناية أيامٍ قد اعتذرت | وابشر بسعدٍ على الأيام مؤتلف |
الله يعلم فيما أنت واجده | ونور حظي من بشري ومن أسفي |
لي في جنابك برجٌ غير منقلبٍ | اذا التجأت ونجمٌ غير منكسف |
ففي ولائك توكيدي اذا اختلفت | حالُ امرىء ٍ والى علياك منعطفي |
حلفت أنك معدوم النظير فما | راجعت فكري وما استثنيت في حلفي |
بستان حسن لا عدمت قطافهُ | لثما يسلفني السرور سلافهُ |
يختال في مرح الشباب كأنما | هزت حمائم حليه أعطافهُ |
في وصفه الأغزال خص مديحها | ملك البسيطة لا تريد خلافهُ |
الناصر بن الناصر بن قلاون الم | نصور جانس نصره أسلافهُ |
خضعت لعزته الملوك وأذعنت | لأغر أمّله الزمان وخافهُ |
خدمته حتى أنجم مريخها | لو عاد كسرى ظنه سيافهُ |
ولو أن ذا الاكتاف سابوراً عصى | أمراً لقطعت العصا أكتافهُ |
متع لواحظنا بحسنك ساعة ً | ودع النفوس تروح وهي توالف |
واجعل وعودك لي صدوداً قابلاً | فلقد أراك اذا وعدت تخالف |
ويلاه من ساج اللواحظ أهيف | مالي عليه سوى البكاء مساعف |
يوم الغنى يهواه عاماً كله | بالدمع شاتٍ والصبابة صائف |
سل خصره عن طول ليلة شعره | إن السقيم بطول ليل عارف |
أسفي للدراهم الحلبيا | ت فقد فرّحت حشايَ وطرفي |
أكلتني كفي عليها مرارا | وعليها أصبحت آكل كفي |
يا لها حالة تكدر عيشي | وزمان في وجه قصدي يصفي |
أقول لمن يتشكي الخطوب | ويحذر من موبقات الصروف |
عليك بأبواب سيف العلا | ملاذ الفقير وأمن المخوف |
تجد ظله جنة ً والجنان | بلا شك تحت ظلال السيوف |
هنئتها خلع السيادة والتقى | والبر والبركات والالطاف |
وبقيت ممدوح العلا عيناً لها | ألف الندى ولكل ملك كافي |
يا صاحب القلم الذي في بابه | عرف وعرف ندى بغير خلاف |
خليلي كفّا عني الشغل بالهوى | فعندي من فقد الصّبا شاغل كافي |
صفا لون شيبي ثم كدر عيشتي | فيا عجباً للشيب من كدرٍ صافي |
ومرخى على الاكتاف يضحك من يرى | فأواه من شيب يقطع أكتافي |
جاء بالخصب الينا كافل | آمن في عدله كل مخوف |
فدمشق اليوم والدنيا معاً | في فنون للتهاني وصنوف |
جنة في ظل سيف قادم | وكذا الجنات في ظل السيوف |
قل للذي قد كنت معترفاً | من بحر أنعمه ومغترفا |
عجز اجتهاد الشكر عن منن | قدمتها عندي فيا أسفا |
ان كنت لا تسدي اليّ يداً | حتى أقوم بشكر ما سلفا |
وكنت اذا جفوتم أو كدرتم | أحن اليكمو أبداً وأصفو |
الى أن زرتمو فثنيت طرفي | وعلمني جفاكم كيف أجفو |
فما دمعي على العادات جارٍ | ولا قلبي على التبريج وقف |
بالجنك من مغنى دمشق حمائم | في دف أشجا تشوق بلطفها |
فاذا أشار لها الشجي بكأسه | غنت عليه بجنكها وبدفها |
أتى الملبسُ الصوفُ الذي قد بعثته | لجبريَ يا أندى الأنام وتشربفي |
فقابله الشكران شكر قصائدي | و سجعي والشكران من واجب الصوفي |
تغير بدر الدين بعد مودة ٍ | و حالت به الأيام عن ذلك الوفا |
و دل على أن الوداد مكلف | و لا عجب للبدر أن يتكلفا |
عندي غلام بعلم الحرف مشتغل | و أي حرف إلى الفحشاء منحرف |
أحكى الأنام لدالٍ في تفاجعه | و أنفق الناس من ميم على ألف |
خليلي كيف الصبر عن حب شادن | شهي اللمى ساجي للواحظ أهيف |
يحاول بدر التم تشبيه وجهه | فيحسنُ إلا أنه يتكلف |
هنئت بالعيد يا من يستضيئ به | في الناس حالي ومن بالحمد أعطفه |
الناس تعرف عيداً بالهلال اذا | وافى ولكنني بالبدر أعرفه |
فديت رئيساً عندنا من نواله | الوفٌ وصدٌ بعد ذاك خفيف |
فان يكن العقل الذي سآء واحداً | فافعاله اللآئي سررن ألوف |
يا رب فاتنة الجمال غريرة | تحمي ورأء أسنة وسيوف |
صغت الوعود لها صياغة ماهرٍ | و جمعت بين خلاخل وشنوف |
قاضي القضاة لك اتصال سلامة | ولحاسديك مساءة وتلاف |
ما كان في رجفان كفك منكر | فالبحر من أسمائه الرجاف |
مملوكة عندي رومية | كم نشفت رأسي وما من شفه |
بعثتها مع بعض شعري وقد | خلصت في الحالين من منشفه |
يا صاحباً أسعى إلى بابه | وأشتكي الفاقة والكلفه |
شهرك ذو القعدة فاهنأ به | وارحم من المملوك ذي الوقفه |
أمزق قلبي في هواك تحرّقا | وجفني تسهيداً وليتك تعرف |
ولي أسف بادٍ من الحزن انما | على مثل لقياك ابن يعقوب يوسف |
يا قريراً بالمنى يا سيدي | يا صديقاً للتهاني ألفا |
أن ايري يا لعقبى ايركم | كان ياءً ثم أمسى ألفا |
أرادت تضاهي حسنه وصفاته | بدورٌ وغزلانٌ فقلت لها قفي |
بعيشك يا غزلان لا تتعيبي | عليه ويا أقمار لا تتكلفي |
و لي صديق أرجفته مدحتي | وكالان ظني أنه لا يرتجف |
فقل له يابحر علمٍ وندى | أنا الذي لو جاء للبحر نشف |
خف خصر الحبيب ثم ابتلاني | بعذول يزيدني تعنيفا |
ليت لو كان في الملاح كمثلي | في هوى الخصر يؤثر التخفيفا |
لنون صدغك آية فتنت | بحسنها كل طامح الطرف |
يسبح الله حين يبصرها | فيا له عابداً على حرف |
أفنى التي تاجها وقامتها | كأنه همزة على ألف |
أذكر ثغراً لها فأسكر من | ورود خد لها فأرتع في |
قولاً لنور الدين عن خله | خلّ الجفا وارجع لذاك الوفا |
ياحجريّ الوصف من نسبة | حقاً لقد عاملتني بالصفا |
شكراً لأنعم مولانا التي فضلت | جهد الثناء فأبدي وجه معترف |
لو لم أكن للغنى أبغي تطلبها | طلبتها كونها نوعاً من الشرف |
يا سيدي دعوة من قولهُ | يا سيدي يوجب تشريفه |
حملت بالإحسان تثقيله | فاحمل باحسانك تخفيفه |
صيرت إيري واقفاً من شرطه | إثبات عشقي واطّراح مخالفي |
فليدر حسنك أن قلبي فيه قد | ثبتت صبابته بشرط الواقف |
بات انفي يشكو زكاماً وقد كا | ن التشكي من الحوادث يكفي |
أحمد الله لا أزال معنى ًّ | بأمور تأتي على رغم أنفي |
و دفّ أشجار سمعنا به | ناعورة مطربة الوصف |
لا غرو إن شبب نظم الورى | فيها قد غنّت على الدّف |
شافعي قل لمالكي أن في ن | ثرة سطرين منه للفقر صرفه |
أترى هل يحجّ فيٌ وفي ق | لبي جمار وعند حالي وقفه |
صرفت لجود تاج الدين قصدي | ولم أر بعد ذا عنه انصرافه |
فقيل لي القرافة أشغلته | وكم بنداه قيل لي الق رافه |
يا سيدي إن طاب وقت ولائنا | لفظاً ففي معناه منك تعسف |
أنا في المدبح أشبب الوصف الذي | أهدى وأنت على الجريح تذفف |
قاضي القضاة حبذا تكرمة | تنزه المملوك في صنوفها |
دراهم عن كلمات عددت | فأقبلت تجري على حروفها |
أترى يا سادة ً لي كلما | زدتهم في الود زادوا في الجفا |
هل كفى من فرط هجري ما جرى | وجرى من دمع عيني ماكفى |
رجلي وحالي لغير نافع | أصبح هذا لذا يخالف |
الرجل طول النهار تمشي | والحال طول النهار واقف |
قل ليراع الإمام شيخ شيوخ الو | قت ما حي الإعساروالحيف |
يا قلم العلم والبلاغة كن | شفيعَ آمالنا الى السيف |
علقته ساجي اللواحظ أهيفا | وبليتي ساجي اللواحظ أهيف |
قلبي الجريح مشبب بصفاته | في الحسن وهو على الجريح يذفف |
يقول لي امرؤ كتَّاب مصر | بأخبار لها وقت منيف |
فهل عجزا احتيالك أن تهيئ | لهم خبزاً فقلت ولا رغيف |
ألا رب أحباب شغلت بحبهم | زمان إلى أن غيروا بيننا الصفة |
فسليت قلبي من يديهم وعنهمو | ونشفت دمعي من هواهم بمنشفه |
حملت الي شخصي الحباب وكاد من | أذى البرد لا من زهرة يتقصف |
و كنت بفقري لا بعتقي أشتكي | وأعجز عن حمل القميص وأضعف |