لئن ضاع مثلي عند مثلك انني
مدة
قراءة القصيدة :
12 دقائق
.
لئن ضاع مثلي عند مثلك انني | لعمر المعالي عند أضيع |
متى تنجع الشكوى اذا أنا لم أجد | لديك اعتنآءً غير أنك تسمع |
و ما كان صعباً لو مننت بلفظة | ترد بها عني الخطوب وتردع |
و قلت امرؤ للشكر والأجر قابلٌ | و للبرّ فيه والصنيعة موضع |
و مغترب عن قومه ودياره | أساعده والله يعطي ويمنع |
سأصبر حتى تنتهي مدة الجفا | و ما الصبر الا بعض ما أتجرع |
عسى ظلمة الحي التي قد تعرضت | سحابة صيفٍ عن قريب تقشع |
على أنني راضٍ بما أنا صانع | وصول الولا لو أنني أتقطع |
حبست لضيق الرزق حبس حمامة | فها أنا فيكم بالمدائح أسجع |
و أصبح فكري كالعبير سواده | إذا نفحته جذوة ٌ يتضوع |
شاب فود الصب حزناً مثل ما | همَّ بالهجر حبيب ودعه |
يالشيب عم وجهاً فبكى | كيف لا يبكي لشيب قنعه |
يا لقلبٍ مودع سر الأسى | ودّع الصبّ وماذا أودعه |
يا عليَّا لست أنسى بره | و هو لا ينسى مديحاً يسمعه |
سيدي كن غوثَ ألفاظي فقد | أصبحوا من شامهم في مضيعه |
حسرتي مع اذ ومع ذا فأنا | معهمُ مع بعدهم في معمه |
غير أني قائل قولَ فتى | كضّه صدّ فأبدى جزعه |
لا تهني بعد ما أكرمتني | فشديدٌ عادة ٌ منتزعه |
و ابق ذا الفضلين فضلاً حازه | وارث العليا وفضلاً جمعه |
واهنَ بالعيد وألفٍ مثله | في سناءٍ أو هناءٍ أودعه |
قل لوزير الملك يا من له | عزائم مثل الظُّبا تقطع |
يا زارعاً مني النبات الذي | يعجب بالأمداح مع يزرع |
هنئتها ياسيدي خلعة ً | قلوب أعداك بها تخلع |
بيضاء كم ظرف عدى ً بيضت | حتى تمنى أنه يقلع |
من فوق خضراء سقى روضها | غيثُ أياديك التي تهمع |
قالت وقد راق لها منظرٌ | كالبدرِ من أزرارها يطلع |
زد كل يوم في العلى رفعة ً | و ليصنع الحاسد ما يصنع |
عش لعفاة ٍ طوقوا بالندى | فالكلّ في دوح الثا يسجع |
الدهر نحوي كما ينبغي | يدري الذي يخفض أو يرفع |
حلفت لها بالعاديات دموعي | و بالموريات النار وهي ضلوعي |
لئن كان من قد لامني غير مبصر | محاسنها إني لغيرُ سميع |
محجبة ٌ تفتر عن مبسمٍ كما | ينظم في أزكى الأنام بديعي |
فريد العلى والعلم والحلم والتقى | فيا لفريدٍ حائزٍ لجميع |
يضوع قريضي في الورى بامتداحه | و ما جوده لي في الورى بمضيع |
أصوغ بسيطاً في الثنا وكاملاً | على وافرٍ من جوده وسريع |
و لا عيبَ في احسانه غير أنني | شرهت فمالي وصف قنوع |
بشهر ربيعٍ قد أتيت مهنئاً | و كل زماني منه شهر ربيع |
فلا زال من خدام مدحي لفضله | صوابي ونجحي مقبلا وشفيعي |
كتم الحب جهده فأزاعه | مدمع زاد قسمه فأشاعه |
ليس لي من ذوي الملاحة الا الد | مع قامت به عليّ الشناعة |
أمرتني الاشجان أمر الندى لاب | ن عليّ فقلت سمعاً وطاعه |
دام قاضي القضاة بحر علوم | وندى عمّ سنّة وجماعة |
من هبات الوهاب في الخلق تبقى | طول دهر وفي العدى سم ساعه |
ليس فيه عيب سوى فرط جود | قد نهانا عن مستحب القناعة |
علمتنا نعماه وصف علاه | فلها الفضل بالغنى والبراعة |
لله طرف غداة البين قد همعا | وحملته الليالي فوق ما وسعا |
بين السهاد وبين الدمع مقتسم | فيكم فما جف من شوق ولاهجعا |
يخادع الشوق طرفي عن مدامعه | أن الكريم اذا خادعته انخدعها |
ويقتضي الهم تسهادي فيا حرباً | من قاتلين على انسانيَ اجتمعا |
سحقاً ليوم النوى ماذا رمى بصري | حتى استهل وماذا بالحشا صنعا |
وقائل ماالذي أبكاك قلت له | شخص رمى بالنوى طرفي فقد دمعا |
قل للامام محمد | ذي الفضل والكرم المذاع |
يا صاحب القصد الجمي | ل يحف بالأمر المطاع |
حاشاك أن تنسى له ال | كتاب ذا حال مضاع |
في الطرس من فرجيّتي ال | بيضاء أكتب بالرّقاع |
ألا رب ذي ظلم كمنت لحربه | فأوقعه المقدار أيّ وقوع |
وماكان لي إلا سلاح تهجد | وأدعية لا تتقى بدروع |
وهيهات أن ينجو الظلوم وخلفه | سهامُ دعاءٍ من قسيّ ركوع |
مريشة بالهدب من جفن ساهر | منصلة أطرافها بدموع |
يفوت عياني مشهد من جمالكم | فيجمع طرفي والمدامع جامع |
هوى ً مطمعٌ إنسان عيني وإنما | تقطع أعناق الرجال المطامع |
بروحيَ من نظمت في خصرها الثنا | فرحت وفي لاشيءَ نظمي ضائع |
وأودعتها قلبي وصبريَ والكرى | وحكم الهوى أن لا تردّ الودائع |
أيا تاجَ دين الله شكراً لأنعمٍ | أجبت بها راجيبك من قبل ما دعا |
وأبقيتها تستنطق الخلق بالثنا | وتشهد بالأجر الملائك أجمعا |
وإن قصرت عن بارع الحمد قدرتي | فو الله ما قصرت عن نافع الدعا |
لقد قنعت رجواي من قبل ما رأت | شهاب العلى والعلم في الشام يطلع |
فلما رأتك الآن اسفر وجهها | وأقسم لا والله لا تتقنع |
فما الغيث إلا من بنانك قطرة | وما الغيث من يمينك أصبع |
قل لوزير الملك يا من به | تروي بلاد الشام عن نافع |
حاشاك أن تروي البنات الذي | كم ارتوى من غيثك الهامع |
وحقّ إنعامك يا مالكي | مالي سوى عطفك من شافع |
هنئت بالأعوام تلبس بردها | متجددا ويماط عنك خليع |
في نعمة ٍ جزمت بأنك خافضٌ | قدرَ الحسود وقدرك المرفوع |
قد أعجبت فيها الشهور وأعشبت | للقاصدين فكلهن ربيع |
ناعورة ٌ نشأت على عهد الأسى | مثلي فما تنفك ذات توجع |
كانت قضيباً قبل ذلك يانعاً | في أيكة نبتت بإثرة موضع |
ناح الحمام بها وأبكاني الأسى | فتعلمت نوح الحمام وأدمعي |
وناعورة كانت قضيباً فأصبحت | الى القضيب شوقاً كالحمامة تسجع |
شكوت لها ضرّ الغرام وحالها | كحالي بكاءً أو حنيناً يرجع |
ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءة | يواسيك أو يسليك أو يتوجع |
أمين العلى والعلم هنئت حجة ً | وعوداً لديه الأجر والذكر أجمع |
وقصداً سعيداً لم تضع فيه ثروة | و ما ضاع إلا نشرها المتضوع |
تمتع مولانا بعمرة حجة ٍ | وها نحن في نعمائه نتمتع |
في كل يومٍ خلعة بدرية | طلعت بها الآمال أشرف مطلع |
قالت للابسها سعادة نطقه | قل يا محمد في الممالك أودع |
الفضل إرثك والمهابة والنهى | فافخر وأوقع بالعداة ووقع |
يا تاج دين الله كم نعمة ٍ | لنعمة ٍ بين الورى تتبع |
عش لعفاة طوقوا بالندى | فالكل في دوح الثنا يسجع |
عيشك والقدر كما ترتضي | يخفض هذاك وذا يرفع |
هنئت بالعيد السعيد وحبذا | لبقاء شملك بالهنا مجموع |
في رفعة وسعادة ما برّها | في الخلق مقطوع ولا ممنوع |
ولحالنا المكسور يدعو برك ال | منصوب يا من قدره المرفوع |
قاضي قضاة الدين دم في عليّ | لا تلحن الأيام في رفعها |
وانظر بنعماك الى حال ذي | ضرورة يعجز عن دفعها |
قد أدبر الصوم ولي مقلة | ما نظرت قط سوى دمعها |
عش مهناً بألف عام وعيدٍ | بين جزم من الأمور ورفع |
يا اماماً ان هان قدري فلي من | خمس بمناك عائدات بنفع |
حبذا عشرنا ويا حبذا الخم | س ولو أنها بنفع وصفع |
تتوارد المداح في أوصافكم | يا آل فضل الله نظماً مبدعاً |
مسكية الأقلام في أطراسها | بين القصائد سجداً أو ركعا |
ان قصرت في مدحة ٍ مع بذلها | جهداً فلا والله ما قصرَ الدعا |
أيا ملكاً فاق الكرام وفاتهم | أما آن تحظى لديك ذرائعي |
أيحسن بعدي عن بلادك بعد ما | عرفت بقول في صفاتك بارع |
وما أسفي أنّ الثواء يفوتني | ولكن لقدر عند غيرك ضائع |
أيا ملك الشجاعة والمعالي | ونشر العلم والحسب الرفيع |
قدومك هذه الأيام فيه | جناس مذكر كتب البديع |
كريمٌ ثم فضلٌ ثم شهرٌ | ربيع في ربيع في ربيع |
يا من تبينت السيادة أنه | في الناس ملء عيونها وسماعها |
ما بالوسائل فضل رأيك يقتضي | ان الشموس منيرة بطباعها |
قدمت أميرا في بني الدهر آمراً | على الدهر يصغي سامعاً ويطيع |
ولا عجب للشهر وافق مقدماً | فكل زمان في حماك ربيع |
وعيشك لولا سقم جسمي والبكى | لما كان سري في هواك بذائع |
لئن لم يسر في بحر شعري فقد سرى | بأشعار سقمي في بحور مدامعي |
يا ناصب القد عالي الحسن مرتفع | فالحب ما بين منصوب ومرفوع |
جوارحي وكتابي قد نهبتهما | ففي يديك على الحالين مجموعي |
سلت مهجة قد كان صدعها الاسى | فلا آخذ الله الاسى بصدوعها |
وعيناً على حالي بعاد وجفوة | عفا الله عما جرى من دموعها |
وقائلة لي بعد ما شاب مفرقي | وفكري في تيه الشبيبة يرتع |
أترجع عن لهو الصبا بملامة | فقلت ولا والله بالشيب أرجع |
وناعورة قسمت حسنها | على ناظر وعلى سامع |
وقد ضاع نشر الربى فاغتدت | تدور وتبكي على الضائع |
أحسن بها ناعورة في روضة | عن جعفر يروي الهناء ربيعها |
هذا وليس يعد موج دموعها | وتعد من فرط السقام ضلوعها |
نعتوك حقاً بالامام لما حوت | علياك من نسك وعلم بارع |
وأعنت أرباب المقاصد شافعاً | لهم فأهلا بالامام الشافع ي |
وزير التقى هل أنت في العشر عاطف | على فاقتي بين الورى وخضوعي |
وماالعشر الا العسر في كل حالة | ولكنني نقطته بدموعي |
ياسائلي عن حظ خطي وقد | أهملت في كتاب هذي البقاع |
معلومي الثلث ويا ليته | ورسميَ النسخ وثوبي الرقاع |
قد أفقرتني غيداء واصلة | فدمع عينيّ غير مقطوع |
وكنت أبكي من الغرام بها | فصرت أبكي منها من الجوع |
يا إمام التقى مضى ربع عامٍ | من وصولي ولم يصل ليَ ربع |
سنة إن غفلت عني فيها | كسرتني وكيف لا وهيَ سبع |
يا مديدَ النوال دعوة راجٍ | حثه جودك البسيطُ السريع |
لا نبالي ان قيل شهر جمادى | كل شهر براحتيك ربيع |
صحاب قصدنا عن لقاهم منافعاً | فلم نر شيئاً من وجوه المنافع |
رجا شافع نسج المودة بيننا | ولا خير في ودّ يكون بشافع |
اصبروا للرقاع أكتب فيها | كلّ يومٍ حوائجي وصداعي |
واحسبوا أنها كما حكم الده | ر عراة تسمى بذات الرقاع |
سيدي ان الذي أوصل لي | فقده من ظنه أن يمنعا |
سلم المعلوم شهراً واحداً | ثمّ ما سلم حتى ودّعا |
يا جاعل الجامع المعمور منتظراً | محاسناً منه في الأوصاف مبتدعه |
تركت للشوق حرًّا في جوانحنا | فلا خلا منك لا صفّ ولا جمعه |
صف مكرمات وزير مصر عزيزها | فالفخر ثم الفخر حيث يشاع |
فاذا حسبت فعنده القلم الذي | شهد الحساب بأنه نفّاع |
أكرم بأوقات لنا شمسية | ما ضرّ وفق زمانها تربيع |
عدلت وعدّلت الزمان فكلها | في المكرمات وفي الشهور ربيع |
بروحي مهاة تفضل الشمس مطلعاً | وتسكن أحشاء الأديب المروع |
وقد صرعت قلبي وشقته فاعجبوا | لبيت لها في الحالتين مصرّع |
ما انقطع المملوك عن ترداده | وأنت تدري أن ذاك ممتنع |
فالحمد لله على علمك يا | مولاي إني بشرٌ لا ينقطع |
ترى هل يبلغ المخدوم أني | لدى الكتاب في حالٍ مضاع |
أرجي درهم المعلوم ثلثاً | واكتب في ثيابي بالرقاع |
اشكو لفضلك حرفة | مالي بها مستمتع |
أحوال معلومي تسو | ء وصاحب لا ينفع |
جوابٌ أتاني في ساعة | يدلّ على نفث أصل اليراعة |
ومن عجب الدهر أني به | تلذذت مع أنه سمّ ساعه |
بكيت على لقيا أناسٍ وددتهم | وان كان لاضري يعدّ ولا نفعي |
وان قيل دون القلتين مكانه | فما فيّ دون القلتين ولا دمعي |
ياشيخ علم وشيخ علم | فمن عيانٍ ومن سماع |
رفعت قدري عطاً ولفظاً | يا سيدي أحمد الرفاعي |
نوالك السعدي يا سيدي | أرجو على عاداته مربعه |
لي أشهر أربعة أخرت | فحظي المشؤوم بالأربعة |
أفدي صديقاً كنت وهو بغيظه | متطارحين من الكلام بديعه |
مازالت الحساد تسعى بيننا | حتى تناكرنا الكلام جميعه |
أفدي سطورا من كتابك أقبلت | بعد الجفاء وآذنت برجوع |
قبلتها فاحمر نقش حروفها | فكأنني رملتها بدموعي |
ولما رنت ليَ ألحاظه | رفعت بتكبيري الصوت رفعا |
فيالك في الحسن من أغيد | تبدى غزالاً فكبرت سبعا |
بعثت به واثقاً أن لي | شفاعة ذي أمل نافع |
ولا شيء أحسن من مالك | تجود يداه على شافع |
جبين سلطاننا المرجى | مبارك المطلع البديع |
يا بهجة الدهر ان تبدى | هلال شعبان في ربيع |
تأخرت عنكم يا بنيَّ ويا أبي | وما أنا إلا البعض ماضٍ جميعه |
وعود نباتي متى يرتجي بقا | وقد مات منه أصله وفروعه |
ألاَ ياربّ خلّ أرتجيه | كما يرجى من الوثن انتفاع |
رميت بوده وصدفت عنه | فلا ودّ لديّ ولا سواع |
لهفي لشعرٍ بارعٍ نظمته | تحتاج بهجته لرفدٍ بارع |
درٌ يتيمٌ قد تضوع نشره | يا من يرق على اليتيم الضائع |
أبثك يا أخا العلياء أني | سئمت من الليالي كم تروع |
أما ينفك قدري في نزول | ببلدتكم وفي جسمي طلوع |