لسائلِ دمعي من هواك جوابُ
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
لسائلِ دمعي من هواك جوابُ | فما ضرّ أن لو كانَ منك ثواب |
بعيني هلال من جبينك مشرقٌ | وفي القلب من عذلِ العذولِ شهاب |
لئن كانَ من جنس الخطا لك نسبة ٌ | فإنّ شفائي في هواك صواب |
وإن كان في تفاح خدّيك محبتي | ففي الريق من تفاحهنّ شراب |
وإن كنت مجنوناً بعشقك هائماً | فاني بنبل المقلتين مصاب |
تعبر عن وجدي سطورُ مدامعي | كأنك يا خدّي لهنَّ كتاب |
اذا كان يعزى لابن مقلة َ خطها | فما منهما للقارئينَ عجاب |
على ضيق العينين تسفحُ مقلتي | ويطربني لا زينبٌ ورباب |
فيا رشأ الأتراكِ لا سربَ عامرٍ | فؤادي من سكنى السلوّ خراب |
بوجهك من ماء الملاحة ِ موردٌ | لظامٍ وسرب العامري سراب |
اذا زرتني فالروحُ والمالُ هينٌ | وكلّ الذي فوقَ الترابِ تراب |
سقى الله عهدي بالحبيب وبالصبا | سحاباً كأن الودقَ فيه حباب |
فقدتُ الهوى لما فقدت شبيبتي | وأوجعُ مفقودٍ هوى ً وشباب |
وكانَ يصيدُ الظبيَ فاحمُ لمتي | وأغربُ ما صادَ الظباءَ غراب |
ولو كنتُ من أهل المداجاة ِ في الهوى | لكانَ بدمعي للمشيبِ خضاب |
واني لممن زادَ في الغيّ سعيهُ | وطوّلَ حتى آن منه متاب |
إلهيَ في حسن الرجا ليَ مذهب | وقد آنَ للرّاجي اليكَ ذهاب |
أغثني فانّ العفوَ لي منك جنة ٌ | وغثني فانّ اللطفَ منكَ سحاب |
وأيد أيادي ابن الخليفة إنها | اذا زهدت فينا الكرامُ رغاب |
أيادي عليّ رحمة ُ اللهِ في الورى | فأن يبغِ باغيهم فهنّ عذاب |
عليّ الذرى والاسم والنسب الذي | يعنعن للخطابِ فيه خطاب |
فيا لكَ من بيتٍ عليٍّ قد اعتلت | به فوقَ أكتاف النجوم قباب |
من القوم في بطحاءِ مكة َ منزلٍ | لهم وفناً حولَ الشعابِ شعاب |
حمت عقدة َ الاسلام بدأ وعودة ً | كتيبة ُ ملكٍ منهمو وكتاب |
فكم مرة ٍ باتوا لحربٍ فجدَّلوا | وعادوا الى نادي الندى فأثابوا |
بألسنِ نيرانٍ لهم وقواضبٍ | اذا ما دعوا نادي النداء أنابوا |
وأقلام عدلٍ في بحور أناملٍ | لهم بين أمواجِ الدروعِ عباب |
مضى عمرُ الفاروقُ وهي كما ترى | غصونٌ بأوطانِ الملوكِ رطاب |
فأحسن بها في راحة ٍ علوية ٍ | كما افترّ عن لمعِ البروقِ سحاب |
تواترَ لفظاً كالجمانِ سحابهُ | على جانب الملك العقيم سحاب |
ينقب عن رأي بها وفواضلٍ | سفيرٌ عن المعنى الخفي نقاب |
مهيب الشظا يخشى صرير يراعهِ | ظبا البيض حتى لا يطنّ ذباب |
فياليتَ يحيى الآنَ يحيى فيجتني | محاسنَ منها خيلهُ وشباب |
وكاتب سرّ للملوك محجب | وما للندى عن زائريه حجاب |
عطارد دهمِِ المشتري غير خاسرٍ | إذا بيع حمدٌ في الورى وثواب |
وذوا القلم الماضي الثنا فكأنما | لهُ السيفُ من فرط المضاءِ قراب |
مواردهُ شهدٌ اذا شيمَ بره | وإن شيمَ حربٌ فالمواردُ صاب |
تخافُ وترجى يا مسطرَ كتبهِ | كأنك روضٌ أو كأنك غاب |
كذا يا ابن فضلِ اللهِ تدعو لملكها | ملوكٌ إذا شاموا الظنونَ أصابوا |
فريدَ العلى هل أنتَ مصغ لناظمٍ | فريد الثنا كالتبرِ ليس يعاب |
لأعرض عن رجوايَ عطفكَ مرة ً | فأعرضَ عني سادة ٌ وصحاب |
وأوهمني حرمانهم ليَ حاجة ً | أهبّ لأشكو حرّها فأهاب |
وكابدت في المثنى من العرب مشتكى | كما قيل لم تلبس عليه ثياب |
واني وان شيبت حياتي وأعرضوا | وحقكَ مالي غير بابكَ باب |
فليتك تحلو والحياة مريرة ٌ | وليتكَ ترضى والأنام غضاب |
وحقكَ ما حقي سوى الصبح نيرٌ | ولكنما حظي عليكَ ضباب |
يغني بمدحي فيك حادٍ وسامرٌ | فطابت عليه رحلة ٌ وإياب |
وأنتَ الذي أنطقتني ببدائع | بغيظِ أناس قد ظفرتُ وخابوا |
فما النظمُ إلا ما أحرّرُ فاتنٌ | وما البيت إلا ما سكنت يباب |
اليك النهى قولي لمن قال ملجمٌ | وخفّ له في الخافقين ركاب |
فدونكَ منه كلّ سياَّرة ٍ لها | مقرٌّ على أفق السها وجناب |
علا فوق عرنين الغزالة كعبها | وزاحمت الستين وهيَ كعاب |
ودم يامديدَ الفضل منشرح الندى | على الخلق لا يفنى لديكَ طلاب |
تهنيكَ بالأعوام مذهبة الحلى | على اليمن منها جبة وإهاب |
لها من هلال في العدا حدّ خنجرٍ | وفي الرفدِ من نوعِ الزكاة ِ نصاب |