غصن بان فوقه البدر بدا
مدة
قراءة القصيدة :
4 دقائق
.
غصن بان فوقه البدر بدا | أم غزال راح يغزو أسدا |
أم مليح يتثنى مرحا | حيث أضحى بالبها منفردا |
صنم الحسن الذي لم يره | عاشق الإله قد عبدا |
يا له بحر جمال عطفه | موجه بالجسم يرمي زبدا |
نار خديه مجوسي الهوى | ما رآها قط إلا سجدا |
وإذا ما ظهرت من وجهه | حضرة الغيب طلبنا المددا |
صار جهلي غيره معرفة | صار غي وضلالي رشدا |
آه من قسوته مع شغفي | في هواه وهوى الغيد ردى |
قلت يا مولاي جد لي كرما | بوصال قال لا لا أبدا |
قلت فالوعد به تسلية | قال يحتاج يفي من وعدا قلت فاسمح بخيال في الكرى قال لي مالك طرف رقدا |
قلت ما تفعل بي حينئذ | قال ما أختاره طول المدى |
قلت خذ روحي فقال الروح لي | خل دعواها وهات الجسدا |
واترك الأمر إلى مالكه | إن للمحبوب في الحب يدا |
كل من يعشق وجها حسنا | لا يرى إلا البلا والنكدا |
فاصطبر إن شت أو شت فمت | كم علينا ذاب جلد جلدا |
أما موسى العشق ربي أرني | بك أن أنظر ظبيا شردا |
لاح لي جمر على وجنته | كلما أدنو إليه بعدا |
فلعلي منه ألقى قبسا | أو يرى قلبي على النار هدى |
قم تأمل أيها الغافل لم | يخلق الرحمن ذا الحسن سدى |
وتعرض لهواه فلقد | جاء من ناحية الستر ندا |
وإذا لامك من ليس له | نظر فاخرب عليه البلدا |
أين أهل اللوم من أهل الهوى | ما المحبون يساوون العدا |
كلما أرشف سمعي عاذلي | مر لومي زدت في الحب صدى |
فكأن العذل منه طلب | لهيامي بلسان عقدا |
أيريد الغر أن يصلح من | حال أهل العشق ما قد فسدا |
إنما أهل الهوى مرآته | وهو فيهم حاله قد شهدا |
ثم لما أشكل الأمر رمى | نفسه من جهله وانتقدا |
وادعى العشق فلم يحصل له | وعلى أهل الهوى قد حقدا |
قام فيهم يكثر اللوم لهم | أو لم يخش الإله الصمدا |
هبه لا يعرف لذات الهوى | حسن محبوب فؤادي جحدا |
إن قلبي اليوم في أسر رشا | لا يرى للقتل عشقا قودا |
وجهه الجنة في أعيننا | خده النار بقلبي وقدا |
لم يزل يجفو وأبليت على | حبه أثواب عمري الجددا |
ولكم أفنيت جسمي سقما | وتنفست عليه الصعدا وإذا في حبه مت فقد عشت بعد الموت عيش السعدا |
يا سقى الله زمانا بالحمى | ورعى بالشعب عيشا رغدا |
طالما كنت به طوع هوى | لم أخف في نهب وقتي أحدا |
حيث غزلان النقا قد أنست | بي وبعد المنع أولتني ندا |
وكحلت العين بالعين وما | بعدها عدت شكوت الرمدا |
حيث أقمار البها طالعة | تتجلى ولها الروح فدا |
وغصون البان لما انعطفت | طائر القلب عليهن شدا |
حيث وجه السعد فينا مقبل | بالهنا والهم عنا طردا |
وكؤوس الأنس بالقوم صفت | وبنا الورد إليه وردا |
في رياض ضحك الزهر بها | كلما السحب بكت قطر الندى |
هزت النسمة من أغصانها | حين جلتها قنا مرتعدا |
فلهذا كبر الطير وقد | لبس النهر علينا زردا |
والصبا يذكرنا عهد الصبا | ليت بالأمس لي كان غدا |
ليت لو جاد زماني بالذي | كان منه قبل ذا قد عهدا |
يا أصيحابي بأكناف الحمى | عللاني إن صبري فقدا |
واذكرا لي سندا أعرفه | لست ألقى لي سواه سندا |
نفد الدمع على جفوته | واشتياقي والجوى ما نفدا |
هو في القلب مقيم بل أنا | هو لا بل هو دوني وجدا |
كذب القائل قد حل به | والذي قد قال فيه اتحدا |
إنما المعشوق موجود ولا | عاشق غير التباس قصدا |
لي هوى بالشعب من كاظمة | ساكن هذا الحشى والكبدا |
وأنا اليوم به مشتهر | فليمت ضدي ويبلى حسدا |
أنا مفتي العشق من يسألني | عن هواه يلقني مجتهدا |
أنا قاضي شرع أرباب الهوى | كل حكم بينهم لي حمدا |
فالذي أمنعه يشقى ومن | أجعل الحق له قد سعدا |
غير أني في أناس جهلوا | ما أنا في شأنه والجهل دا |