بلاء الأنبياء هو البلاء
مدة
قراءة القصيدة :
دقيقتان
.
بلاء الأنبياء هو البلاء | وقد عانت عناه الأولياء |
وذلك كان في الدنيا وفيما | به للناس ذم أو ثناء |
ومن يكثر عليه الصبر يعظم | به عند الإله له الجزاء |
وأما الدين فاحذر من بلاء | يصبك فيه ذاك هو الشقاء |
ومن يصبر عليه أصر عمدا | على العصيان وازداد العناء |
نصحتك لا تخف في قطع رزق | أذى الدنيا فلله العطاء |
وكن بالانفراد سليم صدر | لأن مصاحبات الناس داء |
فإنك إن نطقت بما تراه | عليهم حثهم فيك افتراء |
وصرت عدوهم في كل حال | وليس لهم بما قلت ارعواء |
وإن تسكت وتكرهه بقلب | فقلبك ما له فيهم خفاء |
وأدنى ما يكون يقال هذا | ثقيل كل حالته رياء |
وهم لا يقبلونك فاجتنبهم | وأنت بما علمت لك اهتداء |
لأنك باللقاء تكون مغرى | بسبل إنه بئس اللقاء |
وإن خالطتهم وسلكت معهم | يكون لهم بفعلك ذا إرضاء |
وتمسى بينهم مرفوع شأن | وتصبح كل ما تلقى هناء |
ولكن تبتلي في الدين منهم | بما هم فيه إذ بالسوء جاؤوا |
أكابرهم على الإعراض قاموا | ولو بالكفر ما لهم انثناء |
وقد حملوا أصاغرهم عليه | مداهنة وليس لهم حياء |
تنبه يا مريد الحق وافتح | عيونك ما بنو الدنيا سواء |
وصابر عن لقاء الناس واصبر | على الإيذاء وليسع الإناء |
فإن الصبر في الدنيا قليل | وعقباه انكشاف وانجلاء |
فأما الصبر منك على عقاب القيامة | فهو ليس له انقضاء |
ولا تترج غير الله مولى | فغير الله ما فيه الرجاء |